قراوة بني زيد (الضفة الغربية) - أ ف ب - يوماً بعد يوم، يسرج الشاب الفلسطيني خالد نشأت حماره ويتوجه إلى النبع لنقل المياه إلى عائلته، عند مدخل قريته في الضفة الغربية حيث ثلث البلدات غير مرتبطة بالشبكة. وهي رحلة يكررها «نحو عشر مرات ذهاباً وإياباً في اليوم» مع حماره الذي يحمل على الجانبين مستوعبات المياه. ويقول نشأت: «لا توجد مياه في المنزل منذ منتصف آذار (مارس)»، فيما تقارب حرارة الطقس في قريته قراوة بني زيد 35 درجة مئوية. ويؤكد كلامه رئيس المجلس البلدي في القرية، التي تؤوي نحو ثلاثة آلاف نسمة، فؤاد حسن عرار قائلاً: «في كل صيف تنقصنا المياه، والسكان يشتكون. إنها أكبر مشكلة تواجهها قراوة بني زيد». وبحسب المصرف الدولي، فإن الفلسطينيين يحصلون في شكل محدود على المياه العذبة، خصوصاً في الضفة حيث يقدر معدل الاستهلاك اليومي بخمسين ليتراً للشخص الواحد، وفي بعض الأحيان 20 ليتراً كحد أدنى. وأشار المصرف في تقرير نُشر في نيسان (أبريل) الماضي إلى أن «مستويات الاستهلاك المتدنية جداً هذه تضع غالبية مناطق الضفة تحت عتبة المعايير الدولية» البالغة نحو مئة ليتر للشخص في اليوم. وأوضح التقرير ان شركة «ميكوروت» الإسرائيلية لتوزيع المياه تغطي 90 في المئة من حاجات السكان في الضفة، لكن ثلث البلدات الفلسطينية لا يزال غير مربوط بشبكات المياه. ولفت إلى أن إسرائيل تسحب نحو ضعفي حصتها المقررة بموجب اتفاقات أوسلو. وتلفت سوزان كوبلمان التي تخصص منظمتها «لايف سورس» (مصدر الحياة) عملها لمسألة المياه في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى أن «بلدات مثل قراوة بني زيد تعاني كثيراً». وقالت: «خلال اشهر الصيف، تواجه قراوة بني زيد نقصاً كبيراً في كمية المياه التي تتلقاها»، رغم أن الشركة الإسرائيلية زادت إجمالاً من كميات المياه التي تؤمنها. غير أنها تؤكد أن «الأولوية بالنسبة إلى مصلحة المياه الإسرائيلية هي التأكد من أن تكون كميات المياه التي تصل إلى المستوطنات كافية ... وتخصص البقية للبلدات الفلسطينية، والنتيجة هي أن المياه لا تصل إلى الجميع». وترى فريال فريد (34 سنة) أن ذلك يتسبب في الرحلات التي لا تتوقف أسبوعياً إلى نبع القرية حيث تتم تعبئة مستوعبات مياه وعبوات مياه أخرى قدر الامكان. وقالت وهي تقوم بتعبئة غالونات المياه: «يجب أن نشرب ونطهو وأن ننظف المنزل ويستحم الأولاد». ويقع نبع القرية على طريق عند أسفل مدخلها، ويضم صنبورين. ويقوم نساء وأولاد بتعبئة القوارير ويدوسون في المياه الوسخة والوحل. وقالت فريال: «نعلم أن المياه ليست للشرب، لكننا نشربها رغم ذلك، نقوم بغليها. لقد عشت 12 سنة في الأردن، ومن الصعب العيش في قرية ... إنني مضطرة إلى إيقاظ الاولاد عند الخامسة فجراً كي يذهبوا لتعبئة المياه. لقد تعبنا من ذلك، لكنني محظوظة لأن لدي رخصة قيادة ويمكنني الذهاب بالسيارة». والبديل عن ذلك هو شراء حمولة صهريج من المياه، لكن لقاء 40 شيكل للمتر المكعب (10 دولارات). وتقول فريال: «نشتري في بعض الأحيان صهريج المياه، لكن ذلك يكلفنا 120 شيكل مقابل 3 أمتار مكعبة، وهو ثمن باهظ» للعائلة التي يكسب رب عملها 1800 شيكل في الشهر.