منتخب نيجيريا للناشئين يصل للمباراة النهائية لكأس العالم للناشئين، حيث سيقابل صباح اليوم منتخب اسبانيا على نهائي الكأس، وسبق ان فازت نيجيريا بالكأس مرتين من قبل عامي 1985 و1993 وقبلها فازت غانا بالكأس ثلاث مرات، أي ان الكأس زارت أفريقيا خمس مرات، وهو رقم جيد لمنتخبات لم يكن لها حضور مؤثر من قبل، إلا انها أصبحت منتخبات كبيرة وعالمية وما زال لديها الكثير لتقدمه في المستقبل القريب. ما الذي سمح لمنتخبات مثل نيجيرياوغانا بأن يكون لهما هذا الحضور المتتالي في منافسات هذه الفئة، لا شك انه العمل الذي يبنى على أسس سليمة وتخطيط مدروس ونظرة للمستقبل يسبقها مع ذلك التفاؤل الكبير، فشاهدنا منتخبات لا تقل بأية حال عن منتخبات الكبار تقدم كرة قدم راقية وجميلة جداً. في عام 1989 كان المنتخب السعودي الفريق العربي الوحيد الذي فاز باللقب، وما زال يحتل هذا الموقع ، لكن ذلك المنتخب لم يعد قادراً على تحقيق أدنى أمل في الوصول للنهائيات فما بالكم بالمطالبة بالعودة الى تحقيق كأس العالم؟ انه أمر صعب للغاية في ظل ما يجري للفئات السنية من إهمال وتدمير وعدم مبالاة، سواء من الأندية او حتى من البقية وصولاً لاتحاد الكرة الذي لا يقدم لهذه الفئة ما يمكن ان يجعل منها حاضرة لكل المنافسات القارية والعالمية. إهمال الأندية للقاعدة له تبعات كثيرة، فما يحدث من جانبها مجرد تأدية واجب من دون اهتمام واضح وصريح، بل ان معظم الأندية ليس لديها ما يمكنهم من تقديم فرق سنية مهمتها تغذية الفرق الكبيرة او حتى تغذية المنتخبات الوطنية، فالمسألة تعتمد على الشراء حتى في هذه الفئة طغت المادة على كل ما يمكن ان يصنع لنا نجماً واعداً، ودفنت الكثير من المواهب بسبب إغراءات المادة ووصول النجوم الصغار الى تحقيق بعض الحلم الذي توقفوا عنده. في المقابل، فإن اتحاد الكرة لا يعتمد مسابقات ذات معنى للصغار، فهم يلعبون دوري من دورين ثم ينتهي كل شيء، والمفروض ان تكون هناك مسابقات عدة ومكافآت مجزية وإثارة لا تنتهي إلا مع نهاية الموسم الرياضي، نحن بحاجة الى الكثير من الأمور التي يجب ان يتم التخطيط لها لتقديم منافسات قوية للفئات السنية، فكرة القدم تعتمد على تطوير هذه الفئة قبل ان نفكر بالفوز او الخسارة، كرة القدم السعودية لابد ان تكون برامجها تعتمد أساساً على تقوية القاعدة. [email protected]