نظّم المكتب الثقافي المصري في الرياض أمسية شعرية مساء الأربعاء الماضي، شارك فيها عدد من الشعراء العرب، وحضر الأمسية عدد كبير من المثقفين والأدباء والإعلاميين السعوديين والعرب، يتقدمهم سفير مصر لدى المملكة محمد قاسم، وأدارها الإعلامي الشاعر السيد الجزايرلي، الذي قدم للمشاركين بمقاطع من قصائده. وبدأت الأمسية بكلمة للقائم بأعمال المكتب الثقافي المصري الدكتور عاصم بركات، الذي رحب فيها بالحضور وبالشعراء المشاركين،"الذين منهم من واكب المكتب الثقافي وشاركه فعالياته منذ فترة، ومنهم من اعتلى منبره للمرة الأولى ليصدح بمشاعره وقصائده". وتخللت الأمسية وصلات عزف على العود، فقدم وصلة العزف الأولى مصحوبة بأغان وطنية العازف حسن شهاب، الذي غنى للغربة ولفلسطين في ذكرى نكبتها الستين، ثم توالت مشاركات الشعراء على التوالي الشاعر سامي الجارالله السعودية الذي قدم مجموعة من القصائد النبطية الوطنية والغزلية، ثم الشاعر علي عفيفي مصر وتلته الشاعرة العربية ميسون أبوبكر، التي قدمت ثلاث قصائد، الأولى لمصر والثانية وجدانية والثالثة عنوانها"كلي هناك"، وهي عبارة عن حنين لنجد حيث تقيم، ثم كان ختامها قصائد متفرقة للشاعر المصري أسامة الزيني. اختتمت الأمسية الشعرية الموسيقية بعزف على العود للفنان محمد زويل، الذي صفق له الجمهور طويلاً. ولئن كانت غالبية قصائد الأمسية طغت فيها النثرية، أي فقدان الإيقاع، أو حتى ما يمكن تسميته بالموسيقى الداخلية، إضافة إلى هيمنة مواضيع تكرر كثيراً طرقها في القصائد وأضحت مستهلكة، فإن القصائد التي ألقتها الشاعرة ميسون أبو بكر وكذلك الشاعر سيد الجزايرلي، وإن اكتفى بتقديم نصوص قصيرة، بين الجولات، عوضت المتلقي، وأدخلته في طقس شعري فريد. الجزايرلي تميز أيضاً بإدارته للأمسية، وأضفى عليها حضوراً لافتاً. يذكر أن سيد من الأسماء الشعرية الشابة في مصر، التي تسعى إلى إنجاز نص شعري يتخفف كثيراً من البلاغيات، وإن لم يخلُ من عاطفة مشدودة، وغنائية شفيفة، مذكراً إيانا بأسماء وتجارب لافتة جداً في الشعر المصري، في واحدة من أكثر لحظاته تميزاً. أيضاً هو من الأسماء الأدبية التي تقيم في الرياض، ولم تسع إلى خلق ضجيج حولها.