كشفت إحدى مديرات المعارض النسائية في أحد المراكز التجارية (فضلت عدم ذكر اسمها) ل «الحياة» عن وجود عصابات منظمة وسيدات يحترفن السرقة، مشيرة إلى أن نحو 75 في المئة منهن سعوديات، والبقية من جنسيات مختلفة. وقالت إن منظر سيدة تمارس عملية السرقة داخل المجمعات التجارية أصبح منظراً طبيعياً وغير شاذ، لافتة إلى أن فترات المواسم مثل رمضان، العيد، الحج، والإجازات، تكثر فيها السرقات لتصل إلى 45 في المئة تقريباً من مرتادي المولات والمراكز التجارية يمارسن السرقة. ووصفت السيدات اللاتي يمارسن عملية السرقة بال «محترفات»، إذ يمارسن هذا العمل بطريقة منظمة جداً، كأن تدخل ثلاث أو أربع سيدات إلى المحل واحدة منهن فقط هي من تمارس سرقة البضائع، بينما الأخريات تكون وظيفتهن إشغال العاملات في المحل كي لا يلاحظن عملية السرقة، مشيرة إلى أن مظهر السيدات يدل على أنهن من الطبقة الراقية جداً، ويظهر ذلك من نوع الحقيبة والعباءة التي ترتديها من تمارس السرقة، حتى لا تلفت الأنظار إليها، وتزيل الشك من حولها. وأوضحت أن عملية السرقة تمارس بشكل يومي، ويتركز نشاطهن في العشر الأواخر من رمضان، إذ يُضبط في هذه الفترة ما لا يقل عن ثلاث سيدات يمارسن السرقة، بينما في ال 24 من رمضان الفائت، تم القبض على سيدة سرقت بضائع مختلفة من عدد من المحال بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من 12 ألف ريال. وأشارت إلى استخدام العصابات النسائية أثناء عملية السرقة «المغناطيس»، وأدوات متخصصة لفك «التاغ»، كي لا يصدر صوت حال خروج البضاعة المسروقة من المحل من دون نزعه، مبينة أن هذه العصابات لا تسرق بضاعة معينة بسعر محدد، أو مقاسات محددة، لكنها تسرق كل ما يتاح لها سرقته من عطور، ملابس داخلية، أحذية، ملابس نسائية، شنط وغيرها، ما يؤكد وجود سوق سوداء لبيع هذه المستلزمات بأسعار منافسة. وقالت إن أخلاقيات السارقات عادة ما تكون متدنية جداً، إذ ترفض تسليم البضاعة حال اكتشافها، وتلفظها بألفاظ غير لائقة، مبينة أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حال وجدت وشهدت على مواقف مماثلة فإن جل عملها هو طلب تعهد من السارقة، والتشديد على بنات بعض القبائل المعروفة بعدم كتابة ألقابهن تفادياً للفضيحة، بينما يطلب ممن لا تنتمي للمجتمع القبلي أن تكتب اسمها ولقبها كاملاً. وأضافت «بعض حالات السرقة التي تم القبض فيها على السارقات، واضطر الأمر لاستدعاء أولياء أمورهن أو تسليمهن إلى الشرطة يتبين من مظهر أولياء أمورهن ونوع المركبات التي يحضرون فيها أنهم من الطبقة الراقية». وأفادت بأن طريقة تعامل بعض أولياء الأمور مع القضية تؤكد علمهم بما تمارسه الفتيات من سرقة وأنه عمل منظم، ولا يخضع لأي نوع من أنواع العشوائية، إذ شددت على أن السرقات تتم في المجمعات التجارية كافة وليس في أحدها فقط، وغالباً ما يتم القبض على السيدة نفسها في أكثر من مجمع تجاري، مبدية استياءها من عدم اتخاذ أي إجراء حازم من إدارة المحال تجاه هؤلاء الفتيات باعتبارهن «سارقات»، سوى إجبارهن على دفع قيمة البضائع المسروقة، أو إعادتها، ليتنازل بعدها صاحب المحل عن القضية ويخلى سبيل «السارقة»، لتعاود الكر والفر من جديد.