جميل ان تمنحنا "الوسط" الغراء فرصة اللقاء مع زياد الرحباني، فالفنان الفذ الذي سمعناه يتحدث من على منصة المسرح او عبر ميكروفونات الاذاعة، بدا على صفحات مجلتكم طلقاً... عفوياً... وقريباً الى القلب. كأن كلماته الدافئة ببساطتها لم تفقد حرارتها وزخمها على الطريق من ثغره الى المطبعة. لكن، اللافت هو "الصراحة" المفرطة التي تناول فيها "مدرسة الجمهور" حيث تلقى العلم. ويبدو لي انه تعمد الاثارة التي تجافي الواقع، وكان كل همه ان يظهر بمظهر التلميذ المشاكس. فالمعروف عن "الجمهور" انها تتبع نظاماً صارماً سواء لجهة السلوك او لجهة المستوى المعرفي. ولو ان زياد الرحباني ارتكب المخالفات التي اشار اليها لما بقي ساعة واحدة في المدرسة، ناهيك بأنه اعتمد اسلوباً كاريكاتورياً في وصفه لمدرس اللغة الفرنسية مازجاً بين واقع المدرسة وخياله المسرحي فكأننا امام تمثيلية هزلية ضعيفة الحبكة والاداء. لكنه، مع هذا كله، يبقى فناننا الكبير، والمبدع الذي يعتز به لبنان. جان جبور لبناني مقيم في فرنسا