عبقرية تصميم الازياء الفرنسية وسحر الزي الاسباني التقليدي اجتمعا معاً اخيراً في معرض "اكسبو 92" في مدينة اشبيلية الاسبانية. وكانت النتيجة عرضين رائعين لثياب السهرة من داري الازياء الشهيرتين باكو رابان وايف سان لوران. تصاميم من وحي المناسبة التراث الاسباني الملهم كان مصدر ابداع المقص الفرنسي الانيق في اشبيلية، وبدا ذلك جلياً في الازياء المعروضة اضافة الى تسريحات شعر العارضات. دار ايف سان لوران الفرنسية عرضت ازياءها في الجناح الفرنسي في المعرض، ويبدو انها استوحت الالوان الغنية والقاتمة التي ميزت فساتينها من الليالي العتيقة في ازقة اشبيلية. البني الداكن والاحمر القاني والبنفسجي والارجواني كانت الالوان التي طغت على مجموعة ايف سان لوران، وكان للكشكش الغجري الاسباني حضور واضح فيها. فساتين طويلة، من الحرير او القطيفة، ذات طراز شبه دراماتيكي يذكر بالقصص الاسبانية الحالمة التي تجلس فيها "السينيوريتا" الحسناء على شرفة منزلها بانتظار مرور حبيبها كي يغني لها "سيرينادة" عاطفية وترمي له وردة قرمزية. الاحمر طاغ التأثير الاسباني كان واضحاً ايضاً في ازياء المصمم باكورابان الذي اشرف بنفسه على سير العرض الذي قدمه في "ايل بالنكويس" في اشبيلية. لكن كعادته، اضاف باكورابان الازياء المعدنية الذهبية والفضية الى المجموعة التي صممها. وشد انتباه الناس فستانان رائعان من بين تصاميمه احدهما احمر غجري مكشكش والثاني اسود تزينه مراوح ذهبية وفضية على الصور والاكمام. ولاحظ الحاضرون ان الاحمر القاني كان القاسم المشترك بين الالوان التي اختارها المصممان المبدعان. وهذا اللون يزين العلم الاسباني ويميز ثياب راقصات الفلامنكو. وهو لون الدماء التي تسيل في حلبات مصارعة الثيران ورمز العاطفة المتوهجة التي يتسم بها "الماتادور" او مصارع الثيران الاسباني. ويعتبر البعض ان الاحمر القاني هو اللون الاسباني المفضل الذي يعبر اصدق تعبير عن الطبع والمزاج الاسباني المتوقد. وربما كان هذا السبب الذي جعل هذا اللون طاغياً على الازياء الفرنسية التي اضاءت عتمة ليل اشبيلية هذا الصيف.