قضت محكمة «أولد بايلي» في لندن بسجن الشقيقين التوأمين المسلمين محمد شبير علي ومحمد شفيق علي بالسجن ثلاث سنوات، بعد اعترافهما بجمع أموال في بريطانيا لتمويل الإرهاب في الخارج. وأورد بيان النطق بالحكم أن «الشقيقين التوأمين انضما إلى شبكة دعم لشقيقهما خلال وجوده في معسكر لتدريب إرهابيين في الصومال، لكنهما ليسا متطرفين». وكانت المحكمة ذاتها أمرت أول من أمس بتمديد الحجز الاحتياطي لستة مسلمين اتهمتهم الشرطة بالتورط بأعمال إرهابية، وستصدر لاحقاً أحكاماً في حقهم. وتضع بريطانيا مستوى التهديد الإرهابي حالياً عند درجة كبير، ما يعني أن الهجوم «مرجح جداً». على صعيد آخر، أفاد التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية حول الإرهاب بأن «الهجمات الإرهابية انخفضت العام الماضي إلى أدنى مستوى منذ عام 2005، وتحديداً من 11641 عام 2010 إلى 10283 العام الماضي، ملمحاً إلى أن «تنظيم القاعدة في طريق الزوال، بعد مقتل عدد من قادته»، فيما وصف إيران بأنها «الداعم الرئيس للإرهاب في العالم عبر تمويل جماعات إرهابية ومسلحة في الشرق الأوسط». وأورد التقرير بعنوان «الدول والإرهاب 2011» الذي رفعته الوزارة إلى الكونغرس، أن «إيران والقاعدة تساعدان في إذكاء الاضطرابات عبر نشر الأيديولوجية والخطاب العنيف المتطرف في مناطق تعتبر الأكثر اضطراباً في العالم». وأشاد التقرير بمقتل زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في عملية نفذتها وحدة كوماندوس أميركية على مخبئه في باكستان في أيار (مايو) 2011، مؤكداً اضطلاع بن لادن بشكل كبير في توجيه عمليات التنظيم وتحديد استراتيجيته». واعتبر أن مقتل بن لادن في عام 2011 «التاريخي» وعدد من القادة الرئيسيين للتنظيم بينهم عطية عبد الرحمن الذي يعتقد بأنه «الشخصية الثانية في التنظيم» وأنور العولقي الذي قاد عمليات «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» المتمركز في اليمن، «يضع القاعدة على طريق الزوال الذي يصعب تعويضه». لكن التقرير قال إنه «رغم أن المجموعة الأساسية في التنظيم ضعُفت خلال العام الماضي، لكننا شهدنا ظهور جماعات مرتبطة بها في أنحاء العالم». وأشار إلى أن «تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية يشكل التهديد الخطير الأكبر»، بعدما نجح في السيطرة على مناطق في جنوب اليمن، وبات يستغل الاضطرابات في هذا البلد لتنفيذ مخططات ضد مصالح إقليمية وغربية». وأضاف أن «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أضعف فروع القاعدة تاريخياً، ملأ خزنته العام 2011 من أموال فديات عمليات الخطف التي أصبحت جماعات إرهابية أخرى تمارسها، وتحقق مكاسب كبيرة عبرها». وأورد التقرير أيضاً أن «فروع تنظيم القاعدة تعمل في العراق مستفيدة من انسحاب القوات الأميركية من هذا البلد، على رغم أنها خسرت بعض قادتها أخيراً. ويمد الفرع العراقي للقاعدة الآن وجوده إلى سوريا، ويسعى إلى استغلال الانتفاضة الشعبية ضد ديكتاتورية الرئيس السوري بشار الأسد». كما اكد التقرير المخاوف من مسلحي حركة «بوكو حرام» في نيجيريا وجماعات أخرى مرتبطة ب «القاعدة» في شبه جزيرة سيناء المصرية. ورأى التقرير أن التهديد الإرهابي الرئيسي الآخر الذي يواجه الولاياتالمتحدة هو إيران التي صنفتها واشنطن عام 1984 على أنها «دولة راعية للإرهاب». وأفاد التقرير بأن «إيران بقيت دولة راعية للإرهاب عام 2011، وزادت نشاطاتها الخاصة بالإرهاب»، مرجحاً محاولة الجمهورية الإسلامية «استغلال الظروف السياسية غير المستقرة الناجمة عن الربيع العربي، علماً أن تحركاتها تهدف أيضاً إلى الرد على الضغوط الخارجية المتزايدة عليها». وأشار إلى أن مخطط قتل السفير السعودي في الولاياتالمتحدة، والذي كشِف في أيلول (سبتمبر) الماضي، «أعاد تأكيد رغبة إيران في استغلال الإرهاب العالمي، حتى داخل الولاياتالمتحدة، لدعم أهدافها السياسية الخارجية». وأكد أن طهران تستمر في توفير الأسلحة والتدريب لجماعات مسلحة، مثل حركة «حماس» الفلسطينية و»حزب الله» اللبناني. واتهم «الحرس الثوري الإيراني» بتدريب مسلحي حركة «طالبان» في أفغانستان، والسماح لعناصر من «القاعدة» باستخدام أراضيها لتمرير أموال وعناصر إلى جنوب آسيا.