شهدت مكةالمكرمة أمس تنفيذ حكم القصاص في قضية العنف الأسري للمرة الأولى في السعودية، بعد أن أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها أمس، تنفيذ حكم القتل تعزيراً في جانيين سعوديين، اعترفا بتعذيب طفلة لم يتجاوز عمرها التسعة أعوام، في مكةالمكرمة. وفند البيان حيثيات الحكم بالقول:"أقدم كل من نشأت بن سليمان بن أحمد حجي وزوجته إيمان بنت علي بن عبده غزاوي، سعوديي الجنسية، على قتل ابنته من زوجة مطلقة، الطفلة غصون بنت نشأت بن سليمان بن أحمد حجي، البالغة من العمر تسعة أعوام، إذ قام والدها بضربها بأنبوبة معدنية على ساقيها وضربها مرات عدة بقبضة يده على يدها اليسرى فانكسرت". وأضاف البيان:"إن والد الطفلة عمد إلى رميها بعلبة مملوءة بمادة الكيروسين على وجهها، وتعمد إحماء ملعقة على البوتاغاز حتى أحمرت ثم كواها على كعبها، إضافة إلى أنه ربط طفلته مرات عدة بسلسلة في إحدى نوافذ المنزل ومنعها من الأكل والشرب لمدة ثلاثة أيام، خلافاً لصدم طفلته بسيارته داخل فناء المنزل، لغرض التخلص منها بعد ما ساوره الشك في أنها ليست طفلته". وأشار بيان وزارة الداخلية إلى أن زوجة الأب إيمان أسهمت في تحريض زوجها ومساعدته على تلك الجرائم، إضافة إلى أنها عمدت إلى دفع الطفلة على الجدار، وسكبت بعض المواد الحارقة عليها، وربطتها ثلاث مرات، ورفستها بقدمها على بطنها، وداست على رأسها بالحذاء وضربها بيدها وبالعصى وبواسطة عصى بلاستيكية على رأسها، إضافة إلى طعنها برأس عصى المكنسة في بطنها. ولفت البيان إلى أن التحقيق مع الأب وزوجته أسفر عن توجيه الاتهام إليهما بارتكاب جريمتهما، وبإحالتهما إلى المحكمة العامة صدر بحقهما صك شرعي يقضي بثبوت ما نسب إليهما شرعاً، وأنه نظراً لشناعة ما أقدما عليه من اشتراكهما في تعذيب الطفلة غصون وإذاقتها أصناف العذاب طوال عام كامل، وهي مدة بقائها عندهما بعد أخذها من والدتها بحكم شرعي، اعتبر أن هذا القتل نوع من القتل صبراً. وقال البيان:"عظم الشارع قتل البهائم صبراً فكيف بالآدمي، خصوصاً وأن الطفلة غصون كالأسير والمحبوس لا حول لها ولا قوة، فلا تستطيع الدفاع عن نفسها ولا الهرب، إذ أن أهل العلم قرروا أن المكافأة بين الولد ووالده غير معتبرة في الحرابة، لعظم شأنها، وتحتم حق الله في ذلك، فقد تم الحكم عليهما بالقتل تعزيراً وصدق الحكم من محكمة التمييز ومن مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة وصدر أمر سام يقضي بإنفاذ ما تقرر شرعاً بحق الأب وزوجته.