التقيت رئيس نادي الشباب خالد البلطان في مناسبات ومناشط رياضية عدة... لكنها كانت المرة الأولى التي التقيه فيها بشكل شخصي ومباشر... التقيته في مكتبه في مقر النادي، إذ يطغى اللونان"الأسود والأبيض"على المكان بشكل فاره... لم أجد سوى مقعد واحد للضيوف على غير ما جرت عليه العادة في المكاتب... فعرفت أن له رؤية إدارية مختلفة... استخدمت معه لغة"التورية"في بعض الأسئلة لحساسيتها، فقال صراحة"هل تقصد ما يقولونه من أنني لا أفهم في كرة القدم"... تحدث ب"مفردات رجال الأعمال"حين قادنا الحوار نحو"جماهيرية الشباب"، وبدا إلي واثقاً وهو يؤكد أن"الشباب مقبل لا محالة على الصعيد الجماهيري"... أمطرته بوابل من الأسئلة حول هذه"الرؤية"فأكد أن الجماهيرية"كعكة"وأن لديه مخططاً لاقتطاع حصة"الليوث"منها. لم يمر الحوار بيننا من دون أن نلامس علاقته ب"النصر"فقال إنها"رسمية"لا غير، أما الهلاليون فأشار إلى علاقته الوطيدة بهم... بين اتصالات المباركين التي أخرت بدء الحوار قليلاً وبين تحايا المهنئين التي اختصرت تقاليد الوداع المحلية، كان لنا هذا الحوار: أولاً نبارك لك تحقيق بطولة كأس خادم الحرمين للإبطال؟ - أشكرك على التهنئة ومبروك لكل شبابي وعلى رأسهم الأمير خالد بن سلطان، فهو رجل ساندنا في الضراء قبل السراء ووقف معنا ودعمنا وهو خلف كل إنجاز نحققه. كانت آخر بطولة لك في الموسم، ولو حدثت الخسارة لكانت قاسية عليك؟ كيف كنت تقيس الأمور؟ - كان أمامنا سيناريوهان الأول أن نخسر اللقاء والبطولة وحينها لم نكن لنشعر بالحزن والأسى لأننا قدمنا فريقاً مميزاً ولأنه كان لنا حضورنا في جميع المسابقات وواثقون أننا لو خسرنا سنحضر في الموسم المقبل بقوة ونجني الثمار، أما السيناريو الثاني والأقوى بالنسبة إلينا كان تحقيق الفوز وهو ما كنا نراه دليلاً على عملنا الجبار ودليلاً على أن عملنا كان صحيحاً، وأن فقداننا للبطولات الماضية لم يكون سوى سوء حظ فقط. لكل ناد تخطيط مسبق في عدد البطولات المستهدفة، ما هو تصوركم الذي وضعتموه في بداية الموسم؟ - كنا نستهدف تحقيق بطولتين كحد أدنى، وكانت أمامنا خمس بطولات أربع منها محلية والخامسة عربية، وكانت استراتيجيتنا تعتمد التركيز على البطولات المحلية في حين لم نعر اهتمامنا لدوري أبطال العرب، لأنه كان سيرهقنا. وكيف تُقوم الفريق؟ - لو تعاملت بلغة الأرقام لوجدت أن الفريق خاض 54 مباراة لم يخسر إلا أربعاً منها وهذا إنجاز كبير بحد ذاته، والشباب فريق مفخرة من دون بطولة على جميع الأصعدة، سواء المستوى أم الانضباط أم الخلق أم الأداء أم الروح الجماعية والإخلاص وأخيراً الأداء الفني الرفيع فحينما يؤكد رئيس الهلال الأمير محمد بن فيصل أن الشباب هو الذي يستحق بطولة الدوري فهذه شهادة مفخرة بالنسبة إلينا، لأنها جاءت من الفريق البطل، وحتى النقاد والمراقبون كانت لهم شهادة واضحة بأن الشباب بطل غير متوج وأنه يستحق بطولة على أقل تقدير هذا الموسم، وأعتقد أننا فرضنا احترامنا وقيمتنا كفريق لدى الجميع، ولكن أحياناً لا تجري الرياح بما تشتهي السفن، والحمد لله الذي أنصفنا ورزقنا على قدر نياتنا ورزقنا الأغلى والأجمل والحمد لله أن الختام كان مسكاً. رحل المدرب هيكتور والبعض طرح اسم زوماريو بديلاً؟ - أولاً أحب أن أؤكد أنني كنت أسعى إلى تحقيق الاستقرار الفني للفريق ببقاء المدرب وحاولنا معه منذ أكثر من 3 أسابيع، لكنه رفض البقاء لظروفه العائلية، وهو رجل نكن له كل الاحترام والتقدير، وللأمانة فهو لم يناقشنا في الأمور المالية ولو كانت كذلك لتفاهمنا حولها معه، أما زوماريو فنحن طرحنا اسمه بديلاً وفاوضناه لكننا لم نوقع معه كما تداولت وسائل الإعلام ليلة المباراة النهائية، التي قالت أيضاً إننا ألغينا عقد هيكتور وهذا غير صحيح، ولو كنا لا نريد التجديد مع المدرب لما فاوضناه منذ 3 أسابيع كما ذكرت، وهو بالمناسبة قال لي بالحرف الواحد إنه كان يتمنى البقاء لولا ظروفه العائلية، وان الشباب هو أفضل فريق عرفه. وماذا عن اللاعبين الأجانب؟ - جددنا مع كماتشو في المعسكر الذي أقيم ليلة النهائي، وكان ذلك خطوة جيدة، لأننا لو لم نقم بذلك لجددنا معه بعد النهائي بمبلغ أكبر بكثير، وفي الموسم المقبل نسعى لاستقطاب لاعبين أجنبيين إضافة إلى كماتشو... وربما نضيف أيضاً لاعباً محلياً. مباراة الحزم في نصف النهائي أثارت الكثير من اللغط؟ كيف تعاملت معها؟ - تعاملت بدقة واحترافية وشفافية عالية، وأنا لا يضيرني مثل هذا الكلام، فهذا كلام لا يطلقه إلا الصغار، والفريقان تقابلا كثيراً هذا الموسم، ولم نشعر بأن الشباب تعامل مع نادي الحزم أو العكس إلا من خلال الملعب، ومبارياتهما دائماً فيها ندية وتنافس يصل إلى الحدية أحياناً، فالحزم مثله مثل أي ناد، فما علاقة الشباب بدعمي الشرفي للحزم؟ فمسؤولياتي كرئيس لنادي الشباب أهم وأكبر، وأنا أكبر من هذه الاتهامات، وأنا أرى أن مجرد الدفاع عن هذه النقطة نزول إلى مستوى من يتحدث بها، لكن الإثارة الإعلامية في السعودية تبحث عن المواد الدسمة وهذه مادة دسمة لكنني لن أعيرها اهتمامي، والمشكلة أن هناك من تحدث عن هزيمة الحزم من الشباب، وأتى الأشخاص أنفسهم وتكلموا بطريقة أخرى عندما فاز الشباب على الحزم، فدع هؤلاء يتحدثون لأن من يهمنا هم الثقات والمسؤولون والمطلعون من العقلاء، أما مجموعة معينة فتأكد أنها ستكون خارج السرب. يبدو أنك تتضايق من الإثارة الإعلامية؟ - لست أتضايق من الإثارة بل أتضايق من الكذب الإعلامي، فهناك من الإعلاميين من يوحي لك بأنه يعرف كل الأمور وهو بعيد كل البعد، أما النقد الهادف والبناء من أجل التصحيح فنحن معه. كرجل أعمال... كيف هي خططك الاستثمارية في الشباب؟ - عملنا في الشأن الاستثماري بطريقة منظمة، والنتيجة أن هناك تضاعفاً كبيراً في العملية الاستثمارية في الشباب، ولعلنا أول ناد يقيم معسكراً مدفوع القيمة وهو معسكر سنابل السلام في تونس، وهو بصمة في الاستثمار والرعاية الرياضية، وكذلك أوجدنا راعياً للناشئين والشباب، وراعياً لتذاكر الفريق، وأوجدنا كذلك أول إدارة استثمار وتسويق في الأندية السعودية، ونحن النادي الوحيد الذي لديه موازنة للموسم المقبل، ونحن أيضاً النادي الوحيد الذي يراقب مصروفاته بطريقة احترافية، إذ يوجد لدينا مراقب داخلي بأسلوب الشركات، وقد نكون أقرب ناد للتخصيص، وأنا متأكد أن الشباب في حال سمحت الرئاسة العامة لرعاية الشباب والجهات المختصة بالخصخصة في المرحلة المقبلة سيكون الأول من دون أدنى شك. هل تقصد أنكم مهيأون لمرحلة الخصخصة؟ - الشباب جاهز ومهيأ للتكيف مع متطلبات التخصيص. وماذا عن مشاريع النادي؟ - المشاريع في مراحلها المستندية والإجرائية وستظهر في القريب العاجل، وفي ظل القرارات الأخيرة بارتفاع الأدوار في مدينة الرياض وجّه الأمير خالد بن سلطان برفع المشاريع من 14 دوراً إلى 30 دوراً، ونحن الآن نقوم بتغيير المخططات من أجل ذلك. هناك حديث بأن رجال الأعمال بعيدون عن كرة القدم وبالتالي يضع البعض علامات استفهام حول رئاستهم للأندية؟ - أعرف ما تعنيه، وهناك كثيرون يقولون إن خالد البلطان لا يفهم في كرة القدم، ولكن السؤال هو هل من يقول هذا الكلام هو بيليه أو مارادونا؟ فعندما أكون رجل أعمال هل يعني ذلك أنني من نسيج آخر من غير هذا المجتمع، أنا أحب كرة القدم منذ كنت طفلاً، ولا أعتقد بأن هناك من سيعمل في الرياضة من دون أن يكون عاشقاً لها، فالرياضة متعبة بشكل كبير، ولن يصبر عليها أحد لا يعشقها، أما من يتحدث بمثل هذا الكلام فأنا أرد عليه بالبطولات. هناك نغمة متصاعدة أخيراً تدور حول الرغبة في دخول اللاعبين مجال إدارة ورئاسة الأندية، ما رأيك بهذا الشأن؟ - رأيي الشخصي أن اللاعبين يصلحون كمدربين أو إداريين، لأن إدارات الأندية أكبر من قضية لاعب سابق، فالأندية ليست إدارة كرة قدم فقط فهي إدارة علاقات مع جهات عدة وارتباط بالرئاسة ومخاطبة مع ولاة الأمر ومسؤولية إدارة جماهير أمام المجتمع والجهات الأخرى، وعليه فليس من المفروض أن كل من لعب كرة قدم أن يرأس نادياً، لكن إذا رأى لاعب كرة القدم في نفسه القدرة فعليه أن يتدرج كمدير كرة أو مدرب أو محلل، وإذا نجح كشخص يسعى للخطوة اللاحقة، وأشير هنا أيضاً إلى أن رئيس النادي يجب أن يكون مقتدراً مالياً، فأنا وفي ظل التركيبة الحالية للأندية السعودية ضد الرئيس غير المقتدر مالياً إلا في حال تغير التركيبة إلى لجنة تنفيذية ورئيس تنفيذي ورئيس مجلس إدارة مثل الشركات يقر السياسات العامة، وهذا ما أحبذه أنا شخصياً، وأرى أنه من المفروض أن يتغير الوضع إلى هذه الآلية، وفي هذه الحالة فليأت حتى من لم تكن لديه قدرة مالية كرئيس أو مدير تنفيذي. هل ترى أن الأندية مهيأة للخصخصة؟ الرئاسة العامة أقدر على الحكم على ذلك مني، لكن من وجهة نظري أنه على المدى القريب من 3 إلى 5 سنوات قد تكون الأندية مهيأة بشكل أفضل. هل تعتقد أن الأندية قادرة على تحقيق الأرباح في ظل الخصخصة؟ - لا أرى الاندفاع مع شعارات التخصيص الإعلامية من دون اللجوء للدراسات المتخصصة، فلو خصصنا نادي الشباب مثلاً لشطبنا الكثير من الألعاب، وركزنا على المربح منها فقط، وهنا المشكلة وهذا الخطأ، لأن حال الخصخصة بمفهوم التخصيص تعني أن كثيراً من الأندية ستتحول إلى فريق كرة قدم، وسُتنسى بقية الألعاب، وهنا أين سيكون هدف الدولة في توسيع مناشط الشباب وخدمة المجتمع؟ فالتخصيص ليس هو الحل في كل أمر. لكل هذه الأمور أرى أن المسألة تحتاج لمزيد من البحث والتدقيق، ولذلك أنا مع وجهة نظر الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل والتي سمعتها منهما مرات عدة، وهي التريث وعدم الاستعجال والتدرج في التطبيق. البعض يرى أن الشباب ناد غير جماهيري، كيف ترى أنت هذا الأمر؟ -"شيخ الأندية"مقبل لا محالة على الصعيد الجماهيري، ومتى ما استمررنا بذات السياسة والنهج والعطاء فخلال 3 إلى 4 أعوام سيكون هناك اختلاف كبير، وستشاهد أرقاماً متصاعدة في عدد الجماهير. كيف؟ - أعلنت سابقاً في معسكر تونس عن التعاقد مع شركة علاقات عامة لتنفيذ تحدي زيادة الشعبية الشبابية، ولكن تداخل المسابقات وضغط الموسم أثرا في هذه الخطة، فنحن لم نجد الوقت الكافي خلال الأشهر الماضية لالتقاط الأنفاس ووضع النقاط على الحروف في ما يتعلق بتنفيذ هذه الخطة، وكان لدينا برنامج لصغار السن من خلال إقامة دوري للمدارس، لكن لا تستطيع إقامة هذا البرنامج إلا بنجوم الفريق، والنجوم مشغولون في المنافسات المحلية. هل لديك قناعة بإمكان زيادة جماهيرية النادي؟ - لو استمررت في منصبي لسنوات طويلة فأنا أؤكد لك أنني سأحصل على شعبية أكثر بكثير من الحالية. إذا قسمنا الأندية إلى ثلاث فئات أولى وثانية وثالثة... فإلى أي فئة تنتمي جماهيرية الشباب؟ - بالتأكيد أن نادي الشباب ليس الأعلى لكن نسبة نمو مشجعي نادي الشباب هي الأعلى، ومؤشر جماهير الشباب في تصاعد، وأنا أقول هذا الكلام من دون إحصاء. ما المؤشرات التي تدعوك إلى الإيمان بوجود زيادة جماهيرية؟ - على سبيل المثال، عدد زوار ورواد موقع النادي على الانترنت تضاعف إلى ستة أضعاف خلال عامين، أيضاً هناك مؤشرات مثل الاتصالات التي نتلقاها في النادي، وكذلك الشعبية التي نجدها في المناطق والتي ارتفعت كثيراً، وأعتقد أن معادلة الجماهيرية تعتمد على الحفاظ على النجوم، واستقطاب نجوم، وتحقيق البطولات، لكي نحقق الجماهيرية، وصدقني أن اختيار 8 لاعبين شبابيين في صفوف المنتخب ستستقطب الجماهير، وفي البطولة الأخيرة تلقيت كثيراً من الاتصالات من المشجعين يخبرونني بأنهم تحولوا إلى تشجيع الشباب، وقد يكون ذلك من باب المجاملة لكنها موجودة بالتأكيد. أُُثير في المباراة النهائية أن هذه الجماهير هي جماهير الهلال، إضافة إلى جماهير أندية تعاطفت مع الشباب؟ - وماذا عن الجماهير التي حضرت إلى مقر النادي وشاهدهم الجميع، فلك أن تعرف أننا لم ننزل من الحافلة إلا بعد ربع ساعة خوفاً على سلامة اللاعبين بسبب كثافة الحضور الجماهيري غير المتوقعة. هل تعتبر الوجود في مقر النادي مؤشراً على التصاعد الجماهيري؟ - النادي قادم بقوة جماهيرياً حتى لو زعل البعض، وستعود حصته في"الجماهيرية". هل تعتقد أنك قادر على منافسة الهلال والنصر في قضية"الجماهيرية"؟ - دعنا نتعامل مع قضية الجماهيرية كحصص في السوق، فإذا تحدثنا عن العاصمة، فهناك محوران صعبان هما الهلال والنصر وهنا سننافسهما على هذه السوق، ولكن هناك حصص جماهيرية خارج الرياض، والتي نسعى إلى أخذ شريحة أكبر بها، وهي ستأتي مع الوقت. وسيأتي اليوم الذي تقول فيه"صدق خالد البلطان ومعه حق"، لكن بشرط الاستمرار في السياسة ذاتها، وهي عدم التفريط في النجوم واستقطاب المزيد منهم والتنظيم الداخلي المميز وتحقيق الحضور في الألعاب المختلفة، لأن كل لعبة لها جمهورها، وبالتالي تزداد جماهيرية النادي وأنا عموماً لا أنافس نادياً محدداً لكن لك أن تعرف أن لنا جمهوراً كبيراً في الغربية. عندما تعاقدت مع ناصر الشمراني، هل كنت تضع هذا المحور في مخيلتك؟ - يعلم الله أنني عندما تعاقدت مع الشمراني بهذا المبلغ الكبير كان جزء من المبلغ لاستقطاب جماهير لنادي الشباب، لأنني أعرف أن هذا اللاعب صغير في السن، وسينضج في الشباب، وسيكون له مستقبل كبير، ولو لاحظت أخيراً لوجدت أن الشمراني بدأ يستقطب جماهيرية ومستقبلاً أتوقع أن تكون له شعبية كبيرة. هناك سعد الحارثي الذي انتهى عقده مع النصر، وأيضاً ياسر القحطاني في حال انتهاء عقده، هل تفكر في هذين اللاعبين؟ - لا نهائياً، سأكون واضحاً معك، فالحارثي لم ولن نفكر فيه نهائياً، وياسر أعرف أنه جوهرة هلالية لن يُفرط فيها الهلاليون، ونحن نحترم الهلال والنصر في هذا الموضوع. وأنا أرى أن هذين اللاعبين خصوصية هلالية ونصراوية. هل تعتقد أنك ستكون ضمن الأربعة الكبار جماهيرياً؟ ما أستطيع أن أقوله إنه في المدى المتوسط سيكون نادي الشباب له جماهيريته، ولن يقول أحد إن جمهوركم محدود ومعدود، فأنت ستأتي بعد فترة وتسمع أرقاماً هائلة، سترتفع وتتصاعد في نادي الشباب، لكن لن نصل إلى مستوى الكبار جماهيرياً، لأن هذا الأمر يحتاج إلى وقت طويل جداً. على المدى البعيد، هل لديك قناعة أن ذلك ممكن؟ - ليست لدي رؤية عن الوضع على المدى البعيد، لكن على المدى المتوسط ستكون لدي نسبة نمو عالية، وستكون لي شخصيتي الجماهيرية. هناك فكرة تُطرح كثيراً، وهي أنك قمت بتغيير سياسة النادي من إنجاب النجوم إلى استقطاب النجوم؟ - تقصد أننا تحولنا من التصدير إلى الاستيراد. نعم. أنا هنا أطرح سؤالاً: هل اختلفت الكرة السعودية أم لا؟ ففي السابق كنا نرى انتقالات معدودة على الأصابع، أما الآن أحضر لي نادياً يلعب فيه أبناؤه فقط، الذي أجرى التغيير ليس خالد البلطان ولكن البلطان سير النادي بناء على معطيات الساحة الرياضية الجديدة، وبالسياسة التي يُفترض أن يسير بها النادي. وأنا أسأل أيضاً: هل المطلوب لكي لا أُغير السياسة أن أقوم ببيع النجوم؟ ولو قمت ببيعهم فكيف أحقق البطولات؟ فالمطلوب أن أحقق البطولات، وأن أصبح رئيساً ذهبياً وأفعل وأنجز، وأن أستمر على سياسة التفريخ والبيع، هذه متناقضات لا تجتمع. وعموماً من يطلقون هذه المقولة هم إعلاميون يتبعون أندية كانت تأخذ من نادي الشباب، وتحصد ما يزرعه أبناء الشباب، ويقولون هذا الكلام حتى يعود نادي الشباب لينجب النجوم ويذهبوا لأنديتهم، وأرد عليهم بكلام واحد لا غير، وهو: إذا كان لديكم نجوم مميزين فأنا سأستقطبهم، وسياستنا واضحة، وهي أننا لن نفرط في نجم وأي نجم نحن حريصون عليه ونريده وهو يريدنا فسنحضره، وطريق البطولات صعب. لكن البعض كان يختلف معك في التعاقد مع نايف القاضي؟ - أنا أسال من نجح أنا أم الآخرون؟ والقاضي حالياً أفضل مدافع سعودي، ومن الظلم أن لا يكون أساسياً في المنتخب. سياسة الاستقطاب أحدث شرخاً في علاقاتك مع بعض الأندية؟ - أولاً نحن لا نستقطب من أجل الاستقطاب، وتعاقداتنا ليست كمية بل نوعية، فنحن في العام نتعاقد مع لاعب أو لاعبين مدروسين، ففي العام الماضي مثلاً تعاقدنا مع لاعبين فقط إضافة إلى حمد العيسى بنظام الإعارة ولظرف طارئ وخاص وهو معالجة المشكلة التي سببها لنا انضمام أظْهِرَتِنا للمنتخب الأولمبي والذي اعترضنا في حينه على مسؤولي المنتخب الاولمبي وهم يعرفون لماذا تم أخذهم ولهذا الغرض فقط تعاقدنا مع العيسى. ولك أن تلاحظ أننا تعاقدنا مع الشمراني والقاضي وهما الآن لاعبان أساسيان في المنتخب، فالأول هداف الموسم وهداف الدوري ب 27 هدفاً وهو نجم الموسم والقاضي بكل جدارة هو أفضل مدافع في الموسم، ولا أعتقد أن هناك نادياً في المملكة استقطب لاعبين في المنتخب مرة وحدة. والجميع شاهد كيف كان لصفقتي ناصر الشمراني ونايف القاضي من أثر في الفريق، فهي أحدثت توازناً للفريق وكانت أهم حتى من صفقات الأجانب. ماذا عن علاقتك مع النصر والهلال خصوصاً بعد ما أثير حولها؟ - علاقتي بالهلال علاقة طيبة وتطورت بشكل كبير، وبيني وبين إدارة الهلال تنسيق كبير في أمور كثيرة، ولو كنت أستطيع تأجيل المباراة مع الهلال لأجلناها، لكن لم نستطع، فمثلما يشتكي الهلال نشتكي، والمباراة انتهت وفاز الهلال بالدوري وباركنا لهم وتفهم الإخوان في الهلال موقفنا بشكل كبير. وعموماً العلاقة الشبابية - الهلالية في عزها وفي أوج تطورها حالياً، وستتطور في المستقبل ونحن قريبون جداً من الهلال بحيث نتعاون من دون الإضرار بمصلحة أي من الناديين، فبالنسبة إليّ تبقي مصلحة نادي الشباب في الأولوية، أما الإخوان في النصر فليس بيني وبينهم أي شيء ولا توجد بيننا علاقات نهائياً باستثناء العلاقة الرسمية خلال المباريات أما علاقات شخصية مع الإدارة فهي مقطوعة. لكنك كنت عضو شرف نصراوياً؟ - مللت من أسطوانة"كنت عضو شرف"، أنا لن أتحدث عن نادي النصر إطلاقاً. كلامك يوحي بأن هناك إشكالاً ما؟ - لا يوجد إشكالات لكن طالما أنت فعال وتعمل ستسمع الضجيج حولك، لكن لو كنت شخصاً هادئاً ولا أعمل ولا أتحرك، وكنت"راكداً"لرضي عني الكثير ولأصبحت"رجل حلال وطيب"، ولكن طالما أنك رجل تعمل ولك صدى وجهد ينفع فريقك فهناك الراضي وهناك الزعلان، وكل واحد ينطلق في رؤيته من واقع مصالحه. تحدثتم عن التنظيم والموازنة والمصروفات... هلاَّ لنا أن نعرف كم كانت موازنة الشباب هذا الموسم؟ - أولاً الحصول على بطولة غالية وبتتويج من أغلى الناس أمر يجعلنا نشعر أن ما نصرفه"يهون"أمام هذه المكتسبات، لكن أنا أؤكد لك أن مصروفات النادي أقل بكثير من أندية أخرى، بل لا تصل إلى نصف موازنات بعض الأندية. هل تقوّم النادي من خلال موازنته؟ - هي قضية نهج إداري، كأنني أحقق أرباحاً أعلى برأسمال أقل بنظام الشركات، وعلى فكرة فإن مصاريف الأندية ارتفعت على درجة كبيرة، والتضخم طاول الأندية، واللاعبون سيلتهمون الأندية عن قريب فقد أضحينا نسمع عن أرقام فلكية. هل تقصد أننا على أعتاب أزمة؟ - نحن دخلنا في أزمة مبالغة اللاعبين، وإذا لم تتصرف لجنة الاحتراف بحسب المقترحات التي أرسلناها وكثير من الأندية فإن الأزمة ستتفاقم سريعاً، فلك أن تتخيل أن لاعباً ينال مليون ريال مثلاً وأخصم عليه 300 ريال فهذا أمر غير مقبول، المسألة تحتاج إلى تنظيم، الدفع المقدم لسنوات طويلة والعقد يجب أن يوزع على الشهور فأنا أرى أن يكون الراتب مفتوحاً ونلغي مقدمات العقود... فعندما ينال اللاعب 100 ألف ريال راتباً شهرياً، وعندما يغيب يوم أخصم عليه 20 ألف، وهنا سيكون الفارق كبيراً، وسيحرص اللاعب على عدم التفريط. ماذا عن موضوع استقالتك من منصبك والذي تردد أخيراً بشكل كبير؟ - بصراحة أرغب في الرحيل... لكن لن أناقش موضوع الرحيل أو أبتَّ في أي موضوع ما لم يكن هذا الموضوع محصوراً بيني وبين الأمير، وسأتناقش معه وما يأمرني به سأفعله ولن أرحل إلا برضاه وإذا أراد استمراري فالله المستعان. وما سبب الرغبة في الرحيل؟ - المجال الرياضي صعب، فأنت تجري معي اللقاء يوم الجمعة وهو يوم راحتي مع أسرتي وعائلتي ومع ذلك فأنا يجب أن أحضر إلى النادي، لأن لدينا أمور كثيرة متراكمة يجب ان يتم الانتهاء منها، وأنا إنسان أحرص على التواجد اليومي ومتابعة العمل شخصياً فأنا لا أعيش على ما يكتبه لي الآخرين أو يقررونه بالنيابة عني. يلاحظ أن رجلا الأعمال في الوسط الرياضي يسعون إلى الرحيل دوماً؟ - الجو الرياضي غير صحي، فأنا مثلاً أقطع من رغبات نفسي وأعطيها لنادي الشباب، ومع ذلك يأتي من يتحدث أو يتكلم. كأنك ستطالب ب"عدم الانتقاد"؟ - أطالب بالانضباطية والمهنية والاحترافية بشكل أكبر في المجال الإعلامي، فالإعلام الرياضي مشكلته الأهواء والميول، فأنت تشجع نادي"أ"إذاً يجب أن تقوم بسلخ نادي"ب"، وأنتم ترون كيف أن صحيفة تتبني نادياً وأخرى تتبني آخر، ويبدأ الهجوم والحرب الإعلامية، فلغة الخطاب يجب أن تهدأ.
