لم أجد في رد الفعل الذي اتخذته إدارة النصر، عقب الخسارة الموجعة من النادي الفيصلي، أي بوادر إيجابية على المستوى التصحيحي الذي بدأ البعض ? مع الأسف - من الإداريين، التغني به عبر وسائل والإعلام جميعها، وكأن هذا المدرب وهؤلاء اللاعبين أتوا من أحد كواكب الفضاء وأبرموا لأنفسهم عقوداً احترافية مع النادي، وتوسلوا لجنة الاحتراف بأن تصادق عليها في أسرع وقت؟ فإدارة النصر، التي يتبوأ ويعتلي أكبر منصبين فيها الأمير فيصل بن عبدالرحمن والأمير الوليد بن بدر، نالت الإشادات والثناء في وقت باكر من الجماهير النصراوية والمحلية، إيماناً منها بقدرة هذين الشابين على رسم لوحة جديدة عنوانها"عودة نصر البطولات"، معتمدين في ذلك على دعم معنوي ونفسي، وتكاتف إداري، للإسراع في النهوض من الكبوة التي أنهكت هذا الجسد النصراوي، وتسببت في حرمان محبيه وعشاقه من فرحة بطولة تروي ظمأ السنين، وأنشودة لقب طال انتظاره لتتغنى فيها بأجمل الأبيات. هذا الحلم المستحق لهذه الجماهير"الظاهر"، أرى أنه سيصطدم بعراقيل قوية، ربما تحوله لكابوس مخيف يطول أمده، ويتبدد على مساحات ملاعب النادي، وذلك في القرارات الإدارية التي اعتقد، ومعي الكثيرون، أنها متسرعة وارتجالية في حق لاعبيهم بمغادرة النادي، وهم الذين خدموا النادي بقدر ما وفر وهيأ لهم طوال هذه السنوات، ولا أحب أن أتطرق للسنوات الماضية وتفاصيلها، التي يعيها ويعرف تفاصيلها الكثير من النصراويين، حينما تغلب وتفوق هؤلاء اللاعبون على كثير من المؤثرات والمحبطات، وقدموا تضحيات لافتة، معتمدين في ذلك على حبهم وإخلاصهم لهذا الكيان الكبير، حتى لو فشلوا في ملامسة الذهب! بل إنني أرى، في الخطوات التجديدية لعناصر الفريق، حقاً مشروعاً لأي إدارة وجهاز فني، شريطة أن تقف هذه الإدارة صادقة مع نفسها وأمام الله عز وجل، في أن تعيد الأمانة لأصحابها وتبري ذمتها من حقوق البشر، وتصرف جميع المستحقات المالية التي عليها، وتحكمها في ذلك العقود الاحترافية التي وقعت مع هؤلاء اللاعبين، حتى لو كلفتهم العودة لسكرتارية النادي ومراجعة هذه العقود بتفاصيلها. لأن ممارسة عملية الضغط على اللاعبين ومطالبتهم بالتنازل مجبرين عن حقوقهم المالية من أجل منحهم فرصة الانتقال لنادٍ آخر، كما يتداول بين البعض في هذه الفترة، لن يجلب في النهاية سوى رداءة الحظ وعدم التوفيق، ومَنْ مِنْ النصراويين لم يتذوق مرارة سوء الحظ الذي تمنى الكثير منهم أنه لو كان رجلاً لقتلوه في اللاذقية تحديداً؟ كلي أمل وثقة في صناع القرار في البيت النصراوي وأعضاء شرفه، أن يلتفتوا لهذه الحقوق ويسعوا بكل قوة حتى يغادر اللاعب بيته الثاني وهو مرفوع الرأس، داعياً لهم الله بالتوفيق في مشوارهم المقبل... واللبيب بالإشارة يفهم. [email protected]