أمير الشرقية يستقبل رئيس مجلس أمناء جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل    وكيل إمارة المدينة يدشن فعاليات لدعم ذوي الإعاقة    أكثر من 95 ألف زائر وزائرة لعروض فعاليات مهرجان "بيت حائل 2025"    إنقاذ مريض توقفت وظائف قلبه في مركز الأمير سلطان للقلب بالأحساء    223 ألف مستفيد من خدمات مستشفى أحد بالمدينة    أمير منطقة جازان يستقبل القنصل العام البريطاني بجدة    المرور يوضح الحالات التي تستوجب تخفيف السرعة أو إيقاف المركبة حفاظًا على السلامة    أمانة الشرقية تتيح للقطاع غير الربحي الاستفادة من الفرص الاستثمارية لتحقيق الاستدامة    (إثراء) يختتم مهرجان الصغار بحضور 100 ألف زائر    وزير الخارجية: مؤتمر تنفيذ حل الدولتين يأتي استنادًا لموقف المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية    معالي نائب وزير الرياضة يتوّج الفلبيني "كارلو بيادو" بلقب بطولة العالم للبلياردو 2025    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تحتفي بولادة أول وعلين نوبيين    خلو السعودية رسميا من مرض أنيميا الخيل المعدي    مختص: استشارة الزوج لزوجته وعي عاطفي لا ضعف في القيادة    هيئة كبار العلماء تعقد اجتماعها الدوري ال(97)    مشروع جديد لشبكات المياه يخدم 10 أحياء في الخرج بتكلفة تتجاوز 13 مليون ريال    زين السعودية تحقق نموا في أرباحها بنسبة 28%    بدء تطبيق قرار رفع نسب التوطين لمهن الصيدلة وطب الاسنان والمهن الفنية الهندسية    إنفاذًا لتوجيهات القيادة.. بدء فصل التوأم السوري "سيلين وإيلين"    أمانة جدة تشعر المباني الآيل للسقوط في حي الرويس    سميرة آل علي أول امرأة برتبة عميد في تاريخ شرطة دبي    استشهاد 12 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي شقة وخيمة في قطاع غزة    فريق AG.AL بطلا لمنافسات Honor of Kings في كأس العالم للرياضات الإلكترونية    ثعبان بربادوس الخيطي يظهر بعد عقدين    المكونات الأساسية للحياة على الأرض    أنغام تطمئن جمهورها بعد الشائعة    قصر كوير    التوسع في صناعة السجاد اليدوي بين الأسر    صواريخ جزيئية تهاجم الخلايا السرطانية    18 ألف حياة تنقذ سنويا.. إنجاز طبي سعودي يجسد التقدم والإنسانية    صفقة من العيار الثقيل تدعم هجوم أرسنال    عبد المطلوب البدراني يكتب..عودة الأنصار مع شركة عودة البلادي وأبناءه (أبا سكو)    اقتران هلال صفر 1447 بنجم "قلب الأسد" يزيّن سماء الحدود الشمالية    "سدايا" تدعم الدور المحوري للمملكة    الرئيسان السوري والفرنسي يبحثان مستجدات الأوضاع في سوريا    الفيفي إلى عش الزوجية    "الداخلية": ضبط 22 ألف مخالف في أسبوع    العنوان الوطني شرط لتسليم الشحنات البريدية    ولادة "مها عربي" في محمية عروق بني معارض    الأهلي يخسر ودية سيلتيك بركلات الترجيح    الاحتراف العالمي الجديد    بلازا يعلن قائمة "أخضر الصالات" المشاركة في بطولة القارات    أليسا وجسار يضيئان موسم جدة بالطرب    وفاة الفنان زياد الرحباني.. نجل فيروز    أحمد الفيشاوي.. "سفاح التجمع"    "أنتوني" يرحب بالاحتراف في الدوري السعودي    أغلقته أمام عمليات تفتيش المنشآت.. إيران تفتح باب الحوار التقني مع «الطاقة الذرية»    واشنطن تحذر من المماطلة.. وجوزيف عون: لا رجوع عن حصر سلاح حزب الله    وسط تحذيرات من المخاطر.. 1.3 مليون سوداني عادوا من النزوح    القيادة تعزي رئيس روسيا الاتحادية في ضحايا حادث تحطم طائرة ركاب بمقاطعة آمور    47 اتفاقية بقيمة 24 مليار ريال.. السعودية.. دعم راسخ للتنمية المستدامة والازدهار في سوريا    نور تضيء منزل الإعلامي نبيل الخالد    خطيب المسجد الحرام: التشاؤم والطيرة يوقعان البلاء وسوء الظن    أمير الشرقية يعزي أسرة الثنيان    نائب وزير الرياضة يشكر القيادة بمناسبة تمديد خدمته لمدة أربع سنوات    المدينة المنورة تحيي معالم السيرة النبوية بمشروعات تطويرية شاملة    الأمير محمد بن عبدالعزيز يستقبل قائدَي قوة جازان السابق والمعيّن حديثًا    المفتي يطلع على أعمال "حياة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصادر داخلية ل"الحياة" : أوضاع "الأمل" لا تحتمل .. والمدير يرد : ادعاءات "غير منطقية" . مستشفى الصحة النفسية في الرياض يعانيپ
نشر في الحياة يوم 22 - 04 - 2013

فرق كبير بين مصطلحي"كول بلو"، و"كول بلاك"الإسعافيين اللذين اعتاد على سماعهما العاملون في مجمع الأمل للصحة النفسية، فالأول يعبر عن وجود حالة مرضية طارئة في حاجة إلى إنعاش قلبي في شكل فوري من الفريق الطبي المكوّن من استشاري، واختصاصي نفسي، وممرض. أما المصطلح الثاني فهو يعلن وفاة الحالة.
وكشف عدد من الأطباء في مستشفى الصحة النفسية بالرياض تحتفظ"الحياة"بأسمائهم عن تضاعف نسبة الوفيات في الأعوام الأخيرة داخل أروقة"مجمع الأمل"، بسبب ما وصفوه ب"سوء الإدارة، والإهمال، وتدني جودة الإسعاف".
وأكدت مصادر تعمل في المستشفى ل"الحياة"أن المجمع لا يملك جهاز"صدمات كهربائية"منذ ثلاثة أسابيع، لأن الجهاز"الوحيد"من هذا النوع في المستشفى يقبع في الصيانة طوال هذه الفترة.
ولا يقف الأمر عند جهاز الصدمات الكهربائية، فجهاز الإنعاش الوحيد داخل المستشفى تجاوز عمره عقوداً عدة، ولا يقارن مع أجهزة الإنعاش الحديثة، في حين أشارت مصادر أخرى إلى افتقار المستشفى بين وقت وآخر إلى"الإبر المهدئة"وأخرى خاصة بالتشنجات، إضافة إلى جهل الكادر الطبي بدورات في الإنعاش.
أما في ما يتعلق بنظافة المكان، فأكد بعض العاملين في المجمع أنه على رغم أن الوزارة امتنعت عن معاودة التعاقد مع تلك الشركة لتدني جودتها، إلا أن الشركة عاودت العمل في المستشفى، إذ تعج الأقسام بالقطط والحشرات والأوساخ.
لكن المدير التنفيذي للمستشفى الدكتور محمد القحطاني اعتبر ذلك ادعاءات"ليست منطقية أبداً".
وقال:"الأدوية متوافرة، وإذا لاحظنا نقصاً نسعى إلى توفيره"، معتبراً أن كل هذه الانتقادات"ادعاءات لا أساس لها من الصحة".
نقص في الأدوية والأجهزة وشكاوى من أُسر المرضى نفوس تزهق في "المجمع" بسبب الإهمال وتدني جودة الإسعاف
كشف عدد من الأطباء في مستشفى الصحة النفسية بالرياض تحتفظ"الحياة"بأسمائهم عن تضاعف نسبة الوفيات في الأعوام الأخيرة داخل أروقة"مجمع الأمل"، بسبب ما وصفوه ب"سوء الإدارة والإهمال وتدني جودة الإسعاف".
وأكدت مصادر طبية داخل المجمع ل"الحياة"أن آخر الحالات كانت وفاة شاب"عشريني"قبل أسبوعين، جراء"تدني الجودة في إسعافه، وعدم اتباع الطرق السليمة لعلاجه".
وأوضحت أن المتوفى كان يتردد على المستشفى في الأسبوع السابق لوفاته، قبل أن ينوّم في المستشفى يوم الأربعاء لتصعق أسرته بخبر وفاته مساء السبت ووجود جثته في المستشفى الجامعي.
واتهم أقارب المتوفى إدارة مستشفى الصحة النفسية بالتسبب في وفاة ابنها ومنحه جرعة زائدة من الإبر وتدني جودة إسعافها له على الشكل المطلوب، وطالب بعضهم بتشريح الجثة والتأكد من سبب وفاته.
وذكر ابن أخت المتوفى فيصل العنزي ل"الحياة":"بعد سماعنا خبر وفاته مساء السبت ذهبنا إلى قسم الشرطة وطلبنا منهم فتح تحقيق لمعرفة الأسباب التي أسهمت في وفاته، لترسل على أساس ذلك الشرطة خطابات عدة أحدها لمستشفى الأمل والآخر للمستشفى الجامعي تطلب إفادة بحقيقة وفاته والتحقق من الأمر".
وأضاف:"فوجئت إدارة المستشفى يوم الأحد بخطاب الشرطة ووجود عدد من أقارب المتوفى داخل أسوار المستشفى يطالبون لجنة الوفيات بإفادتهم بحقيقة ما حدث"، موضحاً أنه"بعد تواصلي مع أحد أعضاء لجنة الوفيات، قال لي: لا تقلق، في حال تأكدنا من وجود قصور من الكادر الإسعافي خلال التحقيق فسنعرضه للمحاسبة".
ولفت إلى أنه طالب أحد المسؤولين بالإسراع بتشكيل لجنة الوفيات والشروع في التحقيق، فأكد له أحدهم أن تشكيل اللجنة واجتماعها يستغرق 48 ساعة، ما اضطره إلى قصد أحد المديرين لعقد اللجنة، وبالفعل تم انعقاد اللجنة الساعة الثانية ظهراً، واستبعاد رئيس قسم الإدمان منها على رغم أنه عضو فيها كما يؤكد شخصياً. ويقول:"على رغم مطالبتي لهم بالاطلاع على نتيجة التحقيق، إلا أنهم رفضوا وأكدوا أن الحالة ستحال مباشرة إلى شرطة عرقة".
وأضاف:"في هذه الأثناء طالبت أنا وأقاربي بمقابلة رئيس لجنة الوفيات ومدير الأقسام النفسية في الوقت نفسه، الذي أكد لنا أن وفاة خالي كانت بسبب هبوط شديد في ضغط الدم الساعة الثانية ظهراً، ما دفعنا إلى إسعافه والقيام بعمليات الإنعاش له، ليعود بعدها إلى وضعه الطبيعي، ليناقض نفسه بعد ذلك، بقوله إن المريض دخل في مرحلة اللاوعي، ما يدل على أن وضعه الصحي لم يرجع إلى طبيعته، بل تدهورت حاله الصحية ودخل في غيبوبة".
وذكر العنزي أن رئيس اللجنة يدعي نقل إدارة المستشفى لقريبي عبر سيارة الإسعاف وخروجه من المستشفى الساعة السابعة والنصف ليلاً ونقله إلى طوارئ المستشفى الجامعي، في حين يؤكد المستشفى الجامعي من ناحيته بواسطة ورقة وصف الحالة لديهم تحتفظ"الحياة"بنسخة منها أنهم تسلموا المريض وقد فارق الحياة يوم السبت الساعة الثامنة والربع ليلاً، على رغم أن المسافة بين مستشفيي الأمل والجامعي لا تتجاوز خمس دقائق، ما يدل على وجود تضارب وغش ما".
وأكد العنزي:"على رغم أنه من الطبيعي جداً أن تكون لدى مستشفى الأمل ورقة تحويل ووصف حالة، تثبت حال نبض المريض وضغطه وحاله الصحية بشكل عام في آخر لحظات قبوعه في المستشفى، وأخرى تؤكد تحويله إلى مستشفى آخر بالوقت واليوم والساعة، إلا أنني عندما سألت إدارة المستشفى عن هذه الورقة، تباينت إجابتهم بين ماذا تقصد بهذه الورقة؟ ولا توجد لدينا مثل هذه الورقة، لأبصم بعدها بأن الوضع غير طبيعي ومكتنز بالثغرات". ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل كشف العنزي عن حقيقة ورقة"وصف الحالة"التي دونتها إدارة المستشفى الجامعي عن قريبه"ما يؤكد أن قريبي عندما تم نقله إلى مستشفى الجامعي كان متوفى في الأمل". وجاء فيها:"من خلال الكشف على الشخص تبين عدم وجود نبض في الشرايين الرئيسة مع توقف في التنفس ما أدى إلى وفاته، وتم إجراء الإنعاش اللازم له ولم تثمر المحاولات في ذلك، وتم تأكيد وفاته، علماً بأنه لا يوجد أثر عنف عليه".
من جهته، أكد المدير التنفيذي لمجمع الأمل محمد القحطاني:"في ما يتعلق بحالة الوفاة، يمكنكم التواصل عبر الفاكس مع لجنة الوفيات لتوافيكم بتفاصيلها".
بين مصطلحي "كول بلو" و"كول بلاك"... تصعد الأرواح
فرق كبير بين مصطلحي"كول بلو"و"كول بلاك"الإسعافيين اللتين اعتاد على سماعهما العاملون في مجمع الأمل للصحة النفسية، فالأول يعبر عن وجود حالة مرضية طارئة في حاجة إلى إنعاش قلبي بشكل فوري من الفريق الطبي المكون من استشاري واختصاصي نفسي وممرض. أما المصطلح الثاني فهو يعلن وفاة الحالة.
ما بين هذين النداءين انتهت حياة امرأة"خمسينية"قبل بضعة أشهر تعاني مما يسمى علمياً"اضطراباً وجدانياً"، بسبب تأخر استجابة الفريق الطبي للنداء الأول ما لا يقل عن ربع ساعة، ما أودى بحياتها بحسب مصادر مطلعة تعمل داخل المستشفى ووثائق رسمية حصلت"الحياة"على نسخة منها. لا يقتصر الأمر على ذلك فقط، فقبوع تلك المريضة داخل حجرة الانتظار التابعة لقسم الطوارئ مدة لا تقل عن 15 ساعة متواصلة في ذروة الشتاء وامتناع إدارة المستشفى عن استقبالها لعدم إحضار محرمها الأوراق الثبوتية الخاصة به على رغم توافر ملف خاص بها ومراجعاتها وترددها الدائم على المستشفى خلال أكثر من عشرة أعوام سابقة، إلا أن ذلك لم يشفع لها بالدخول، أسهم تزمت إدارة المستشفى وإهمال إسعافها من الكادر الطبي وعدم اكتراث ابنها بالتواصل مع المستشفى في إزهاق روحها.
في السياق ذاته، كشفت مصادر تعمل في المستشفى ل"الحياة"أن المجمع لا يملك جهاز"صدمات كهربائية"منذ ثلاثة أسابيع، لأن الجهاز"الوحيد"من هذا النوع في المستشفى يقبع في الصيانة طوال هذه الفترة.
وعلى رغم قدمه وعدم كفاءته إلا أن عدم توافر بديل له - بحسب المصادر - أسهم في تردي بعض الحالات النفسية، في الوقت الذي يسهم استخدامه في شفاء المرضى الذين يعانون من ميول انتحارية ويعانون من تصلب وإغلاق في الفك والأطراف وغير ذلك من الحالات الصعبة.
ولا يقف الأمر عند جهاز الصدمات الكهربائية، فجهاز الإنعاش الوحيد داخل المستشفى تجاوز عمره عقوداً عدة، ولا يقارن مع أجهزة الإنعاش الحديثة، ما جعل وجوده مثل عدمه، في حين أن أهميته تكمن في إنعاش الحالات الطارئة أياً كانت بعد تعرضها لصدمات كهربائية أو انتكاسها بعد حقنها بإبر وتناولها أدوية بعينها.
وأشارت مصادر أخرى إلى افتقار المستشفى بين وقت وآخر إلى"الإبر المهدئة"وأخرى خاصة بالتشنجات، إضافة إلى جهل الكادر الطبي بدورات في الإنعاش، وجهله بآلية استخدام الجهاز الطبي المخصص لذلك، واقتصار الإلمام به على طبيب الباطنية فقط من دون الآخرين، ما أسهم في تضاعف نسبة الوفيات ومضاعفة الأعراض الجانبية للمرضى.
نقص عدد"الممرضات اللصيقات".. وأسرّة بلا حواجز
شهد قسم التنويم إصابات متفرقة لنزيلات جراء سقوطهن من أسرَّة بلا حواجز، لعدم توافر أسرَّة طبية داخل أروقة الفلل الثلاث التي ترقد في اثنتين منها نحو 60 مريضة، بحسب مصادر في المستشفى، بينما تختص الفيلا الثالثة بحالات الإدمان التي لا يتجاوز عددها أصابع اليدين. ويؤدي اختلال توازن وتركيز بعض المريضات بعد تناولهن الأدوية النفسية إلى سقوطهن من تلك الأسرَّة من حين إلى آخر، ما يتسبب في إصابتهن، إذ أدى سقوط واحدة منهن قبل عامين إلى قطع أذنها وتحويلها إلى مستشفى الشميسي.
وعلى رغم أن نزيلات"فيلا 2"تتباين حالهن النفسية عن نظيراتهن في بقية الفلل نظير تضاعف حالهن العصبية وهياجهن بشكل ملحوظ، إلا أن الجهة المسؤولة لم تهيئ عدداً كافياً مما يعرف ب"الممرضة اللصيقة"، التي تقتصر عنايتها ومتابعتها على نزيلة بعينها طوال فترة عملها. أسهم هذا النقص في تضرر كلا الطرفين المريضة والممرضة معاً، إذ إن ازدواجية مهمات الممرضات في الفترة الواحدة وتباين مهماتهن بين تقديم الطعام للمريضة تبعاً لحالها واسمها، وإحضار الأدوية اللازمة لها من الصيدلية، وانتظارها أمام غرفة الاستحمام وممارسة مهمات أخرى، أسهم في تضررهن جميعاً عبر مواقف عدة، تجسّد أحدها في إصابة وضرب إحدى النزيلات عينها بالملعقة في الوقت الذي عمدت فيه الممرضة إلى جلب الدواء من الصيدلية، في حين همت نزيلة أخرى في حال هياج إلى خلع أحد الشبابيك ومحاولتها ضرب الممرضات، في الوقت الذي لم يجدن فيه حلاً آخر لمنحها الإبرة المسكنة سوى قذف إحدى البطانيات على وجهها ومن ثم إحاطتها ووخزها بالإبرة. ولا تقتصر العراقيل والصعوبات التي تواجه كلا الطرفين على ذلك فقط، فغرفة سحب الدم ضيقة وبلا إضاءة، وتضطر الممرضة إلى الاستعانة بالضوء الخارجي حتى تتمكن من منح المريضة الإبرة في المكان الصحيح، في حين أن افتقار الغرفة ذاتها إلى"مغسلة"لتعقّم الممرضة يدها بعد الانتهاء من إجراء التحاليل على المريضة، من شأنه الإسهام في التلوث في ظل عدم توافر برنامج مكافحة عدوى فعلي داخل المستشفى، بحسب مصادر تعمل في المستشفى.
وطالب عدد من العاملين في المستشفى بالتعاقد مع طبيب مختص لقراءة تخطيط المخ للمريضة بعد إخضاعها للجهاز من الممرضات، إذ تكمن أهمية هذه العملية في إدراك حقيقة المرض النفسي الذي تعاني منه المريضة، الذي يعتمد عليه تقديم العلاج المناسب لها. وأكد بعضهم أنه طوال الأعوام الماضية كانت الممرضات يضطررن إلى وضع ورقة التخطيط في أحد الأدراج لعدم إدراكهن لمعناها، حتى تكدست أعدادها بلا فائدة، في حين أن المستشفى تعاقد مع أحد المختصين في قراءة تخطيط المخ قبل عام، وألزمه بقراءة تخطيطات عتيقة للمرضى طوال أعوام ماضية، في حين أن الجهة المعنية لم تجدد عقده مرة أخرى، ما أسهم في تردي حال المرضى وعدم القدرة على تشخيص حالاتهم بدقة.
واشتكت عاملات من تعطل إطارات الكراسي المتحركة وصعوبة دفعها لقدمها وعطبها، ما يشكل صعوبة في التنقل ويزيد من معاناتهن. كما استاء عدد من أولياء أمور مريضات من افتقار الفريق الطبي الذي يعمد إلى زيارة المريض في منزله من خلال برنامج"العلاج بالعمل"إلى استشاري نفسي أو اختصاصي نفسي على الأقل تبعاً لما نصّ عليه النظام، والاكتفاء بزيارة المريض وفحص حالته ومنحه الأدوية والحقن المفترضة من ممرضين فقط، ما يعني إسناد الطبيب مهمة الفحص والتشخيص إلى الممرض، وتدوين ذهابه للمريض شخصياً ظلماً وبهتاناً، بل إن عجز الممرضين في إحدى المرات عن السيطرة على المريضة لحظة هياجها، اضطرهم إلى الرجوع إلى مسقط رأسهم، من دون منحها العلاج اللازم.
عاملون في المستشفى:قطط وحشرات وأزمة ملابس وصيانة
تساءل عدد من الموظفين التقوا مع"الحياة"عن السبب وراء غسيل ملابس المرضى وأغطيتهم في مغاسل خارج أروقة المستشفى، ما أسهم في وصولها إلى أصحابها ناقصة العدد في بعض الأحيان، في ظل هجر وعدم تفعيل المغسلة الموجودة داخله، ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، إذ أكدت بعض المصادر أن المغسلة التي يتم التعامل معها"تفتقر إلى الكفاءة والجودة، إذ تصل ملابس المرضى وكأنها لم تغسل قط ولها رائحة".
أما في ما يتعلق بنظافة المكان، فأكد بعض العاملين في المجمع أنه على رغم أن الوزارة امتنعت عن معاودة التعاقد مع تلك الشركة لتدني جودتها، إلا أن الشركة عاودت العمل في المستشفى، إذ تعج الأقسام بالقطط والحشرات والأوساخ، بل إن بعض كادر النظافة لا يتأخر في مضغ مادة مخدرة أشبه بالقات تلازمهم طوال فترة عملهن، على رغم تحذير الموظفات لهن مرات عدة وخوفهن من إمداده للمريضات".
اعترف بنقص"الوسائد"وتعطل"المغسلة الداخلية" . "المدير التنفيذي":كذاب ثم كذاب ثم كذاب من يقول بنقص الأدوية
"كذاب ثم كذاب ثم كذاب من يقول إن هناك نقصاً في الأدوية"بحدة رد المدير التنفيذي للمستشفى الدكتور محمد القحطاني على ما اعتبره ادعاءات"ليست منطقية أبداً".
وقال:"الأدوية متوافرة. وبابنا مفتوح لمن يريد التأكد، فهناك أدوية يحددها أطباء ونوفرها كل عام وتزيد بنسبة 10 في المئة عن العام الماضي، وإذا لاحظنا نقصاً نسعى إلى توفيره". وذكر أن كل هذه الانتقادات لا أساس لها من الصحة"وما هو إلا حصيلة غضب من أطباء واختصاصيات نظير رفضي ممارستهم العمل في القطاع الخاص وهم على رأس العمل الحكومي".
وقال مقللاً من شأن الاتهامات بالتقصير:"لم يبق سوى الملابس الداخلية لم يتطرقوا لها في شكواهم". وأوضح أنه يعمد إلى فحص ملابس المرضى شخصياً"حتى أتأكد من مدى نظافتها ومقاساتها، لأنها أمانة، وإذا وجد خطأ بلا شك نعمد إلى تصحيحه".
لكنه أشار إلى افتقار المجمع إلى عدد وسائد كافية، عازياً ذلك إلى تأخر المورد في توفيرها للوزارة، مؤكداً أن نقصها"لا يقتصر على مجمع الأمل بل في مختلف مستشفيات المملكة وليس لي في ذلك ذنب". وبخصوص مغسلة ملابس المرضى، بالفعل يتم غسيل ملابسهم في مغسلة خارج المستشفى، نظراً إلى عدم توافر أجهزة ومعدات الغسيل في المستشفى".
وطالب"الحياة"بزيارة المستشفى والتأكد من مدى صدقية ما أشيع عنه من بعض العاملين به كخيار أفضل فضلاً عن التصريح بالنفي أو التأكيد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.