ان النزاعات العربية الدائمة المستمرة كان لها الأثر البالغ في اخفاقنا المستمر، وأن مؤتمرات القمة المتعاقبة لم تجد نفعاً ولم تصنع شيئاً. والجامعة العربية طيلة وجودها الذي تجاوز الخمسين عاماً، لم تتمكن من الغاء جواز السفر خلال هذه المدة الطويلة، وكل القرارات التي أصدرتها الجامعة كانت حبراً على ورق. ان كل قرار تقوم به الجامعة يبقى معرضاً للاهمال لفقدان الشرعية والقوة الديموقراطية الرادعة، فوجود القوة الرادعة يتطلب الاتحاد، والاتحاد يتطلب الحرية، والحرية مفقودة، ولا يمكن وجودها بظل حكومات غير شرعية. ان كل المعارك التي خاضتها الأمة العربية كانت تنتهي بالاخفاق لتفتت الوطن الى حكومات مختلفة الأشكال والألوان. لقد اضعنا عشرات السنين بعد احتلال فلسطين من دون ان نتمكن من اخراج اليهود. فمن هو المسؤول؟ هل كان الشعب الذى ضحى بالمال والبنين خلال هذه المدة ام الحكام؟ انه في الوقت نفسه الذي يلاقي فيه الشعب كل ظروف الاضطهاد المادي والمعنوي يستعد العدو للقيام بجولة جديدة لاحتلال المزيد من الأراضي يزود كل أفراده بالسلاح فلا خطر عليه من الشعب لأنه يمثل الشعب وأن الشعب العربي محروم من ذلك. لو اتيحت للجيوش العربية في ظل اتحاد عربي مهما كان شكله في الوقت الحاضر او المستقبل وحشدت الطاقات المختلفة في ظل قدر كاف من الحرية وانطلقت المعركة الاقتصادية والسياسية والعسكرية على مستوى الوطن العربي لما تمكن العدو من الصمود. حسن حده دمشق - سورية