بدأ حجاج بيت الله الحرام صباح اليوم أول أيام التشريق، بعد أن قضوا أمس (الخميس) ركن الحج الأعظم بالوقوف على صعيد عرفات، حيث توافدوا منذ ساعات الصباح الباكر إلى جبل الرحمة؛ مبتهلين إلى الله في يومٍ تجلّت فيه الرحمة والسكينة، ثم نفرت جموعهم بانسيابية إلى مشعر مزدلفة، في ظل نجاح خطة التفويج، التي نفذتها وزارة الحج والعمرة باستخدام حافلات حديثة وقطار المشاعر، ضمن نموذج تشغيلي متكامل، يعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتقنيات الرصد والتحكم. وأدى الحجاج في مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا في مسجد المشعر الحرام، الذي استقبل ضيوف الرحمن، بعد أن أتمّت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد جاهزيته بأعمال صيانة وتأهيل شاملة، ضمن خطة خدمية متكاملة؛ لتوفير أقصى درجات الراحة والأمان للحجاج. وقضى الحجاج ليلتهم في أجواء روحانية مفعمة بالسكينة، اقتداءً بهدي النبي- صلى الله عليه وسلم- حيث جمعوا حصى الجمار استعدادًا لرميها في منى. ومع بزوغ فجر هذا اليوم، اتجهوا لرمي جمرة العقبة الكبرى، في بداية مناسك أيام التشريق، التي تتواصل فيها شعائر الحج بإتمام رمي الجمرات الثلاث، والنحر، والحلق أو التقصير، في تسلسل تعبّدي يُجسّد عمق الإيمان وتمام النسك. وأعلنت وزارة الحج والعمرة نجاح خطة التصعيد إلى مشعر عرفات، والنفرة إلى مزدلفة أمس، مستندة إلى نموذج تشغيلي موحد يربط بين الجهات الخدمية والتنظيمية عبر مركز التفويج والعمليات المشتركة، ويُعدُّ أحد أبرز عناصر التطوير في موسم حج هذا العام. وجرت عمليات التصعيد وفق جداول زمنية محكمة، باستخدام حافلات حديثة وقطار المشاعر المقدسة، وسط متابعة ميدانية دقيقة وضمانات أمنية عالية؛ ما أدى إلى انسيابية الحركة في الطرق المؤدية إلى عرفات، وتوزيع الحجاج على المخيمات بسلاسة ودون ازدحام يُذكر.