النفط يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية قوية مع استئناف محادثات التجارة    العيد في قرية المدرك.. شغف لا يُغيّره الزمن    أمير منطقة جازان يعايد الشيخ العامري    أمير منطقة جازان يستقبل المهنئين بعيد الأضحى    القيادة تهنئ ملك مملكة السويد بذكرى اليوم الوطني لبلاده    أمير منطقة جازان ونائبه يؤديان صلاة عيد الأضحى    ضيوف برنامج خادم الحرمين للحج يحطّون رحالهم في مشعر منى لرمي جمرة العقبة    "الصحة" تحذر من التعرض للشمس في الفترة ما بين العاشرة صباحًا إلى الرابعة عصرًا    أسباب الإجهاد العضلي في الحج وطرق الوقاية منه    اتفاق لإخلاء طرابلس من المظاهر المسلحة وبسط سلطة الدولة    بعد تراجع هجمات الحوثيين.. الملاحة تعود تدريجياً للبحر الأحمر    "المطبات" الهوائية تصيب ركاب طائرة ألمانية    أكد تسخير كافة الإمكانات للتيسير عليهم.. نائب أمير مكة: خدمة الحجاج شرف لقيادة المملكة وشعبها ومسؤولية عظيمة    الأخضر يعبر البحرين بثنائية ويتمسك بآماله في التأهل للمونديال    "الرياض" يستهل مشواره أمام زيوريخ في بطولة تشيسترز توينز للبولو    اطمئنان على سير العمل في مركز العمليات بمنى    رغم تمزق أوتار القدم.. كشاف يواصل خدمته في موسم الحج بعزيمة لا تعرف الانكسار    "في عيدهم.. كشافو المملكة يكتبون قصة الوفاء لخدمة ضيوف الرحمن"    وسط انسيابية مرورية وعمليات تشغيل متكاملة.. نجاح خطة التفويج إلى عرفات    ضبط مواطن لنقله 9 وافدين مخالفين لأنظمة الحج    التقى القيادات الأمنية والعسكرية.. وزير الداخلية: القيادة حريصة على تقديم أرقى الخدمات للحجاج    بيئة متكاملة تساهم في إنجاز التغطيات بأحدث التقنيات.. اختتام «ملتقى إعلام الحج» بحضور 10 آلاف كادر    وزارة الداخلية تختتم مشاركتها في المعرض المصاحب لأعمال ملتقى إعلام الحج    15.6 مليار ريال تسوق ببطاقات الدفع    أكد أن معاني التوحيد والتقوى تتجلى في عرفة.. صالح بن حميد: الالتزام بأنظمة الحج سلوك حضاري يسهم في تيسير المناسك    نجاح خطط التصعيد والنفرة وبدء أيام التشريق.. آمنون مطمئنون.. لله خاشعون    تعاون مع مؤسسة سنغافورية.. روشن تعزز الابتكار لمستقبل العقار    الملك سلمان: نسأل الله أن يتقبل من الحجاج حجهم وأن يحمل عيد الأضحى الخير والسلام للعالم    أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه يؤديان صلاة عيد الأضحى بجامع خادم الحرمين الشريفين بالدمام    الذهب يتجه لمكاسب أسبوعية بفضل بيانات أمريكية ضعيفة وتراجع الدولار    عبدالعزيز بن سعود يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة حلول عيد الأضحى    %3 ممارسة ركوب الدراجات ومكة والمدينة الأكثر    الحجيج يتوافدون لرمي جمرة العقبة في أول أيام عيد الأضحى    رصد حالات إجهاد حراري في عرفة.. وتحذير من التعرض للشمس    وزير الداخلية يتفقد قوات الأمن الخاصة برئاسة أمن الدولة المشاركة في الحج    خلاف واتهامات بين ترمب وماسك.. ماذا يحدث في البيت الأبيض؟    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الألماني والأمين العام للأمم المتحدة التطورات الإقليمية والدولية    96.12 % من عمليات البحث عن السفر خلال عيد الاضحى تركز على الوجهات العالمية    نيابة عن الملك.. ولي العهد يصل إلى منى للإشراف على راحة الحجاج    الحجاج يبدأون رمي "جمرة العقبة" الكبرى في مشعر منى    21.5 % من السعوديين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي    العناية الفائقة    «سلمان للإغاثة» يوزّع 1.150 سلة غذائية في محلية كرري بولاية الخرطوم في السودان    بورتو يضم فيجا لاعب الأهلي    ريال مدريد يضم جوهرة الأرجنتين    صندوق الاستثمارات العامة والاتحاد الدولي لكرة القدم يوقعان شراكة ضمن بطولة كأس العالم للأندية FIFA 2025™    المملكة تدشن توزيع كسوة عيد الأضحى في حضرموت لعام 1446ه    الزمالك يتوج بطلًا لكأس مصر 2025    ترامب يؤكد أنه طلب من "المجنون" ماسك ترك منصبه    الولايات المتحدة تستخدم «الفيتو» ضدّ مشروع وقف إطلاق النار في غزة    وأذن في الناس بالحج    المسرح وإشكالية التواصل!    وزير الإعلام يُدشّن منصة الصور السعودية للعالم    الصحة: رصد حالات إجهاد حراري في يوم عرفة وتحذر من التعرض للشمس حتى ال 4 عصرًا    الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة    "اعتدال": الوئام الوطني درع ضد التطرف وخطابه الهدام    حلل يصف الحج شعراً بثلوثية الحميد    فحوصات طبية وحقيبة الحاج من جمعية السكر في "أنورت" و "يسر وطمأنينة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المجتمع ... والتصنيفات المرفوضة !
نشر في الحياة يوم 22 - 05 - 2011

كثيراً ما نطالع ونشاهد، ذلك التراشق بين فئتين، هما بين طرفي نقيض، طرف اتهم بالانتماء إلى بعض الاتجاهات الفكرية والفلسفية المعاصرة، التي راجت ذكراً في الآونة الأخيرة، أو زعم هو ذلك، قابل هؤلاء نفر شددوا على أنفسهم ورموا هؤلاء بالتصنيف الظالم.
من هذه التيارات والاتجاهات والفلسفات الفكرية المعاصرة التي يحلو للبعض التغني بها والدندنة حولها، أو اتهم بها، ما يعرف ب"العلمانية"، و"الليبرالية"، و"الحداثة"، التي يجمعها"عقدياً"القول بالفصل بين الدين والسياسة، والدعوة للحرية المتحررة، وتحكيم العقل على النقل، وأعظم من ذا وذاك إنكار العقائد الغيبية، هذه باختصار ما تؤمن به هذه الاتجاهات عند أهلها ومصدريها من الغرب، أمثال: ديكارت، وآدم سميث، ومالتوس، وريكارد، وبيكون، وغوستاف، وممن تلقف أفكارهم من العرب ك"أدونيس"صاحب الأفكار الملوثة، هذه الفلسفات نشأت كرد فعل لتسلط الكنيسة في العصور المظلمة لأوروبا، التي كان الإسلام فيها يعيش أزهى عصوره، وحضارته، حتى ألفت المستشرقة الألمانية"زغريد هونكة"كتابها المشهور"شمس العرب تسطع على الغرب"، ومن الأهمية بمكان أن يطلع عليه كل مثقف وتحتويه مكتبته.
لو عدنا للوراء ونظرنا إلى أفكار المعتزلة وعقائدها، نجدها عين أفكار هذه الفلسفات الفكرية التي أشرت إليها، ما يعني أنها امتداد لفكر المعتزلة وصورة عصرية من صورها تتلون بها عبر العصور، القاسم المشترك بينها جميعاً تقديس العقل، كما هي حال"المتكلمين"، لذا أطلق على هذا الفكر"بالعقلانية والعصرانية والتحررية"، كذلك ما أطلقه البعض، ممن تبنى هذه الأفكار، على المستقيمين - من دون المتشددين - من مصطلحات ومسميات، كالأصولي والوهابي والسلفي والسروري والجامي، بل والأدهى صبغ الفلسفات الفكرية، كالليبرالية مثلاً، بطابع إسلامي، عندما شاع أخيراً مصطلح"الليبرالي الإسلامي، أو الليبراليون الإسلاميون، أو الليبراليون السعوديون، أو العلمانيون السعوديون! وهكذا..."، كتقسيم وتصنيف آخر - أسود - داخل المجتمع، غير مقبول ألبته!
موقف العلماء المعتبرين من هذه التوجهات واضح وجلي من دون أدنى جدال، وكذلك الموقف نفسه من هذه الفلسفات المعاصرة، والتصنيفات الشيطانية، فالإسلام دين الكمال والشمولية، ومذهب أهل السنة والجماعة، الطريق الواضح المستقيم من رغب عن سنتي فليس مني، هذان الأمران كفيلان بالعض عليهما بالنواجذ وعدم الالتفات لغيرهما، ويغنيان عن مصطلحات غريبة، غربية دخيلة، وليس الهدف من هذا المقال، بيان ذلك والتوسع فيه، فهذا ليس بابه، وقد حصحص الحق في بيانه، ولكن الهدف إعلان الموقف المحايد بين هؤلاء المتبنين لهذه الفلسفات والتوجهات الفكرية والمدافعين عنها، إما اعتقاداً أو إعجاباً بها، وبين من أعلن الحرب عليهم، ممن غلّب جانب الغلظة وإصدار الأحكام الجائرة، كالقول هذا"علماني"، وهذا"ليبرالي"، وهذا"حداثي".
لقد لفت نظري هذا التباهي من البعض، خصوصاً ممن رفع شعارات هذه الاتجاهات والدفاع عنها، وزعم الواحد منهم بصراحة أنه"ليبرالي"- كما شاهدته بقناة العربية - ويدافع عن توجهه بصراحة من دون استحياء! وعلى رغم هذا كله، ومن باب الاعتذار لهؤلاء، لازلت غير مقتنع بهكذا أسلوب وتوجه، ومن الصعوبة بمكان اتهام واحد بعينه، نشأ وترعرع وتعلم في بيئة إسلامية، يمكن أن يقال عنه بأنه ليبرالي أو علماني أو حداثي، بالمفهوم الغربي الصرف، مهما بلغت درجة الخلاف معه، وقد يكون هذا الطرح منه بهذا الأسلوب - في نظري - ناتج عن جهل في الماهية والمعتقد لهذه الفلسفات، وأحسب أن شعار هذه الفئة"خالف تُعرف!"، وهي تسعى لمزيد من الحرية، التي تدعو لها هذه الفلسفات والتيارات، ولكن بطريقة ممجوجة، بدليل أطروحاتها الغامضة، وهو بالتأكيد جهل بمعتقدات هذه الفلسفات، وبضاعة هؤلاء مزجاة، وما أحرى بالفئة المقابلة، التماس العذر لهؤلاء الذين أعتبرهم مساكين، يعيشون أزمة ثقافية، وإشكالية في المصطلحات، ويلزم تجنب رميهم بالتهم والتصنيف، وإطلاق الأحكام التعسفية عليهم، ونعتهم بالأوصاف المرفوضة.
ما أجدر بمدعي هذه الفلسفات والاتجاهات بدرس معتقداتها عند أهلها ومصدريها حتى تتكون لديهم خلفية ثقافية واسعة عما يتحدثون عنه، وتتبين لهم الحقائق كما هي، لأن واقع هؤلاء في نظري، يشي بجهلهم بماهية هذه الفلسفات والاتجاهات الفكرية - كما قلت - كما يلزمهم مراعاة مشاعر الغير، والحذر من التعميم بالقول هذا"أصولي"، وهذا"وهابي"، و...، وكم نحن في هذا الوقت بأمس الحاجة إلى توخي الحذر من إطلاق التصنيفات الهوجاء المتبادلة والتراشق بها، حفاظاً على لحمة المجتمع وتماسكه، لا سيما والأحداث تعصف بمن حولنا، والعدو يتربص، وأظن أن نظام المطبوعات والنشر الجديد، كفيل بالحفاظ على هذه المبادئ، وتمت صياغته بما يحفظ الحقوق ويضبط الحريات ولا يقيدها، ويحاصر هذا التراشق الدخيل على الحراك الثقافي المطلوب.
محمد أحمد الجوير - الرياض
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.