عام 1995 كان عمر جيف بيزوس 30 سنة عندما أسس "أمازون دوت كوم" المتخصصة ببيع الكتب، واضعاً لنفسه الهدف الآتي: "بيع كتب كثيرة وتحقيق أرباح أكثر من المكتبات التقليدية". وسرعان ما اكتشفت أميركا هذا المغامر الآتي من المجهول لينافس أعتى الشركات. فخلال بضع سنوات حلقت "أمازون" في عالم المال ليصبح سهمها في بورصة نيويورك مساوياً لسهم شركة "فورد" العريقة. وفي موازاة صعود "أمازون"، صعد بيزوس أيضاً لينال عام 1999 لقب "رجل العام" الذي تختاره عادة مجلة "تايم"، على رغم أنه لم يبلغ الخامسة والثلاثين، وهو شرف لم ينله غير مارتن لوثر كينغ والملكة اليزابيث الثانية. إلا أن طموحات مؤسس "أمازون" واجهت انهيار التجارة الالكترونية، فخسر سهم موقعه حوالي 95 في المئة من قيمته، ما يعني ان الافلاس على الأبواب وبالتالي موت هذه المغامرة المبدعة. غير أن بيزوس أحنى رأسه لعاصفة انهيار التجارة الالكترونية، ليعلن بعد عبورها بداية تحقيق الأرباح، وهو أمر نادر الحدوث في الاقتصاد الجديد. اليوم يتذكر بيزوس كيف خطرت له فكرة تأسيس "أمازون". كان مجرد شاب نيويوركي يحلم بحياة أكثر رغداً أثناء عمله في أحد المصارف، إلا أن قدرته على استخدام الكومبيوتر كانت بلا حدود، فاستقال من عمله وقبع في منزله يفكر. وذات صباح حزم أمره واستقل سيارة العائلة مع زوجته باتجاه الغرب، قاطعاً حوالي خمسة آلاف كلم بين نيويورك وسياتل، كانت كافية كي ينص على زوجته الخطوط الكبرى لمشروعه: مكتبة على الشبكة الالكترونية لا مثيل لها.