استهلّ البابا فرنسيس زيارة الى سيول أمس، بدعوة الى «المصالحة» تمهيداً لإحلال السلام بين الكوريتين، على رغم إطلاق بيونغيانغ صواريخ. كما وجّه برقية ودية تُعتبر سابقة الى الرئيس الصيني شي جينبينغ، فيما افادت معلومات بمنع بكين مواطنين من المشاركة في «يوم الشباب الكاثوليكي» الذي يرأسه البابا في العاصمة الكورية الجنوبية. البابا فرنسيس، وهو اول بابا يزور آسيا منذ رحلة ليوحنا بولس الثاني عام 1999، سيمضي 5 ايام في كوريا الجنوبية حيث تزدهر الكثلكة (5 ملايين). وكانت سيول دعت الكاثوليك في كوريا الشمالية، لكن بيونغيانغ رفضت السماح لهم بتلبية الدعوة. وسيرأس البابا «قداساً من اجل السلام والمصالحة» في شبه الجزيرة الكورية، في كاتدرائية ميونغ دونغ في سيول، في اليوم الخامس والاخير من زيارته. البابا الذي تجنّب تسمية كوريا الشمالية، أشاد ب «الجهود المبذولة من اجل المصالحة والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية»، معتبراً انها «الطريق الوحيد نحو سلام دائم». وأضاف في خطاب أمام الرئيسة بارك غوين هي ومسؤولين كوريين جنوبيين: «الديبلوماسية بوصفها فن الممكن، تقوم على التمسك بالاعتقاد الحازم بإمكان بلوغ السلام عبر الاصغاء الهادئ والحوار، بدل تبادل الاتهامات والانتقادات العقيمة ونشر القوات». اما بارك فلفتت الى أن «اكثر من 70 ألف عائلة ما زالت منقسمة» منذ تقسيم شبه الجزيرة بعد الحرب الكورية (1950-1953). وأعلنت رغبتها في «توحيد» شبه الجزيرة، وحضت بيونغيانغ على «التخلي عن برنامجها النووي». وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية انه مع اقتراب طائرة البابا من الأجواء الكورية من ناحية الغرب، أطلقت كوريا الشمالية 3 صواريخ قصيرة المدى في البحر قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة، علماً أن الدولة الستالينية كانت أطلقت صاروخين من الموقع ذاته في وقت سابق أمس. وللمرة الأولى أتاحت بكين لبابا بالتحليق في أجوائها في جولاته الآسيوية، علماً انها كانت منعت طائرة البابا يوحنا بولس الثاني من التحليق فوق أراضيها خلال زيارته كوريا الجنوبية عام 1989. ولا علاقات رسمية للفاتيكان مع الصين، مذ تسلّم الحزب الشيوعي السلطة عام 1949. وتنقسم الكنيسة الكاثوليكية في الصين إلى طائفتين، احداهما «رسمية» تتبع الحزب الحاكم، وأخرى سرية موالية للبابا، علماً أن عدد الكاثوليك في الصين يُقدّر بحوالى 12 مليوناً. وأفادت وكالة أنباء كاثوليكية بأن حوالى 10 من رجال الدين الصينيين موجودون في كوريا الجنوبية للمشاركة في «يوم الشباب الكاثوليكي»، أنذرتهم بكين بأنهم سيواجهون مشكلات لدى عودتهم، اذا شاركوا في زيارة البابا. وقال ناطق باسم اللجنة المنظمة لزيارة البابا لكوريا إن حوالى نصف الصينيين الذين كانوا يعتزمون المشاركة في الاحتفال، ويُقدّر عددهم بحوالى مئة، لم يتمكّنوا من الحضور بسبب «موقف معقّد داخل الصين». وأشار منظّم آخر الى اعتقال بعض هؤلاء في الصين. على رغم ذلك، وجّه البابا الذي يرسل دوماً رسائل الى سلطات الدول التي تحلّق طائرته فوقها، برقية الى الرئيس الصيني ورد فيها: «أقدّم أطيب التمنيات لفخامتكم ولمواطنيكم، وأبتهل إلى الله أن يمنح بلدكم السلام والرخاء». وعلّقت الخارجية الصينية على زيارة البابا مكررة رغبة بكين في «العمل بجدية مع الفاتيكان لحوار بنّاء والدفع في سبيل تحسين العلاقات الثنائية».