الدرجات القليلة التي تفضي إلى أسفل، حيث قاعة النساء، هي نفسها التي حملت سبع مثقفات إلى النادي الأدبي في المنطقة الشرقية، ومع أن الكثيرات ضللن طريقهن في الوصول إلى مقر النادي، كونها المرة الأولى التي يزرنه فيها، فإن صعوبة الوصول لم تعق سلاسة العملية الانتخابية. إذ تم مساء أول من أمس انتخاب اللجنة النسائية التي ستكون"اللبنة الأولى"لتشكيل إدارة نسائية موازية لمجلس الإدارة الرجالي. بيد ان الحضور القليل، مقارناً بحجم المنطقة، كان محل نقد من المراقبين والحاضرات على حد سواء، لكن باعتبارها"الخطوة الأولى"و"نقطة الانطلاق"كان لا بد من التغاضي عن الموضوع. وتحمست كثيرات لرفع أيديهن للتصويت، بينما وجدت بعضهن في الأمر"حرجاً"من المرشحات، لكن الجميع أبدى حماساً للتجربة. وعلى وقع إعلان رئيس النادي جبير المليحان، من خلال الدائرة التلفزيونية، أسماء الفائزات في الانتخابات، صفقت الحاضرات لهذا"الإنجاز"الذي يمهد لمرحلة جديدة في المشهد الثقافي في المنطقة. ومع أن البعض وصف خطوة الانتخابات ب"المستعجلة"، فإن اللقاء الانتخابي الذي حضرته 48 سيدة من المثقفات، أسفر عن فوز كل من نجاة الشافعي 42 صوتاً، فوزية الهاني 32 صوتاً، فوزية العيوني 31 صوتاً، تغريد البقشي 31 صوتاً، مريم بوبشيت 28 صوتاً، قماشة العليان 20 صوتاً ووداد المنيع 20 صوتاً. وكان يفترض أن تضم اللجنة ست عضوات، لكن تساوي العليان والمنيع جعل اللجنة المشرفة تعلن فوز المرشحتين معاً. المرشحات اللواتي تقدمن بترشيحهن بلغن 14 مرشحة، انسحبت منهن ثلاث، هن الدكتورة ثريا العريض ونجاة محمد باقر وأنيسة إسماعيل. وكان من المرشحات، إلى جانب الفائزات، بينة الملحم وفاطمة الحميد ومنى الدهان ومنيرة مزيع. وطلبت الطفلة وسن محمد قبول ترشيحها للجنة، لكن الأمر"لم يكن مقبولاً". وأعطيت كل مرشحة دقيقتين ونصف الدقيقة للتعريف بنفسها والبرامج التي قامت بتخطيطها وتنفيذها، أو المشاركة فيها وخبراتها، في المرحلة الأولى من العملية الانتخابية، وسجلت الإعلامية نوال اليوسف رغبتها في الترشح، لكن وصولها متأخرة حال دون ذلك. ثم بدأت المرحلة الثانية من العملية الانتخابية، إذ طلب المليحان من المرشحات التقدم أمام الحاضرات، وفق الحروف الأبجدية لأسمائهن، وتم التصويت برفع الأيدي"فوق مستوى الرأس"، وقامت اللجنة التنسيقية بعد الأصوات، لتقوم المرشحة نفسها بعدهن، والتأكيد على موافقتها على العدد بصوتها. واحتجت حاضرات على"علانية"التصويت، لكن الأمر كان محسوماً، إذ أن الآلية تنص على التصويت برفع الأيدي، وتمكنت الحاضرات من التصويت للعدد الذي يردنه من المرشحات، حتى أن إحدى المرشحات صوتت للمرشحات كافة. ونالت كل مرشحة إلى جانب أصوات الحاضرات صوتها أيضاً. ولم يسجل أي اعتراض على النتائج، على رغم أن مريم بوبشيت أصرت على أنها أحصت 30 صوتاً لها، لكن اللجنة التنسيقية كانت رصدت 28 صوتاً، ولأنها أحصتهم أكثر من مرة كان عددهم يتناقص، إلى أن وصل إلى 25، لكن اللجنة ثبتت النتيجة الأساسية. كما أبدت قماشة العليان استغرابها عندما أحصت أصوات ناخباتها فوجدته 20، وقالت:"لم آت بأحد معي". فعلق المليحان بالقول:"هل هناك شيء خلف السور لا ترينه؟!"فردت كان"يمكنني إحضار ستة آلاف طالبة معي لانتخابي"، في إشارة إلى وظيفتها في إدارة العلاقات العامة في"تربية وتعليم البنات"في الشرقية. وشكل مجلس إدارة النادي لجنة للإشراف على الانتخابات، تمثلت في رئيسه المليحان ونائبه الدكتور مبارك الخالدي والمسؤول الإداري في النادي أحمد الملا. أما لجنة التنسيق النسائية فضمت كلاً من زهراء الخليفة وبشاير محمد وكفاح أبو علي ووداد المطرود. وشكر رئيس النادي"الحضور في هذه الليلة الجميلة والمميزة، والتفاعل والحماسة اللذين أبدينهما". واختتم اللقاء الانتخابي بتهاني متبادلة بين العضوات الفائزات، وبين الحاضرات لهذا"الإنجاز الذي مرّ بسلاسة غير متوقعة"، كما أسرت إحدى الحاضرات، ووافقتها الرأي الفائزة وداد المزيع، التي لم تخف تخوفها المسبق من"احتمال سيطرة بعض الشخصيات على الموقف، لكن ما جرى أظهر الديموقراطية التي أعطتنا المجال بدل أن نظل قابعات في منازلنا، خشية البهدلة". وأبدت الفائزة مريم بوبشيت سعادتها بهذا الحضور"عادة لا نسجل حضوراً مماثلاً"، وتمنت أن يكون الترشيح"في مكانه فعلاً، ونستطيع أن نشرف على التعاون في سبيل إبراز الثقافة في المنطقة الشرقية، المكملة للمناطق الأخرى". أما الفائزة تغريد البقشي فرأت في العملية الانتخابية"أمراً مفرحاً جداً، فإن يتم إشراك المرأة في الأنشطة الثقافية مهم جداً، ودخولنا إلى النادي يعطينا الانطلاق والتشجيع، وكان يفترض وجودنا منذ زمن بعيد"، متمنية"ألا يقيدنا الروتين الإداري ونتجاوزه، ليكون هناك تحرك سريع لا يقيد نشاطنا". من جهتها اعتبرت الفائزة قماشة العليان"أن هناك لخبطة في الآلية والضوابط، فقد كانت غير واضحة وغير منطقية بالنسبة لنادٍ أدبي، فالمعايير قد تنطبق على أي واحدة في الشارع، وهي ضوابط غير منضبطة". ورأت أنه كان"يمكن لأي رجل أن يدخل منقباً، ويجلس ويصوت مع الناخبات، من دون أن يدري به أحد". وعلقت على وجود أسماء"غير معروفة كثيراً"بين المرشحات بالقول:"من تكون الفائزة على خريطة الأدب والثقافة؟". واعتبرت أنها مع كونها فائزة"لكنني مستاءة من الطريقة التي جرت بها الانتخابات، فأنا رأيت مرشحات يحضرن صديقاتهن، ولا علاقة لهن بالأدب والثقافة". ورفضت الفائزة بأكبر عدد من الأصوات نجاة الشافعي الحديث عن عدم وجود حضور نوعي،"فهناك أسماء بارزة حضرت، مثل الدكتورة ثريا العريض وشريفة الشملان وعدد من المثقفات والأديبات". ورأت في اللجنة المنتخبة"شريحة متنوعة الخبرات والاهتمامات والخبرات، وهن طاقات علينا استغلالها لتفعيل الواقع الثقافي في المنطقة".