ص بطريقة جديدة ومميزة قررت أكثر من 100 فتاة مسلمة من المقيمات في إيرلندا، ومنهن سعوديات، تنظيم عرض نسائي"بحت"، بحيث يكون المنظمون والمشاركون والحاضرون بعيداً عن الاختلاط. الشابات اللاتي يأتين من أكثر من دولة مسلمة حول العالم، مثل السعودية وليبيا وباكستان وماليزيا، بحثن عن طريقة يعرضن من خلالها الزي الإسلامي بشكل يُظهر جماله واحترامه للمرأة، في محاولة لإزالة الصورة التي يحاول الإعلام الغربي ترسيخها عن المرأة المسلمة وزيها. في جامعة"يو إس دي"الواقعة في دبلن العاصمة الإيرلندية يختلط الطلاب من معظم الثقافات حول العالم، ولكن الشابات المسلمات قررن نشر ثقافتهن بطريقة خاصة من خلال حفلة أزياء تختص بعرض الحجاب وثيابه بطريقة تُظهره كزي يومي بسيط وأنيق في الوقت ذاته ومتناسب مع الموضة التي يبحث عنها الأوروبيون. تقول فاطمة 18 عاماً التي شاركت مع زميلاتها في تنظيم العرض:"هدفنا هو تقديم الحجاب وإظهاره بصورة الزي الذي يمكن إرتداؤه في أي مكان ووقت، وإيصال رسالة بأن الحجاب يزيد من الجمال ولا يخفيه، كما يعتقد البعض". أنيسة مجيد، إحدى المعلمات المسلمات اللاتي شاركن الطالبات في العرض، قناعة منها بالفكرة، على رغم أنها لا تنتمي إلى الجامعة ذاتها، تحدثت لصحيفة"ايرش تايمز"الإيرلندية عن إعجابها بالفكرة:"آمل أن يوضح هذا للبعض أن النساء المسلمات لا يخرجن من المنازل مرتديات أكياساً سوداء تحجبهن عن العالم، هناك فضول طبيعي حول المرأة التي ترتدي الحجاب، وأسئلة كثيرة تبحث عن إجابات تراها في أعين غير المسلمين من حولك، فمن خلال هذا العرض سنترك الفرصة لكل الحضور بأن يسألوا عن الحجاب ويعرفوا المزيد عنه كي لا تكون المرأة المسلمة مثار استغراب". الفتيات أجمعن تقريباً على أن أكثر ما دعاهن لتنفيذ الفكرة هو الصورة التي سوقها الإعلام عن المرأة المسلمة، والغموض الذي بدأ يشوب تلك الصورة ويغيب تعريفها كان المحور الأساسي الذي قام عليه العرض، تقول سمية السيد 20 عاماً طالبة في كلية الطب:"من الطبيعي أن يستغرب الناس من صورة المرأة المسلمة، أو ألا يتفهموا زيها، خصوصاً أولئك الذين لا يعرفون المسلمات إلا من خلال ما يبث لهم عبر الإعلام، من خلال هذا العرض سنُظهر الصورة الحقيقية بعيداً عن أي تعريف آخر وسنجيب عن كل الأسئلة". أما السعودية سماح، التي قَدِمت إلى إيرلندا قبل عشرة أعوام، وهي اليوم طالبة في كلية الطب، فتقول:"أشعر من خلال حجابي بالأمان والجمال، لم تجبرني يوماً عائلتي على ارتداء الحجاب ولكنها قناعتي منذ البداية، وبعد إرتدائي له أحسست بالفخر الكبير، كما أن الحجاب يظهر دوماً قيمة المرأة المسلمة وأهميتها من خلال حفظها كما يحفظ اللؤلؤ". وتحدثت سماح عن نظرة غير المسلمين من صديقاتها لها مع بداية إلتزامها بالحجاب:"البعض من صديقاتي المسيحيات كن يشبهنني بصور الراهبات التي يرونها في الكنائس بسبب الحجاب، ولم يكن الأمر يزعجني أبداً، وأهديتهن في أكثر من مرة الحجاب ليجربوه وهو ما اعتبرنه تجربة ممتعة وظريفة". والمسلمات في إيرلندا لا يجدن أي صعوبة في ارتداء الحجاب والالتزام به، حسبما تروي سماح:"تقول بشكل عام الحجاب حرية شخصية هنا والكل يحترم قناعة الآخر، وعلى رغم أن إدارة التعليم تركت الحرية للمدارس في فرض القيود حول الزي إلا أني لم أجد أي إجبار على خلع الحجاب". "أيرش تايمز": لا يجبرن أحداً على ارتداء الحجاب أكدت صحيفة"أيرش تايمز"، التي غطت الموضوع، بأن المحجبات لا يُجبِرن غيرهن من المسلمات على ارتداء الحجاب، الأمر الذي يعتبرنه قناعة دينية بين المرأة وربها لا يحق للبشر المحاسبة عليه، كما جاء في أكثر من مرة على تعريف الحجاب والأزياء التي تنتسب إليه، وأكدت بأن الحجاب لا يقتصر على ما ترتديه المرأة حول رأسها فقط، بل يجب أن يكون الزي الذي ترتديه المرأة واسعاً يستر جسدها بشكل كامل ولا يظهر منها سوى اليدين والوجه، كما أظهرت إعجابها بالقناعة الكبيرة والقوية التي تملكها الفتيات، على رغم حداثة عمرهن، التي مكنتهن من القيام بعرض كامل يهدف إلى إظهار زيهن الإسلامي بشكل مميز ولافت. كما علقت على حرصهن على البعد من الاختلاط، لدرجة أنهن لعبن كل الأدوار في تهيئة العرض، من إضاءة وتجهيز للمسرح وما إلى ذلك، الأمر الذي لم يكن باليسير، خصوصا أن بعض تلك الأدوار تتطلب مجهوداً كبيراً وهو ما كان محل إعجاب الكثير من الحاضرين والمتابعين.