في بحث للكاتب والباحث أحمد الواصل بعنوان «القصيبي ... الوطن والفن والسخرية»، أشار إلى أن القصيبي «ينتمي شعرياً إلى الكلاسيكية الحديثة في مذهبها الشامي، إذ أطلق عليها في مجاز تأريخ تجربة الأدب - الصدى السعودي، وهي التي تتمسك بمكتسبات تقاليد الشعر العربي الرومانسي خلال المنتصف الأول من القرن العشرين، التي بدأت بذورها وتكرست عبر جماعة المهجر، ومن ثم اتجهت إلى الأبعد عند كل من الأخطل الصغير وفؤاد الخشن وإلياس أبو شبكة وعمر أبو ريشة، حتى سعيد عقل وبواكير نزار قباني ونازك الملائكة وبدر شاكر السياب وصلاح عبد الصبور». ولفت الواصل إلى أن حضور كل من نزار قباني ومحمد الفايز ومحمود درويش أقوى في تجربة القصيبي، «فالأول عبر معجم معاصر حيوي، ومزاجية تعتني بالتفاصيل الذاتية، في مقابل أن الثاني يفيض بمخزون البحر وتاريخ اللؤلؤ ومزاجه المتوتر، والثالث مشحون بالحماسة والإنشادية الصارخة لقضية فلسطين كمأساة البشرية تمثلت في المنفى والتشرد والنضال، انعكس على أسلوب القصيبي وبروحه الخاصة التي تطالعنا عبر «تنقيحات شعرية»، تكشف الصراع مع النموذج وانعدام الجدوى في استقلال الشخصية الشعرية، وهذا متضح منذ أول ديوان شعري «أشعار من جزائر اللؤلؤ 1960». وقال: لعل من بواكير القصائد المغناة لأبي سهيل، ما سجله لإذاعة جدة الصوت الرخيم سمير الوادي ( مطلق الذيابي 1927 – 1983)، وهي قصيدة لحنها وغناها سمير الوادي «أي لغز ذلك الحب 1962»، وهي تؤرخ فترة عودة القصيبي من فترة دراسته في القاهرة إلى مرحلة البكالوريوس عام 1961،إلا أنه لن يعود حتى يكمل دراساته العليا، ويصدر ديوانه الثاني «قطرات من ظمأ 1965»، إذ تستقر به الحال في عمله الحكومي بين الجامعة، وعضوية لجان حكومية آنذاك بين العام 1965 - 1970، ومن بعد استقراره الوظيفي عميداً لكلية العلوم الإدارية في جامعة الملك سعود عام 1971 ذات السنة التي أحدث بها عاصفة بسبب ديوانه «معركة بلا راية 1971»، ثم استأنف التعاون مع مغني المرحلة الجديدة في الأغنية السعودية محمد عبده، عبر لقاء في جلسة أنتجت جراء مساجلة بين الشاعر خالد الفيصل وغازي القصيبي قصيدة «لورا 1972».