يتجه أكثر من مليوني حاج اليوم (الأربعاء) إلى مشعر منى؛ لقضاء يوم التروية، وسط منظومة خدمات متكاملة، تهدف إلى تأمين راحتهم وسلامتهم. وبعيون مملوءة بالدموع، وقلوب تسكنها الطمأنينة والخشوع، أدى مئات الآلاف من ضيوف الرحمن طواف القدوم في المسجد الحرام، قبل انتقالهم إلى مشعر منى، وسط إجراءات مشددة لضمان أمنهم. وقال وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة: إن خطط التفويج والنقل تسهم بشكل مباشر في تنظيم حركة الحشود، وضمان سلامة الجميع، والالتزام بها مسؤولية جماعية، مشيرًا إلى أهمية بطاقة "نسك". وأضاف:" من لا يحملها، لا يُسمح له بدخول الحرم أو المشاعر، أو استخدام وسائل النقل"، مبينًا أن هذه البطاقة؛ باتت أداة تنظيمية أساسية في ضبط أداء الحج، ومنع المخالفات. ولفت الربيعة إلى أن هذا العام سيشهد تشديدًا كبيرًا على التأكد من مدى حصول الحاج على تصريح للحج؛ حرصًا على سلامة ضيوف الرحمن، وضمانًا لتجربتهم الإيمانية الكاملة، في ظل تنظيم دقيق، يليق بمكانة الشعيرة وعظمة المناسبة. وأضاف: "ارتفاع درجات الحرارة في يوم عرفة، يتطلب التأكيد على بقاء الحجاج داخل المخيمات من الساعة العاشرة صباحًا حتى الرابعة عصرًا؛ حفاظًا على صحتهم، ومنعًا لأي حالات إجهاد حراري، مؤكدًا أن المشي الجماعي العشوائي، يُعد خطرًا على انسيابية الحركة، وعلى أرواح الحجاج". وشدد الربيعة على ضرورة عدم الخروج من عرفات إلى مزدلفة مشيًا، بل يجب الالتزام باستخدام وسائل النقل المخصصة. في السياق ذاته، أكد مدير الأمن العام الفريق محمد بن عبدالله البسامي، أن السعودية سخرت إمكاناتها بجميع طاقاتها كافة لخدمة ضيوف الرحمن، وتمكينهم من أداء نسكهم في بيئة آمنة، مطمئنة، ومنظمة، مشددًا على أن كل من تسول له نفسه الإخلال بالأمن أو مخالفة الأنظمة، سيواجه بإجراءات صارمة دون تهاون.