أدخلت طفلة في مدينة عرعر لم تتجاوز السابعة وحدة العناية المركزة في حالة حرجة بعد تهشم جمجمتها، إثر حادثة عنف أسري أودعها قسم العناية المركزة. وقالت فاطمة أم الطفلة بلقيس والتي انفصلت عن زوجها منذ خمسة أعوام وينتظر طفلتها مصير مجهول بعد تدهور حالتها الصحية ل"الحياة":"هذه الحادثة هي الثانية من نوعها التي تصل إلى مرحلة دخول قسم العناية المركزة". وتروي أم بلقيس تفاصيل الحادثة:"زوجة والدها استخدمت لوحاً خشبياً، وضربتها في أجزاء متفرقة من جسدها ورأسها، ما تسبب في نقلها إلى مستشفى عرعر المركزي، وما زالت في حال حرجة بعد تهشم جمجمتها، ما أحدث لها ارتجاجاً في المخ". وتبين أم بلقيس التي تحركت سابقاً لجهات حكومية عدة"طفلتي تعرضت لحوادث متفرقة كان أبرزها عندما أحمت زوجة والدها السكين وكوت وجهها ومناطق متفرقة من جسدها، وكسرت يدها ودخلت العناية المركزة، وشكوت والدها وسجن اثر الحادثة لمدة خمسة أشهر". وناشدت فاطمة الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، التدخل السريع لمعاقبة زوجة الأب التي تمادت في أبشع جريمة ضد طفلة بريئة لا تعرف سوى اللعب وليس في بالها سوى الذهاب للمدرسة، بحسب قولها. وأفادت المصادر الطبية في مستشفى عرعر المركزي التي تعاملت مع الحالة، بأن"الطفلة في حالة حرجة جداً، وتعاني من تهشمات في الجمجمة، وهي في حالة فقدان تام للوعي ويصعب علاجها واحتمالات الشفاء ضئيلة جداً مع مؤشرات حدوث إعاقة دائمة". وأحالت شرطة الحدود الشمالية قضية الطفلة بلقيس إلى هيئة التحقيق والادعاء العام طبقاً لمصدر رسمي في الشرطة والذي وصف الحادثة بأنها"عمل غير إنساني خال من المشاعر ومبادئ الإنسانية، وهو أشبه بعمل حيواني جنوني وتصرف سادي لسلوك عدواني وتصرف غير مسؤول ضد طفلة". ولفت الاختصاصي الاجتماعي نايف حاوي إلى أن ما تعرضت له طفلة من حوادث متعاقبة من المتوقع أن تحدث آثاراً نفسية من الصعب معالجتها، ومن المفترض في حال شفائها أن تدخل في برنامج إعادة تأهيل وتبعد من الأجواء التي كانت تعيش فيها.