لم تدرك الشابة أمة الله محمد أن"معرض تراث العالم"الذي أنشأته مع عدد من المتطوعات داخل أحد المجمعات التجارية في جدة، لتصحيح الصورة السلبية التي قد ترسم عن الإسلام في أذهان الأجانب، سيستقطب أيضاً الكثير من أبناء الوطن السعوديين، وبكثافة. وسخرت أمة الله الخبرة التي استمدتها من عملها في مركز دعوي سنين عدة، لإنجاح المعرض، موضحة أن الدعوة من المكتب مباشرة صعبة،"فالناس لن تأتي إلينا للتعرف على الإسلام، لذا علينا الوجود في الميادين والمواقع التي لا يأتيها إلا سوى غير المسلمين، لنتواصل معهم، وأيضاً توعية المسلمين بأهمية الدعوة". وأكدت أمة الله أنها استوحت فكرة"معرض تراث العالم"من المعارض الأجنبية، التي لا تشترط عليك خلال زيارتها قراءة كتاب كامل، بل تستطيع الحصول على فكرة كاملة وواضحة بمجرد زيارتك للمعرض. وأرجعت اختيار اسم التراث العالمي للمعرض إلى"خشية أن ينفر البعض من كلمة الإسلام"، مشيرة إلى أن بعد مشكلات الإرهاب أصبح ثمة نفور من فكرة الإسلام والمسلمين لدى الآخر، ومؤكدة أن الهدف الأساسي من المعرض هو تصحيح الفكرة الخاطئة عن ديننا الحنيف الذي يدعو إلى الرحمة والتسامح والخير للإنسانية جمعاء. وقالت أمة الله:"علينا أن نوضح لهم أن الإسلام ليس كلمة مرادفة للإرهاب، والمرأة لدينا لها كامل الحرية، وباستطاعتها الحصول على حقوقها"، لافتة استخدام آية"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا"، شعاراً للمعرض،"وهي دليل واضح على أن ديننا يحث على التعارف وليس التنافر، ومن طريق هذه المعرفة نستطيع توجيه الدعوة". وأضافت:"نرحب في هذا المعرض بجميع الأجانب مهما كانت دياناتهم، ونؤكد احترامنا لهم، ونؤمن أن جميع الشعوب بمختلف معتقداتهم تربطهم مبادئ وعادات حميدة مشتركة"، لافتة إلى أن المعرض حظي بأركان تعرض الجانب الإيجابي لكثير من الدول،"وأتمنى أن يكون المعرض المقبل أكبر، وتشارك فيه أركان من دول أوروبية، لاسيما وأن رجلاً وامرأة من السويد أعجبا بفكرته كثيراً". وأوضحت أن المعرض يروي سيرة الرسول عليه الصلاة و السلام، وكيف بدأ طريقه في الدعوة، وما هي صفاته، إضافة إلى بيان مكانة جميع الرسول والأنبياء في الإسلام،"ليتأكدوا أن التوحيد هو أهم رابط يجمعنا، وهذه هي رسالتنا لهم، وبهذه الطريقة نكسر الحاجز الذي بيننا و بينهم". وأكدت أن الإقبال كان كبيراً جداً من الأجانب، فيما أقبل السعوديون بعد انتهاء الاختبارات من مختلف الأعمار بكثافة،"وكأنهم كانوا غافلين عما لديهم من خير، وفوجئت كثيراً بالخير الذي لمسته في شبابنا". وروت قصة حدثت لها مع صيني زار المعرض، موضحة أنه لا يعلم شيئاً عن الإسلام، على رغم عمله في السعودية سنين طويلة، ما جعله يكثر من الأسئلة، مرجعة ذلك إلى"الصورة السلبية التي نشأت عنا".