التزمت السلطات الليبية أمس الصمت إزاء هوية المجموعة المسلحة التي تم القضاء على أفرادها يوم الأحد في مزرعة بمنطقة العزيزية على بعد 40 كلم جنوبطرابلس والتي قيل إنها مرتبطة بمحاولات تفجير حصلت في العاصمة الليبية. وفي ظل الصمت الرسمي، تراوحت التكهنات بأن المجموعة ربما تكون موالية للنظام السابق للعقيد الراحل معمر القذافي، أو أنها قد تكون جماعة متشددة. وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن اللجنة الأمنية العليا الموقتة فرع طرابلس ضبطت الأحد كميات من المواد المتفجرة مطابقة للمواد التي تم ضبطها في محاولات تفجير بعض المقار الحكومية. وأفاد بيان لوزارة الداخلية بأنه «بناء على المعلومات والتحريات» التي قامت بها الوزارة من خلال اللجنة الأمنية العليا (فرع طرابلس) تم الأحد «دهم إحدى المزارع في ضواحي مدينة طرابلس» حيث عُثر فيها على «كميات من المواد المتفجرة». وأوضح البيان أن عملية الدهم «أسفرت عن إحباط عمليات تخريبية كان مخططاً لها في اليومين المقبلين»، من دون أن يكشف من هي الجهة التي كانت تنوي القيام بهذه العمليات «التخريبية» ولا أين كانت ستحصل. واكتفى البيان بالقول إن العملية «نتج منها مقتل ثلاثة أشخاص من بينهم الرأس المدبر، وجرح خمسة أشخاص وهم من سرايا الإسناد التابعة للجنة التي قامت بالدهم». وأوضح المجلس الوطني الانتقالي أمس أن أفراد المجموعة المسلحة «رفضوا الاستسلام وفضلوا القتال حتى الموت». ونقلت «فرانس برس» عن الناطق باسم المجلس صالح درهوب قوله للصحافيين إن الرجال الثلاثة رفضوا تسليم انفسهم وقاتلوا حتى الرمق الأخير. وقال: «حاولت سرايا الإسناد القبض على مدبّر هذه المتفجرات ولكنه استقتل في القتال، ما نجم عنه مقتل ثلاثة، أحدهم هذا الرأس المدبر». وأضاف: «لقد أفشلنا سبع محاولات إضافة إلى أن المتفجرات من صنع محلي مما يسمى الكليمات». وشنّت قوات الأمن عملية الدهم غداة انفجار سيارة مفخخة قرب مكاتب الشرطة العسكرية في حي وسط العاصمة. وشهدت ليبيا العديد من الحوادث العنيفة في الأيام الأخيرة. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأحد إنها علّقت أنشطتها في مدينتين ليبيتين بعد تعرض أحد مجمعاتها في مصراتة وقبل ذلك في بنغازي لهجوم بالقنابل اليدوية والصواريخ. وأوضحت اللجنة أن سبعة من عمال الإغاثة التابعين لها كانوا داخل المقر في مصراتة عندما تعرض للهجوم. ولم يصب احد في الهجوم لكن الخسائر في المبنى كانت كبيرة. وأضافت اللجنة في بيان أن هذه هي المرة الخامسة في أقل من ثلاثة اشهر التي تتعرض فيها مكاتبها للعنف في ليبيا. ودانت السلطات الليبية الاعتداء على مقر الصليب الأحمر. على صعيد آخر، أعلنت إدارة المؤتمر الوطني العام جاهزيتها لتسلم إدارة المؤتمر الذي سيتسلّم السلطة في البلاد من المجلس الوطني الانتقالي بعد غد الأربعاء. وأوضح مدير إدارة المجلس الوطني الانتقالي عثمان بن ساسي في تصريح إلى وكالة الأنباء الليبية أن هذه الإدارة أنشئت على نمط إدارات برلمانات دول العالم، وأقسامها مطابقة لأقسام الإدارات في برلمانات الدول المتقدمة.