حاول «داعشيون» توريط السعودي المبتعث مشعل البلوي (السحيمي)، من خلال إعلان وصوله إلى أماكن يسيطر عليها التنظيم الإرهابي (الدولة الإسلامية)، في سورية. في وقت يعيش ذووه «قلقاً» بعد تلقيهم الأسبوع الماضي، نبأ العثور على المبتعث عبدالله القاضي مقتولاً في لوس آنجليس، خوفاً من أن يكون مصير ابنهم كمصيره. ورحب عناصر «داعش» بالبلوي المفقود منذ زهاء شهر، على طريقتهم الخاصة، ووصفوا ما قام به ب «العمل البطولي اشترى به الآخرة بالدنيا». وأكدوا أن الإفصاح عن تفاصيل تنقلاته حتى وصل إلى مقر الخلافة «أمر سري»، وذلك لضمان سلامته، وعدم المساس به، أو تتبعه لوصول السلطات إليه. فيما تقوم السفارة السعودية في أنقرة ب «عمليات بحث مكثفة» عن البلوي، على أمل العثور عليه، وإعادته إلى موطنه. وما إن استيقظت وسائل التواصل الاجتماعي، على نبأ اختفاء البلوي، الذي كان مُبتعثاً للدراسة في أستراليا، وظهور أسرته لمناشدة المسؤولين بالإسهام في كشف لغز تغيبه الفجائي، من دون وجود أي أثر يكشف مكان وجوده حتى الآن، سعى المنتمون والمتعاطفون مع التنظيم الإرهابي «داعش» إلى ركوب الموجة، واستغلال تضارب الأقوال في احتمال توجّه البلوي إلى الأراضي السورية، من أجل «الجهاد». وذكروا أن البلوي «اختار الآخرة بدلاً من الدنيا، وكسب الأجر بتركه بلاد الكفر»، في إشارة إلى أستراليا، التي كان يدرس فيها. وأكدوا أنه «لم ينجذب للتغريب ما دعاه إلى التحرّك سريعاً، والانتماء إلى الدولة الإسلامية، وتحديداً في سورية». وتساءل بعضهم عن تاريخ وصوله. فيما طالب آخرون ب «عدم الإفصاح عن ذلك، أو الحديث عن تحركاته، ضماناً لسلامته»، واصفين تلك المعلومات ب «الخاصة». ورصدت «الحياة» تغريدات في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أشارت إلى أن البلوي كان «يخطط مسبقاً للانضمام إلى صفوف «داعش». وحازت تلك التغريدات على نسبة عالية جداً من الريتويت (إعادة التغريد). فيما اتضح أن بعض أصحاب تلك المعرّفات لا يعرفون اسم المبتعث المفقود الحقيقي، إذ قاموا بتسميته «محمد السحيمي»، بدلاً من مشعل السحيمي. وذكر صاحب حساب «الجهاد مدرسة الحياة» في تغريدة له، أن المبتعث «البلوي غادر أستراليا من أجل الالتحاق بصفوف «الدولة الإسلامية»، عازياً السبب إلى أن «التغريب لم ينفع معه». وكشف شايب الرمضي أن «البلوي في حمى «الدولة الإسلامية» حالياً». أما «بابل العراق» فوصف البلوي ب «أسد الابتعاث»، واعتبر ما قام به «ربح البيع». وطالب سام اليماني، «الداعشيين» ب «عدم النشر والإفصاح عن أية معلومات إضافية عن تحركات البلوي». وعزا ذلك إلى «رغبته في وصول البلوي إلى أرض الخلافة سالماً». أما أم شاهين فأوضحت أن «الشباب ما زالت لديهم فطرة سليمة». وأكد «المستكشف» أن مشعل «يوجد حالياً في العراق، من أجل القتال والجهاد. وقد قتل، وتم تعليق رأسه». وذكرت «سنعوسة» أنه «خرج من أستراليا، وبعدما رأى الحق ذهب إلى فعل الخير، وذلك كان بالنفير إلى الدولة الإسلامية». بدوره، أوضح سليم البلوي، وهو شقيق المفقود مشعل، أنه «لا توجد أية معلومات جديدة عن تغيّب أخي». ولم توضح لهم إحدى السفارات حتى الآن عن وجهته الفعلية، أو مكان وجوده الحالي. وقال ل «الحياة»: «إن البحث عنه لا يزال جارياً»، موضحاً أن «السفارة السعودية في أنقرة لم تعثر عليه بعد». وذكر أنه وردهم نبأ مقتل عبدالله القاضي، موضحاً أن ذلك «قضاء وقدر»، داعياً ذويه إلى «الصبر والسلوان»، لافتاً إلى أنه يأمل عودة أخيه.