رغم تأكيد الادارة الأميركية ان لا «أدلة محددة» على احتمال مواجهة الولاياتالمتحدة هجومين مماثلين استهدفا مقر البرلمان الكندي في اوتاوا وعسكريين في كيبيك، عززت أحداث كندا مخاوف الأميركيين من خلايا ارهابية في الداخل متعاطفة مع تنظيم الدولة الاسلامية (داعش). وكان لافتاً تركيز الاعلام الأميركي على ان منفذي هجومي كندا مارتن رولو ومايكل زهاف بيبو اعتنقا الاسلام، وتواصلا مع مجموعات متطرفة في الشرق الأوسط. وكانت السلطات الكندية احتجزت جواز سفر رولو، فيما اعتقلت بيبو اربع مرات لتعاطي المخدرات. وأكد الخبير في شؤون الاٍرهاب بيتر برغن ان ما حصل في كندا يعزز المخاوف من تهديد «الذئاب الوحيدة» في المجتمعات الغربية. ومع تزايد التقارير عن توقيف أميركيين حاولوا الالتحاق ب «داعش» في العراق وسورية، بينهم ثلاث مراهقات أعيدوا من مطار فرانكفورت الألماني الى مدينة دنفر الأميركية، ما افشل مخططهن بالسفر الى سورية، زاد مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) وجوده وتحركه في العاصمة الاميركية واشنطن أمس، الى جانب رصده تحركات الأقليات المسلمة خصوصاً الصومالية في ولاية مينيسوتا التي توجه منها شخصان للقتال مع «داعش». لكن ذلك لم يمنع رجلاً يدعى دومينيك اديسانيا (23 سنة) ويتحدر من مريلاند قرب واشنطن من القفز فوق سياج البيت الأبيض أمس، والوصول الى الحديقة حيث اعتقله عناصر جهاز الأمن الرئاسي السري الذي منعه من بلوغ مبنى اقامة الرئيس باراك اوباما كما فعل متسلل آخر قبل شهر. وأعلن ادوين دونوفان، الناطق باسم الجهاز المكلف حماية الرئيس ان الموقوف نقل الى مستشفى قريب لتقويم وضعه الصحي. وبثت قنوات التلفزيون الأميركية شريط فيديو أظهر الشاب يركل كلباً هاجمه، قبل ان يعتقله عناصر أمن الرئاسة. وكانت سلسلة حوادث أخيرة نالت من صدقية وحدة النخبة المكلفة حماية الرئيس الأميركي، وجعلتها موضع سخرية وتهكم، علماً ان مديرة الجهاز جوليا بيرسون قدمت استقالتها مطلع الشهر الجاري اثر تسلل الى جندي سابق خدم في العراق ليل 19 ايلول (سبتمبر) السياج الشمالي للبيت الابيض الذي يرتفع 2.30 متر ثم جرى اكثر من 60 متراً ودخل الباب الرئيسي للطابق الارضي وعبر قاعات عدة قبل توقيفه داخل الصالون الكبير المعروف باسم «ايست روم». وتبين ان المتسلل عمر غونزاليس (42 سنة) حمل مطواة في جيبه، وعثر في سيارته لاحقاً على كمية من الذخائر، علماً ان اوباما كان غادر البيت الابيض حينها.