وزير الشؤون الإسلامية يوجّه خطباء الجوامع بتخصيص خطبة الجمعة لشكر الله على نعمة نجاح موسم حج 1446ه    انخفاض أسعار النفط مع تقييم السوق للتوتر في الشرق الأوسط    بلديات بريدة الفرعية تنفذ 3490 زيارة رقابية على المنشآت الصحية ايام العيد    ارتفاع أسعار الذهب والفضة.. وتراجع البلاديوم في تداولات الخميس    خفض سعر صرف الروبل أمام العملات الأجنبية    رابطةُ العالم الإسلامي تعزّي في ضحايا حادثة إطلاق النار في مدرسة بمدينة غراتس النمساوية    أجواء شديدة الحرارة ورياح مثيرة للغبار على عدة مناطق بالمملكة    650 متطوعًا يسعفون 15,518 حاجًا في المشاعر المقدسة    نجاح أول عملية تصغير معدة بالمنظار لزارع كلى على مستوى المنطقة    بمتابعة وإشراف أمير منطقة تبوك مدينة الحجاج بمنفذ حالة عمار تودع ضيوف الرحمن بخدمات نوعية    أمانة تبوك ترفع مايقارب من ١٥ طناً من النفايات المنزلية منذ مطلع شهر ذي الحجة 1446    مشروعات رؤساء الأندية    فعاليات عيد إثراء تستقطب أكثر من 50 ألف زائر    أمانة الشرقية تختتم فعاليات عيد الأضحى بفرحة الأهالي والزوار    اختتام فعالية ( عيدنا يجمعنا) بحضور أكثر من 8 الاف زائر برأس تنورة    الأخضر تحت 23 عاماً يكثّف تحضيراته لمواجهة الدنمارك في نصف نهائي "تولون"    جمعية المودة تواصل تقديم خدماتها ل352 أسرة خلال عيد الأضحى المبارك    "قمر الفراولة" ينير سماء الحدود الشمالية في مشهد نادر حتى عام 2043    نجاح الحج بتكامل أمني وتشغيل وطني    إعلام أمريكي: حالة تأهب قصوى في واشنطن تحسبا لهجوم إسرائيلي محتمل ضد إيران    تعاملنا مع الأزمات جيني أم بيئي؟.. بحث جديد يجيب    وعد جماهير الهلال بلاعبين مميزين في الصيف.. ابن نافل: المزايدات وضيق الوقت أوقفا الصفقات    بموجب اتفاق سعودي – هولندي.. 428 مليون ريال استثمارات لتوطين التقنيات البيئية    تعزيز ربط المملكة بموانئ العالم    السعوديون في عيد الأضحى بين القاهرة وإسطنبول ودبي    خادم الحرمين في برقية شكر جوابية لوزير الداخلية: سرنا ما رأيناه من حرص وتفان وإتقان لنيل شرف خدمة ضيوف الرحمن    الجيش السوداني يبدأ ترتيبات دفاعية لاستعادة "المثلث"    القاضي والفلاتة يحتفلان بزفاف أنس    التفوق ومرتبة الشرف ل غلا عاشور    مصطفى صبري يحتفل بزفاف نجله لؤي    وسط تصاعد التوترات في المفاوضات.. موسكو تحذر كييف من تكاليف رفض التنازلات    ترمب يتهم حاكم الولاية ب"الفشل".. تصاعد التوتر الأمني في لوس أنجلوس    سمو ولي العهد يوجه برقية شكر جوابية لسمو وزير الداخلية بمناسبة تهنئته بعيد الأضحى المبارك ونجاح موسم حج هذا العام 1446ه    الحبشي يحتفي بإصداره "الاستخلاف وعمارة الأرض"    الديوان الملكي: وفاة الأمير فيصل بن تركي    زاروا مجمع طباعة المصحف.. ضيوف خادم الحرمين: القيادة الرشيدة تولي عناية فائقة بكتاب الله الكريم    توزيع هدية خادم الحرمين على الحجاج بمطار الطائف    استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي عند أبواب المسجد الحرام    ناقش مع عراقجي المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.. وزير الخارجية يستعرض مع نظيره المصري تطورات غزة    بمشاركة أبطال عالميين.. أخضر البلياردو والسنوكر يختتم معسكر الرياض استعداداً للبطولة العربية    عادة بسيطة عند النوم قد تؤدي إلى الصلع    97.7 % نسبة رضا الحجاج عن العلاج ب" التجمع الصحي"    تطبيقات التواصل تتصدر الاستخدام الرقمي    حضور عالمي متنامٍ للسياحة في المملكة    توخيل: والدتي تشعر بالاشمئزاز من بعض تصرفات جود بيلينجهام    الحج والتنظيم الحضاري    إنفانتينو: الأهلي سيدخل التاريخ بالمشاركة في افتتاح كأس العالم    حجٌ مميز وقيادة استثنائية    123 ألف مسؤول في نظام بشار متورطون بجرائم ضد الشعب السوري    السينما عدسة تخلد الهوية وتوثق التاريخ    «الأفلام» تشارك في مهرجان آنسي للرسوم المتحركة    روسيا تسلم أوكرانيا 1212 جثماناً وتستعيد 27    25 قتيلا من منتظري المساعدات بغزة    إلزام مؤسسات العمرة والوكلاء بتوثيق عقود السكن    97.7 % نسبة رضا الحجاج عن الخدمات العلاجية    Fitch: عمليات اندماج كثيرة سيشهدها قطاع التأمين السعودي    المنتخب السعودي إلى ملحق مونديال 2026    هيئة الأفلام تنضم إلى الرابطة الدولية للمحفوظات السمعية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خرج من السجن البليدة ... واليه يعود ليواجه المقصلة ؟ . اعتقال رابح كبير : ألمانيا لم تعد ترحب بالقادة الاسلاميين
نشر في الحياة يوم 14 - 12 - 1997

كان من المقرر أن يكون الشيخ رابح كبير مع بقية قادة الجبهة الاسلامية للانقاذ في سجن البليدة العسكري الذي يحمل اسماً يكاد يكون ساخراً ومستفزاً للاسلاميين هو "ادارة إعادة التربية والتأهيل". غير انه خرج من المعتقل العام الماضي "لاسباب إجرائية" بعدما اعتقل مع رفيقه في العمل الاسلامي عبدالقادر حشاني اثر الانقلاب الذي حرم الجبهة من انتصارها في اول انتخابات تعددية في الجزائر. وتوجه الى المانيا متخذاً منها منفى ومقراً لنشاطه ناطقاً رسمياً باسم الجبهة في الخارج، وتلقى ترحيباً من مسؤولين في الحزب الاشتراكي الاجتماعي المعارض في المانيا فسهلوا له اقامته وحصل على إذن اقامة كطالب لجوء سياسي، ونشط في تمثيل الجبهة والاتصال بكل الجبهات، غير انه ركز على العمل في داخل الجزائر وليس على صعيد التحرك الديبلوماسي والحصول على تأييد الماني علني لقضيته. وأكدت مصادر مقربة من الجبهة الاسلامية ان الالمان كانوا واضحين منذ البداية، وانهم لن يقدموا اكثر من حق اللجوء السياسي وغضّ الطرف عن نشاط رابح كبير.
ولم يستقر كبير في مكان واحد لاسباب أمنية، اذ أكدت له مصادر غير المانية ان الحكومة الجزائرية تلاحقه، كما كان يرفض كشف مقر اقامته الا لعدد قليل من المحيطين وكانت كولون آخر المدن التي استقر فيها قبل انتقاله الى سكيرجن القريبة من العاصمة بون.
وجاء توقيف السلطات الالمانية رابح كبير مفاجأة كبيرة لانصار الجبهة الاسلامية. صحيح ان توقيفه اجراء روتيني كونه مطلوباً في الجزائر، كما ان الانتربول يلاحقه... لكن الخارجية الالمانية تدرك البعد السياسي لقضيته وليس "الجنائي"، كما يتم التعامل مع القضية حالياً.
حتى اذا خرج الشيخ كبير في الايام المقبلة، فان اعتقاله كان رسالة واضحة من المسؤولين الالمان انهم هم ايضاً لم يعودوا يرحبون بالقيادات الاسلامية المعارضة لبلدانها وسيكون على كبير البحث عن مكان آخر.
وكانت عائلة الشيخ عباسي مدني لجأت هي ايضاً الى المانيا حيث تقيم زوجته وأربعة من ابنائه اعتقل احدهم، اسامة، فيما اختفى اثنان آخران هما سلمان واقبال اللذان تلاحقهما السلطات الجزائرية، وجميعهم خرجوا من الجزائر سراً وعاد احدهم، سلمان، سراً ايضاً الى الجزائر حيث امضى بضعة ايام زار خلالها والده في سجن البليدة قبل ان يخرج الى المانيا مجدداً.
وبرز رابح كبير في الصف الاول من قادة الجبهة اثر اعتقال شيخيها عباسي مدني وعلي بلحاج بعد العصيان المدني صيف 1991 الذي اسقط حكومة مولود حمروش.
وفي فترة الانتخابات الاشتراعية ظهر استاذ الفيزياء في ثانوية مدينة القل الساحلية مساعداً لعبدالقادر حشاني المهندس في شركة البترول الحكومية، وقاد الشابان الجبهة الى انتصارين مهمين صنعا تاريخ الجبهة وجزءاً من تاريخ الجزائر، الاول في باتنه المدينة الجبلية التي احتضنت اجتماعات قادة ثوار الجزائر اثناء حرب التحرير واختارها قادة الانقاذ للمّ شملهم واختيار قيادة شرعية بعد اعتقال مدني وبلحاج في حزيران يونيو 1991 وثلاثة من اعضاء مجلس شورى الجبهة الذي يمثل قيادتها المركزية، وخرج آخرون من المجلس متحدّين سيطرة مدني وبلحاج، وبدت الجبهة كأنها انقسمت في فترة حرجة، وقبيل الانتخابات الاشتراعية الحاسمة ببضعة أشهر وفي باتنه نجح حشاني وكبير في إبراز قيادة شرعية موقتة عرفت بالمجلس الوطني التنفيذي الموقت الذي ترأسه حشاني واصبح كبير نائباً له، ومن هناك انطلقا يخططان للانتخابات في ظل ظروف صعبة كاعتقال القادة التاريخيين للجبهة وحال الطوارئ ومضايقة السلطات. فأعلنا قبل الانتخابات ان الجبهة ستدخلها بقوة بعدما تركت انطباعاً انها لا تنوي المشاركة الا بعد تلبية شروطها التعجيزية ومنها اطلاق المعتقلين والانتخابات الرئاسية المبكرة... ويقول كبير ان ذلك كان "لإلهاء النظام والجيش ريثما نرتب اوضاعنا، اما القرار بدخول الانتخابات فكان لا رجعة فيه".
ونجحت الجبهة نجاحاً كاسحاً في الانتخابات في الجولة الاولى في 27 كانون الاول ديسمبر 91، واصبح حصولها على الغالبية المطلقة في اول برلمان تعددي مجرد تحصيل حاصل لو ان الجولة الثانية عقدت في 27 من الشهر التالي، اي كانون الثاني يناير 92.
وقبل الموعد المحدد بأربعة ايام حصل الانقلاب والغيت الانتخابات فصعّدت الجبهة حملتها ضد النظام الجديد واعتقل حشاني ثم كبير مع آلاف آخرين من انصار الجبهة الاسلامية. وكان القانون المدني لايزال سائداً وقتذاك في الجزائر قبل استخدام قانون الطوارئ ذي الصلاحيات الواسعة للسلطة، وخرج كبير من السجن لاسباب اجرائية ووضع تحت الرقابة الجبرية في مدينته الساحلية الهادئة "القل" البعيدة عن العاصمة اكثر من 300 كيلومتر. وهناك من يردد رواية اخرى ان للشيخ رابح اصدقاء في السلطة او انه اريد له أن يبقى ممثلا للاطراف المعتدلة خارج السجن اذ ربما احتاجت السلطة الجديدة الى ابرام اتفاق معه بعد كسر شوكة الجبهة، خصوصاً ان جميع قادتها وزعوا بين المعتقلات او الاضطرار الى التخفي والعمل السري، فكان كبير الوحيد بينهم يدلي بتصريحات صحافية بين حين وآخر، معلقاً فيها على الاحداث في بلاده.
وفي ايلول سبتمبر الماضي خرج كبير مع عائلته من الجزائر سراً ولايزال يرفض شرح الطريق الذي اتبعه "لأن الاخوة لا يزالون يستخدمون الطريق ولا فائدة من ذكره الآن والأهم ان خروجي وخروج الآخرين وكذلك قدرتنا على دخول الجزائر ايضا أكدت مدى تجاوب الشعب معنا الذي فتح لنا بيوته وعرّض حياته وحريته للخطر"… كما قال لپ"الوسط"، قبل ايام من اعتقاله.
واذا سلمت المانيا الشيخ رابح الى الجزائر فان ذلك سيؤدي الى اكثر من حرج للدولتين، فبلاده حكمت عليه بالاعدام اذ اتهمته بالتورط في حادثة تفجير المطار التي سقط فيها عشرات القتلى، وهي الحادثة التي تتهم الجبهة "الاجهزة السرية" القريبة من السلطة بتدبيرها. وسيكون اعدامه تصعيداً خطيراً في العلاقة المتدهورة بين السلطة والجبهة. غير ان من الثابت ان نشاط كبير داخل الجزائر وتنسيقه بين الجماعات المسلحة ومحاولته توحيدها وحضها على الاعتراف بشرعية الجبهة الاسلامية للانقاذ وقادتها أثار امتعاض السلطات الجزائرية ما دفعها الى الالحاح على المانيا لتسليمه مستخدمة بذلك اصدقاءها في فرنسا. ويذكر ان مذكرة القبض عليه صادرة عن الانتربول في مدينة ليون الفرنسية.
وبينما يستبعد ان تسلمه المانيا لعدم وجود اتفاق على تبادل المطلوبين بينها وبين الجزائر، وخوفاً من الانتقاد الشعبي لتسليم معارض سياسي الى منصة الاعدام وما يمكن ان يؤدي اليه ذلك من الاساءة الى علاقتها بالتيارات الاسلامية داخل اراضيها وخارجها - المعروف ان للاسلاميين الاتراك وجوداً قوياً في المانيا فان المتوقع ان تبعده الى دولة اخرى او تفرض عليه قيوداً تمنعه من النشاط العام اذا منح حق اللجوء السياسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.