استغل عالم آثار سعودي محاضرات ألقاها في جامعات غربية كبرى خلال الأسابيع الماضية، لإبراز ما تملكه بلاده من مقومات سياحية، ومنها الآثار التي تعكس حضارات أمم عاشت هنا وانقرضت. وأثارت اكتشافات مستشار الأمين العام للثقافة والتراث في الهيئة العليا للسياحة عالم الآثار الدكتور علي الغبان، لأكثر من 800 نقش بجميع الخطوط منها: المسند، النبطي، اللحياني، المعيني، اليوناني، العربي الكوفي، المهتمين من الأميركيين والأوروبيين، وحفزتهم لزيارة المنطقة والتعرف على هذه النقوش التاريخية. وشارك الغبان في ورشة عمل عن"الكتابات والنقوش الإسلامية القديمة"في جامعة أكسفورد العريقة واستعرض نشأة الخط العربي، ونقش زهير الذي اكتشفه في وقت سابق، ويعتبر الأقدم في التاريخ الإسلامي، ويعود إلى عصر الخليفة الراشد عمر بن الخطاب. كما عمل أستاذاً زائراً في جامعة أكسفورد بمشاركة أساتذة من ألمانيا واسكتلندا وهولندا. وألقى خلال زيارته لجامعات أوروبية وأميركية محاضرات متخصصة عن النقوش القديمة التي اكتشفت حديثاً في السعودية على طرق الحج الشامية والمصرية وفي مناطق أخرى من السعودية، ومكنت من معرفة تطور الخط العربي في العصور الإسلامية الباكرة. كما ألقى محاضرة في جامعة انديانا الأميركية عن"العلاقات الحضارية بين الجزيرة العربية والعالم القديم من خلال آثار السعودية"، مؤكداً على غنى السعودية بآثارها وبتراثها، وبقدرة ومكانة الباحثين السعوديين الذين درسوا في الجامعات العالمية. وأشار إلى أن نتائج دراسات هؤلاء السعوديين أصبحت تضيف معلومات جديدة للمعرفة المتعلقة بالآثار والتراث العربي الإسلامي والسعودي، لافتاً إلى زيادة عدد اعترافات الجامعات العالمية بمهارات باحثي الآثار من السعوديين. وبحث مستشار الأمين العام للتراث والثقافة في الهيئة العليا للسياحة في زيارته الأسبوع الماضي إلى الأكاديمية الفرنسية للفنون، تنمية علاقات التعاون بين السعودية وفرنسا في مجال الآثار والمتاحف. كما ألقى محاضرة عن اكتشافه درب البكرة بعنوان،"درب البكرة ? طريق الأنباط القديم بين الحجر والبتراء اللتين تعدان من عواصم الأنباط المشهورة"، موضحاً أن البكرة كان من طرق التجارة الدولية قديماً، وينطلق من جنوب الجزيرة العربية إلى شمالها. يذكر أن الدكتور علي الغبان الذي ألتحق بالهيئة العليا للسياحة في صيف عام 2000، حصل على دكتوراه الدولة في الآثار الإسلامية من جامعة بروفاس في فرنسا عام 1988، وتوصل إلى اكتشاف أقدم نقش إسلامي يعود تاريخه لعهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ويحمل اسم"نقش زهير". وسجلت منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو نقش زهير، الذي هو عبارة عن حجر رملي يقع شمال السعودية، في سجل ذاكرة العالم بناءً على توصية اللجنة الاستشارية الدولية لبرنامج"ذاكرة العالم".