طالب الاقتصادي الدكتور إحسان بوحليقة بتشجيع المؤسسات الاقتصادية الصغيرة على الاستثمار في المجتمعات المحلية المحيطة بالمشاريع الصناعية الكبرى. وقال ل«الحياة» على هامش منتدى الأمير عبدالرحمن السديري للدراسات السعودية في دورته الثامنة بعنوان: «مدينة وعد الشمال.. والمسؤولية الاجتماعية» الذي نظم في دار الجوف للعلوم بمدينة سكاكا صباح أمس، إن ذلك يؤدي إلى تنويع الاقتصاد السعودي بدل اعتماده على النفط. وأوضح بوحليقة أن المملكة ظلت أسيرة للنفط عقوداً طويلة، مشيراً إلى أن عدم الاهتمام بتنويع مداخيل الاقتصاد السعودي يجعل الوضع الاقتصادي السعودي في غاية التعقيد. وقال إن توجه الدولة نحو تنوع المناطق الصناعية بدل تركيزها في شرق ووسط وغرب البلاد، يساعد في خلق اقتصاد منوّع، وهذا ما ستعمل عليه مدينة جازان الاقتصادية في الجنوب ومدينة وعد الشمال في شمال المملكة. وذكر أن المشاريع الاقتصادية الكبيرة مثل مدينتي جازان ووعد الشمال الاقتصاديتين مهمة وذات كثافة في رأس المال، لكنهما تقدمان فرصاً وظيفية قليلة، مشيراً إلى أهمية تكاتف جهود الدولة وتلك المدن والقطاع الخاص بهدف توليد مزيد من فرص العمل بإقامة مشاريع اقتصادية تحيط بتلك المدن الاقتصادية لتنمية المجتمعات المحلية، وهذا يسهم في الحد من البطالة وزيادة الرفاهية. وكان المنتدى شهد جلستين، الأولى بعنوان: «مدينة وعد الشمال والآثار التنموية المتوقعة» تحدث فيها مدير برنامج تطوير المخطط العام لمدينة وعد الشمال سعود السعدون، وأكد أن المدينة أعطت الأولية لأهالي المناطق الشمالية في التوظيف لدى المقاولين المنفذين للمشروع، وقال إن المدينة تعمل على تحويل معالجة مياه الصرف الصحي في منطقتي الحدود الشماليةوالجوف في الاستفادة منها في المراحل الصناعية للمدينة الاقتصادية. وفي الجلسة الثانية التي حملت عنوان: «الشركات والمسؤولية الاجتماعية» وأدارها الدكتور محمد القنيبط، تحدث عضوا هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور فلاح السبيعي والدكتور علي قطيشات ونائب المدير العام لمعهد الإدارة العامة لشؤون التدريب الدكتور صلاح المعيوف عن أهمية تحفيز القطاع الخاص للقيام بدور فاعل تجاه المجتمع. وأشاروا إلى التجارب الناجحة لبعض الشركات في تنمية المجتمعات المحلية، مثل شركة «أرامكو» التي ساهمت قبل أكثر من نصف قرن في تنمية وإنشاء 5 مدن رئيسة يمر من خلالها خط «التابلاين». وذكروا أن «التابلاين» لم يكن مشروعاً نفطياً خالصاً، بل مشروعاً حضارياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث أسهم المشروع في تشييد المدارس والطرق والمستشفيات الحديثة، استفاد منها معظم سكان المناطق الشمالية للمملكة.