وزير الرياضة يزور مرافق وأكاديمية وملاعب السيدات في نادي القادسية    رينارد: نتيجة أستراليا واليابان ستحدد رسالتي للاعبي الأخضر قبل لقاء البحرين    ضبط 8 إثيوبيين في جازان لتهريبهم 160 كجم "قات"    الدفاع المدني يدعو القائمين على الحملات إلى إرشاد الحجاج للالتزام بتعليمات السلامة العامة    مشاركة فريق عين وطن التطوعي في خدمة ضيوف الرحمن لموسم حج عام 1446 ه    حجاج أنغولا: شكرًا للمملكة على كرم الضيافة وخدمات الحج    المفتي العام للمملكة يستقبل نائب رئيس جمعية الكشافة    جاهزية مقرات ضيوف خادم الحرمين في المشاعر    الأمم المتحدة: إسرائيل تتعمّد حرمان سكان غزة من وسائل البقاء على قيد الحياة    الأميرة سما: تمكين السعوديات بالكشفية نقلة نوعية نحو مجتمع أكثر شمولية    ارتفاع عدد المنشآت إلى 1.52 مليون خلال 2024    عقارات الدولة تستضيف 59 جهة حكومية لحج 1446ه.    الرئيس التنفيذي لمركز "وقاء" يتفقَّد أعمال فرق الصحة النباتية والحيوانية بالمدينة المنورة    سلسلة "الطريق إلى القمة" تكشف كواليس الحدث الأضخم عالميًا في تاريخ الرياضات الإلكترونية    ابتكار سعودي يرفع كفاءة الألواح الشمسية ويعزز مكانة المملكة في مجال الطاقة المتجددة    تعزيز حماية الأنظمة ورفع مستوى الوعي بالأمن السيبراني لضيوف الرحمن    أمانة القصيم تعالج المستنقعات وتكافح البعوض    وزير الإعلام يزور مركز العمليات الأمنية الموحدة 911 بمنطقة مكة المكرمة    انتخاب سفير السعودية نائبًا لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين    مستشار الرئيس الفلسطيني: استضافة 1000 حاج وحاجة ضمن ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين يعد تكريمًا لأهالي الشهداء والمصابين    من القلب إلى مكة… وطن يخدم بأمانة    بدء توافد الحجاج لمنى لقضاء يوم التروية استعداداً للوقوف بعرفة    وزارة الداخلية تصدر قرارات إدارية بحق (50) مخالفًا لأنظمة وتعليمات الحج    وزير الصحة يزور المستشفى الميداني للخدمات الطبية بمشعر عرفات    الدولار يتراجع مع تصاعد توترات التجارة    وزير الحرس الوطني يقف على جاهزية قوات الوزارة المشاركة في موسم الحج    113.9 مليار ريال تسوق إبريل    سجن وتغريم شخص لإنشائه حملة حج وهمية    وسط منظومة متكاملة من الخدمات.. الحجاج في منى.. أمن وطمأنينة    محمية نيوم تعيد توطين 6 أنواع من الحيوانات    في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية.. ألمانيا تواجه البرتغال مدعومة بالأرض والجمهور    يسعى لضم إيدرسون وهيرنانديز.. الإيطالي إنزاغي مديراً فنياً للهلال    حين تُدار الفريضة بعقل الدولة وروح الإيمان    ضمن فعاليات المنتدى الأول للصحة والحج.. فريق نسائي سعودي يبتكر حلولاً ذكية لإدارة الحشود    هيئة الإذاعة والتلفزيون تستعرض في "ملتقى إعلام الحج" تقنيات متقدمة لتغطية المشاعر المقدسة    6.3 مليار ريال تمويلات سكنية    يلقي أول خطاب أممي لرئيس سوري منذ ستة عقود.. زيارة تاريخية مرتقبة للشرع إلى الولايات المتحدة    مشاهير التواصل الاجتماعي    تحذير أممي من تهديد الاستقرار العالمي.. 4 ملايين لاجئ سوداني بسبب الحرب    652 إعفاء جمركياً للصناعيين    جاهزية عالية للتعامل مع حالات الإجهاد الحراري.. الصحة للحجاج : استخدموا المظلة لتفادي ضربة الشمس    القراءة والشيخوخة    قسطرة عاجلة تنقذ حاجاً قرغيزياً من جلطة رئوية    صحفيو مكة يقفون على جديد تقنيات ومنصات الإعلام بملتقى "إعلام الحج"    Microsoft تشطب الوظائف    تفسير اهتزاز الأرض 9 أيام    الألياف تطهر الجسم من الكيميائيات    التدخين والوزن بوابة لسرطانات الكلى    الخلود يقطع إعارة ديانغ من أجل الأهلي المصري    النصر يتعاقد مع عبد الملك الجابر من زاليجنتشار البوسني    الأخضر السعودي يختتم معسكر الدمام ويتوّجه للبحرين    أوكرانيا تندد بشروط السلام الروسية وتعتبرها "إنذارات" غير واقعية    رئيس هيئة الأركان يقف على جاهزية القوات المسلحة في الحج    رئيس مركز قوز الجعافرة ورئيس البلدية يحثان مقاولي البلدية على سرعة الإنجاز    أحدث الوسائل التقنية بمركز العمليات الأمنية لخدمة الحجيج    "الحج والعمرة" و"أمّ القُرى" تنظِّمان برنامج تأهيل وتدريب العاملين في خدمة ضيوف الرحمن.    أمن الحج    جامعة الراجحي تحتفي بتخريج الدفعة ال11    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الجح ... يدربي ... القرع" !
نشر في الحياة يوم 04 - 11 - 2012

عنوان هذا المقال، مثل من الأمثال الشعبية المتداولة في نجد، كثيراً ما أسمعه لدينا في"الزلفي"، وهو مثل شائع وفي معناه"سخرية"، ولعلّ من نافلة القول، التعريف بمفردات عنوان المقال، ف"الجح"ليس في الوسع جهله، فهو فاكهة الصيف كما يقال، نعني به"البطيخ"أو"الحبحب"، أما"القرع"فهو"اليقطين"الوارد في القرآن الكريم بقوله تعالى وأنبتنا عليه شجرة من يقطين،"الصافات -146"، أما كلمة"يدربي"فمعناها"يدحرج"، فإذا دحرجت الجح على القرع، اختلط الحابل بالنابل، وقد لا يميز أحدهما عن الآخر، لكونهما كروي الشكل نوعاً ما.
ثمة موضوع يزعجني ويقلقني كثيراّ عندما أشاهده وأسمع وأقرأ عنه، يحدث بين إخوان في الدين والعقيدة نشأوا وتربوا على تراب هذه البلاد الغالية، نالوا تعليماّ عاماّ"واحداّ"، اعتمد على منهج الشريعة الذي اتخذته الدولة دستوراً لها منذ قيامها، تعمل به في مناحي الحياة كافة، لا تحيد عنه، هذا الموضوع المزعج، هو ذاك التراشق بين فريقين شكلا نفسيهما بنفسيهما، كان"الهوى"هو المسيطر ورأس الحربة واللاعب الأكبر في هذا الموضوع، فريقان في الساحة يتباريان في اختيار"أصعق"التصنيفات التي يبرأ منها مجتمعنا المسلم، أخذت الأفكار ذات الصبغة الغربية مساحة كبيرة بيننا من خلال اتهام البعض بتقمصها والتحلي بها، بل ? وهذه المصيبة - الاعتقاد بها، لا أدري لماذا عندما أتذكر"عنوان هذا المقال"استحضر مباشرة تصرفات هذين الفريقين التي لا تخدم اللحمة الوطنية، وتسهم في تباعد المسافات بين أفراد المجتمع الواحد، السمة البارزة بينهما التصادم والتراشق والاتهام والتأليب، وأعظم من ذا وذاك"التصنيف المقيت".
أتساءل متعجباً من أي باب دخلت علينا أفكار الغرب التي يحلو للبعض منا رمي البعض الآخر بها؟! وهو في الحقيقة ? من وجهة نظري ? براء منها براءة الذئب من دم يوسف، حتى وإن تقمص"البعض"بعض مفاهيم هذه الأفكار، كالحرية مثلاً، التي هي إحدى ركائز الأفكار المؤدلجة، هذه مجرد أفكار وليست معتقدات، البون شاسع بين هذه وتلك.
لو نظرنا بعجالة إلى ما يُتهم به البعض، كالقول بأنه علماني أو ليبرالي أو حداثي مثلاً، هذه المسماة بالأفكار الغربية، هي في الحقيقة - وحسبما - درسناها وتعمقنا في دهاليزها إبان مراحلنا الجامعية وفي دراساتنا العليا، هي عند أصحابها ومعتقديها، ليست مجرد أفكار فحسب، بل هي للمعتقدات أقرب، لكن المعجبين بها ? كمسميات - غفلوا عن هذا الجانب"الاعتقادي"، وأخذوا الجانب الفكري"النظري"منها وشغفوا به، خصوصاً مبدأ الحرية، ما هيأ الفرصة للفريق الآخر بأن يدخلهم في دائرة"المستغربين الضالين"، نسبة إلى الغرب والضلال، هذا من جهة، ومن جهة أخرى صبّ هؤلاء المتهمون بالانتماء لهذه الأفكار الغربية، جام غضبهم وتهورهم على بعض الدعاة والوعاظ والعامة، الذين يغلب عليهم طابع التشدد وحب الظهور والشطح أيضاً، فوقع المجتمع بين"سندان"هذا و"مطرقة"ذاك من الفريقين، وكلاهما من وجهة نظري على طرفي نقيض، ضلّ كل منهما الطريق، وأصدق وصف أراه مناسباً لطرح الفريقين أن أصف الفريق الأول ب"المتحرر"، والفريق الثاني ب"المتشدد"إذ لا أتصور وجود مواطن سعودي، مهما شطح به الطرح، أن يكون علمانياً أو ليبرالياً أو حداثياً، من حيث المعتقد، ووصف المتشدد للفريق المقابل هو الأقرب.
الحقيقة أن الفريقين وجهان"لعملة مزيفة"واحدة، طرحهما لا يخدم المجتمع بخير، بل أحسبه مضيعة للوقت، يقدم خدمات لا يحلم بها العدو المتربص، يصدق عليهما مثل عنوان هذا المقال"الجح... يدربي... القرع"، غير أن الجح والقرع لهما فائدة غذائية للجسم ثابتة، بيد أن شطحات"المتحرر، والمتشدد"ذات خطر ماثل على العقل والأمن.
بقي أن ندعو أصحاب هذه التوجهات الشاطحة من الفريقين، إلى أن يتقوا الله في مجتمعهم، وينأوا به عن مواطن الاختلاف والتفرق، ويحلقوا به لبر الآمان الفكري، فكلنا أبناء ملة واحدة، ومساحة الحرية في التعبير مكفولة بضوابطها الشرعية والقانونية... ودمتم بخير.
محمد أحمد الجوير
dr-al-jwair@hotmail. com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.