حرمت الكوارث البيئية الأخيرة أحد هواة الطعام في منطقة الباحة، من ممارسة هواية الأكل التي يستمتع بكل تفاصيلها. وكان لخبر انتشار مرض انفلونزا الطيور وقع كبير على نفس الشاب عبدالرحمن الغامدي، ما دفعه لهجر لحوم الدجاج والحمام والقماري، والتوجه بقوة إلى اللحم الأحمر، إلا أن ارتفاع معدل الأملاح في دمه جعله يتخلى عن اللحوم بأنواعها مستعيضاً عنها بالأسماك، إلى أن وقعت حادثة عبارة السلام 98 قبل أشهر، وذهب اثنان من أصدقائه ضحايا هذه الحادثة المشؤومة، ما جعله يتخيل أن كل سمكة يريد أن يأكلها يشعر وكأنها اقتاتت طعامها من جسدي صديقيه فامتنع عن أكل السمك. ولا ينكر الغامدي أنه آمن أخيراً بجدوى الريجيم الحاد للظروف السابقة الخارجة عن إرادته، فهو لا يطمع أن يكون الرجل الرشيق في عيني زوجته، ولا المعلم الرياضي أمام تلاميذه وزملائه، ولم يتبرم يوماً من وزنه الذي بلغ 137 كيلوغراماً. ويؤكد عبدالرحمن أنه نجح في تطويع الكوارث الآنفة لخدمة صحته فوزنه وصل اليوم وبعد أربعة أشهر من الحمية القاسية إلى 90 كيلوغراماً، ويشعر أنه بدأ يستعيد نشاطه وحيويته في جميع المناشط الأسرية والعملية والاجتماعية، ولم يعكر عليه سوى توقعات أقاربه أنه مصاب بالسكر من دون معرفة منهم بالريجيم الذي أدى مفعوله على أكمل وجه. من جهة أخرى، أكد بائع اللحوم عبدالله عيضة ارتفاع نسبة استهلاك اللحم الأحمر، فهو يذبح في اليوم عشرة عجول، على فترتين صباحية ومسائية، بمعدل خمسة عجول في كل فترة، و12 رأساً من الأغنام، ولكنه يتمنى على أمانة الباحة، أن تسعر المواشي، أسوة بتحديد سعر اللحم. ويضيف عبدالله أن أسعار الماشية بلغت هذه الأيام ضعف ما كانت عليه قبل أشهر، نظراً إلى الهلع الذي سببته انفلونزا الطيور في نفوس العملاء، ولنزول الأمطار بغزارة في الأيام الماضية. وعن عدم رفعهم للسعر، قال:"لا نستطيع لأن البلدية أخذت منا تعهداً يحظر علينا البيع بأكثر من 25 ريالاً للكيلو الواحد، ونحن ملتزمون بالتسعيرة". من جانبه، وعد مصدر رسمي في بلدية الباحة بإعادة النظر في سعر بيع اللحوم، خصوصاً بعد أن علم أن عدداً من التجار يبيعون الكيلو من اللحم المستورد بالسعر نفسه الذي يباع به اللحم البلدي.