فردوس عبد الحميد: لا بدّ من مواسم درامية

تراهن الفنانة فردوس عبد الحميد على دورها في مسلسل «ويأتي النهار» الذي أوشكت على الانتهاء من تصويره، وتشارك في بطولته أمام عزت العلايلي وعزت أبو عوف وتأليف مجدي صابر وإخراج محمد فاضل. وتعتبره بمثابة محطة تلفزيونية مهمة في مسيرتها التي قدمت فيها عشرات المسلسلات الناجحة. عن هذا العمل، تقول فردوس ل «الحياة»: «المسلسل يرصد الأسباب التي اندلعت من أجلها ثورة 25 يناير، ويتناول ظاهرة العشوائيات ومشكلة البطالة ونماذج لرجال أعمال فاسدين، كما يبرز دور الملايين من الشرفاء من المثقفين والشباب وأصحاب الوعي الذين كانوا الأمل في إحداث التغيير». وتشير إلى أنها تجسد في الأحداث شخصية سيدة فقيرة تدعى «فتحية» تسكن في منطقة شعبية، وتفتح كشكاً لبيع الشاي في الحارة التي تعيش فيها من أجل تربية أولادها، وبينهم كفيف تبحث عن واسطة لعلاجه المكلف مادياً، لكنها تفشل، فيصاب بالعمى، أما هي، فتتعرض طوال الأحداث لعمليات ابتزاز من عمال البلدية الذين يحاولون إزالة مصدر رزقها أكثر من مرة.
وتوضح أنها لم تحزن لخروج المسلسل من سباق شهر رمضان الماضي، «فالزحام الدرامي يجعل المشاهد ينصرف عن متابعة المسلسلات، بما فيها الأعمال الجيدة التي تظلم سنوياً». طالبت عبد الحميد بإيجاد ثلاثة مواسم درامية: الأول ينطلق في أيلول (سبتمبر) ويستمر حتى نهاية إجازة نصف العام الدراسي، والثاني يستمر طوال أعياد الربيع، والثالث خلال شهر رمضان. وترى أن حرص بعضهم على عرض أعماله في رمضان يعود إلى أسباب اقتصادية «بما أن أموال الإعلانات تكون أغلى على الفضائيات في الشهر الفضيل». وتبرر فردوس انصراف شركات الإنتاج سواء الحكومية أم الخاصة أخيراً عن الاستعانة بكبار المؤلفين والمخرجين إلى ارتفاع أجورهم نتيجة خبراتهم العالية وتاريخهم الفني الطويل، وتقول: «السبب لا علاقة له بنواح فنية، ولكن اقتصادية، إذ يحسب المنتجون كل كبيرة وصغيرة في العملية الفنية، ويرون أن الاستعانة بالشباب يجعلهم يوفرون فارق السعر». وعن تركيز غالبية الأعمال المكتوبة على الشباب وابتعادها عن كبار الممثلين، تقول: «هذا الأمر حقيقي، فالمؤلفون في بلادنا يكتبون لمرحلة شبابية، على عكس ما يحدث في الخارج، حيث تكتب أعمال خصيصاً لكبار النجوم، مثل آل باتشينو. ولا شك في أن الفنان حين يتقدم في العمر يصبح أكثر خبرة وحرفية، ويكون قادراً على تجسيد مواضيع حساسة، فالقضية الأساسية في المجتمع ليست فتاة جميلة أو شاباً وسيماً، ولكن توجد مواضيع تجب معالجتها، خصوصاً أن المجتمعات في العالم أصبحت أكثر قسوة وشراسة».
وتدافع عن تعاونها الدائم مع زوجها المخرج محمد فاضل، وتقول: «أعمالي قليلة جداً، وهذا ما يجعلني أتعاون مع فاضل، كما أنني لا أستطيع تقديم مسلسلات لا أقتنع بها، وبصراحة ليس كل ما يعرض عليّ يستهويني، على عكس أعمال فاضل، التي تحتوي على مخاطرة عالية ومواضيع هادفة ومهمة تتناسب مع قناعاتي. باختصار، لا أستطيع تقديم عمل تافه لمجرد الوجود، ولو فعلت ذلك سأكون أسوأ ممثلة وسأحتقر نفسي».