بإمكان الجميع أن ينكروا أموراً عدة تتعلق بالواقع اليومي، ولكن يصعب التغاضي عما يقوله التاريخ، الذي هو توثيق للوقائع السابقة، التي تروي لنا انجازات تاريخية، سواءً سياسية أو اقتصادية أو حتى رياضية. الرياضة السعودية عبر التاريخ سطرت لنا انجازات عدة، قد يكون أهمها مشاركة"الأخضر"في"المونديال"العالمي لأربع مرات متتالية، وهو مفخرة لكل سعودي. ولكن المهم هو ان مشاركة المدرب السعودي مع منتخب بلاده كانت خجولة، ويبدو أن ذلك يأتي لعوامل عدة، أولها غياب الاهتمام في السابق بمهنة التدريب، لذا تحتم علينا سابقاً أن نعتمد على الغير في النهوض بمجال التدريب، بجلب مدربين ذوي مستوى عال من الخبرة، كما فعلنا ذلك في مجالات عدة، كالتعليم والطب وغيرها. فقد بدأت الرياضة السعودية بالاعتماد على الكفاءات الخارجية منذ عام 1957، أي قبل 49 عاماً، عندما أشرف المدرب المصري عبدالرحمن فوزي على المنتخب السعودي آنذاك. ليتعاقب على المنتخب السعودي في تلك الفترة عدد كبير من المدربين ذوي الخبرة التدريبية، من أشهرهم ماريو زاجالو عام 1981، وكارلوس البرتو بيريرا الذي أشرف على المنتخب السعودي عام 1988. والأهم من ذلك هو أنه من خلال تلك الفترة الزمنية، لم يشرف على المنتخب السعودي سوى ثلاثة مدربين محليين، هم خليل الزياني ومحمد الخراشي وناصر الجوهر، الذين قدموا مع المنتخب السعودي إنجازات عدة، يفخر بها الجميع. ولكن بعد ما يقارب 50 عاماً من الإشراف الأجنبي على المنتخب السعودي، والطفرة الحضارية التي حصلت في الرياضة السعودية، ألم نفرخ مدربين قادرين على قيادة"الأخضر"؟ أم أن المدربين السعوديين لم يصلوا إلى مستوى يناسب قيادة المنتخب السعودي؟ بعد نجاح عدد من المدربين الوطنين وعلى رأسهم عبداللطيف الحسيني مع أنديتهم المحلية، والنجاح في توظيف اللاعبين في الأماكن الصحيحة، ووضع خطط تدل على الدراية الفنية، أصبح المسؤولون عن اختيار المدربين في حرج. فهل يحرج المدربون الوطنيون المسؤولين بعد 49 عاماً من الحضور الأجنبي للإشراف على المنتخب السعودي؟