تعددت الأسماء، فمن"ظريان"إلى"ظرمبان"، وفي بعض الأقوال"ضربون"، بينما كان المسمى الشائع بين الناس"ظربان"أو"آكل العسل"، لكن الجميع اتفق على أنه غريب الشكل قوي البنية و"جسور"، وأكد كثيرون من سكان المنطقة التي شوهد فيها قرية الضريح ? 100 كيلومتر جنوب شرقي حائل، أنه"غير عدائي"، الأمر الذي أكدته الهيئة الوطنية للحياة الفطرية وإنمائها. كبار السن في المنطقة وجدوا مادة للحديث واستعراض المعلومات، بعد شيوع قصة مهاجمة حيوان"الظريان"عاملين وإصابتهما بجروح بالغة قبل أن يستطيعا قتله. وبحسب الأهالي فإن حيوان"الظريان"يعتبر"شبه منقرض"، إذ لا يرى إلا في النادر، لكن آثار أقدامه بأصابعها الخمسة التي تشبه أقدام الإنسان على رمال الصحراء بين الحين والآخر تبقى شاهد إثبات على استمرار وجوده. ويقول لافي الشمري:"لم أشاهد الضربون على الطبيعة منذ أعوام، لكن آثار أقدامه البارزة تشاهد بين الحين والآخر"ويضيف:"آخر مرة شاهدت فيها آثاره كانت بالقرب من منطقة"التنهات"المحاذية للنفود الكبير التي تبعد عن مدينة حائل 40 كيلومتراً". ويتابع:"هذا الحيوان ليس غريباً، إنما هو منتشر في عدد من مناطق شبه الجزيرة العربية منذ زمن، وهو ما يسمى ب?"الضربان"وتشبه أطرافه أطراف الإنسان، ولها خمسة أصابع مزودة بمخالب قوية طويلة، قد يصل طول المخلب فيها إلى خمسة سنتيمترات، وهو غير مؤذٍ للإنسان، لكنه جسور وقوي يدافع عن نفسه وعن مناطق نفوذه بقوة إذا ما تعرض للخطر"، مشيراً إلى أن الظريان يفضل أكل الزواحف الصغيرة والحشرات، لكنه بدأ ينقرض مع التوسع العمراني والصيد الجائر. أما بندر الغيثي أحد كبار السن، فأكد أن الضربان نادراً ما يهاجم الإنسان، وقال: "هو قوي الجسم وله لون مميز، ويتراوح طوله بين 60 و70 سنتيمتراً، ويصبغ بطنه وأطرافه الأربعة ومقدم الوجه والخدين باللون الأسود، أما ظهره فمغطى بلون أبيض، وتوجد على أطراف القدمين الأماميتين مخالب قوية ووزنه بين 6 و 12 كيلو غراماً، وعلى رغم أنه حيوان ليلي، إلا أنه أحياناً ينشط في النهار، خصوصاً عندما يكون الطقس بارداً، وعندما تكون السماء ملبدة بالغيوم". ويضيف الغيثي:"يستخدم هذا الحيوان وسيلة دفاع غاية في الغرابة في حال تعرض للخطر، ويطلق روائح كريهة لدرجة أنها تنفّر الصيادين والأعداء والحيوانات المفترسة". يذكر أن الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، أوضحت في بيان يأن الحيوان الغريب الذي ظهر في احدى القرى جنوب منطقة حائل وهاجم بعض العمال، هو حيوان"الظريان". وأشارت إلى تعدد أسمائه مثل: الظرنبول والظرمبان والغريري وآكل العسل، وهو حيوان معروف لدى أهالي القرى والبادية وينتشر في عدد من مناطق السعودية، يتغذى على الحيوانات الأصغر منه حجماً والأجزاء الغضة من النباتات، ويعشق أكل عسل النحل. وأوضحت الهيئة في بيانها أنه حيوان ليس معادياً للبشر، لكنه جريء يدافع عن نفسه وعن مناطق نفوذه بقوة إذا ما تعرض للخطر من الإنسان أو الحيوان، منوهة إلى أن شراسته تزداد خلال موسم التزاوج الذي عادة ما يكون في فصل الصيف خلال شهري حزيران يونيو وتموز يوليو.