نظّم مركز الأمير سلمان للبحوث والترجمة في جامعة الأمير سلطان، ورشة عمل ثانية حضرها خبراء ومختصون ، بهدف درس محور"الكلفة والتمويل والبنية الأساسية"الذي يعد جزءاً من مشروع آفاق في مجال التخطيط والتطوير لنظام التعليم العالي في المملكة الذي تتبناه وزارة التعليم العالي من خلال معهد البحوث في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. وكانت إدارة المشروع أسندت إلى مركز الأمير سلمان للبحوث في جامعة الأمير سلطان، درس المحور المشار إليه، ضمن المشروع الذي يهدف إلى توفير المعلومات والبيانات اللازمة لإعداد خطة مستقبلية بعيدة المدى للتعليم العالي تغطي السنوات الخمس والعشرين المقبلة. وقد حضر الورشة نخبة من الخبراء والمختصين يمثلون قطاعات مختلفة مثل إدارة مشروع آفاق معهد البحوث في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وزارة التعليم العالي، وزارة المال، صندوق التعليم العالي، جامعة الملك سعود، جامعة الملك فيصل، جامعة طيبة، جامعة الملك عبدالعزيز، جامعة الملك فهد، إضافة إلى جهات أخرى، كما شارك في الورشة فريق العمل ومستشارو المشروع وعدد كبير من أعضاء هيئة التدريس في جامعة الأمير سلطان. بدأت الورشة أعمالها عند التاسعة صباحاً بترحيب من مدير جامعة الأمير سلطان الدكتور أحمد بن صالح اليماني الذي تمنى للمشاركين التوفيق والسداد وأكد في كلمته أنه بتوجيهات ودعم أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والمتابعة المستمرة من أمين منطقة الرياض رئيس مجلس أمناء الجامعة الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن، استطاعت جامعة الأمير سلطان وفي وقت قياسي أن تحقق نجاحاتها الأكاديمية من خلال ثقة سوق العمل بخريجيها الذين أثبتوا تميزهم العلمي والعملي على زملائهم خريجي الجامعات الأخرى، إلى جانب مشاركتها وإسهاماتها الفعالة في خدمة المجتمع والتي تتمثل على سبيل المثال في مشاركتها في مشروع"آفاق". كما أكد مدير الجامعة أن الجامعة تعطي هذا المشروع جل اهتماماتها وتقدم له جميع ما يتوافر لديها من قدرات علمية مؤهلة وبيئة علمية مناسبة للباحثين وما يستلزمه ذلك من تجهيزات ومراجع ، كما تقدم مدير الجامعة بالشكر والتقدير إلى مقام وزارة التعليم العالي على دعمها غير المحدود للتعليم العالي وبخاصة التعليم الأهلي الذي خطا خطوات ثابتة منذ تأسيسه، كما شكر جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على إتاحة الفرصة لجامعة الأمير سلطان للمشاركة في هذا المشروع الوطني المهم مشروع آفاق كما وجّه الدكتور اليماني الشكر إلى مركز الأمير سلمان للبحوث والترجمة ولفرق العمل المشاركة من داخل الجامعة وخارجها على جهودهم الملموسة. هذا، وقد استمرت المداولات يوماً كاملاً، إذ تمت مناقشة المواضيع التالية باستفاضة وشفافية بالغة: خيارات تمويل التعليم العالي. الإدارة المالية والممارسات المحاسبية في الجامعات السعودية. كلفة التعليم العالي في المملكة. وانتهت الورشة إلى مجموعة من التوصيات المهمة التي سيكون لها أثرها الإيجابي في تحسين أداء مؤسسات التعليم العالي في المملكة، بعد أن أجاب المتشاورون على تساؤلات عدة في المحاور الماضية. ففي المحور الأول خيار تمويل التعليم العالي، طرحوا تساؤلات من قبيل: ما معدلات القيد حالياً في مؤسسات التعليم العالي، ومعدلات القيد القياسية في الدول الأخرى؟ ما نسبة المقبولين في الجامعات إلى خريجي الثانوية العامة؟ ما النسب التي ينبغي استيعابها في التعليم المهني؟ ما العدد المتوقع لخريجي الثانوية العامة خلال الثلاثين عاماً المقبلة؟ وواصل المتناقشون طرح أسئلتهم وتحدثوا عن المردود الاستثمار للتعليم العالي في المملكة، وكيف ينبغي حسابه: هل يتم تقويم مردود الاستثماري من وجهة النظر الاقتصادية البحتة، أم أن هناك زوايا أخرى؟ ما مزايا وسلبيات النظرة الاقتصادية البحتة. وانتقلوا بعد ذلك إلى دور الأوقاف وأساليب التمويل الذاتي، واستمروا في طرح الأسئلة، عما إذا يمكن الاعتماد على دور فاعل للأوقاف في تمويل مؤسسات التعليم العالي؟ وهل هناك تجارب وقفية إيجابية في المملكة؟ وما الأعباء الإدارية التي تتطلبها؟ وما أساليب التمويل الذاتي الأخرى التي يمكن استخدامها في تمويل التعليم العالي؟ وتناولوا دور القطاع الخاص، والمساحة التي يسمح للقطاع الخاص بتغطيتها في التعليم العالي، وما إذا كان يستطيع تحقيق مردود عاجل من الاستثمار في هذا المجال؟ وهل يحتاج القطاع إلى دعم من الدولة، ما صور هذا الدعم، والمدى المتوقع لاستدامته؟ وبالنسبة إلى أسلوب الرعاية: هل يمكن استخدامه في تمويل بعض الطلاب المختارين؟ وعلى هذا النمط ذهب المتناقشون يطرحون الأسئلة وإجابتها والحلول حول المحاور الباقية، غير أن الإدارة فضلت الإعلان عن النتائج والتوصيات مرة واحدة، بعد انتهاء حلقات النقاش المتتابعة.