"أم محمد"سيدة سعودية، اشتهرت بالعلاج بالأدوية الشعبية، وهي مهنة مارستها منذ 30 عاماً. ولم تقتصر أم محمد التي تجاوزت العقد الخامس على المعالجة عن طريق الأعشاب، بل أنها تعالج بالكي، وهو حل لعديد من الأمراض. بدايات أم محمد مع الطب الشعبي ترويه بالقول:"بدأت منذ كان عمري 20 عاماً، فعائلتي اشتهرت طويلاً بعلاج عقم الرجال، وأنا لازمت والدي الذي يقوم بالعلاج، فأحببت الأعشاب وحفظت أسرارها عن ظهر قلب من والدي وجدي وبعض أعمامي، وأنا أعلمها الآن لمن يريد من أولادي، وهكذا نتوارث المهنة منذ وقت بعيد". وتستطرد:"أعالج العقم عند الرجال والنساء والروماتيزم والسكري وأمراض المسالك البولية والضغط والربو، وكذلك أعالج تنظيف المعدة من الطفيليات والديدان. وعن الأمراض التي لا توجد لديها علاج لها تحدد:"أمراض السل والصرع ومن به مس من الجن، فأنا لا أتعامل مع الجن وليس لي في أمور الشعوذة ولا قراءة الفنجان، وعادة ما أوجه بعض مرضاي بوجود علاج لهم عند من يقرأ القرآن كالشيخ الفلاني، فأنا لا أحب أن أخدع الناس أو أغشهم". وفي ما يتعلق بعلاج عقم الرجال توضح:"هناك حبة أستخدمها لعلاج بعض الرجال، وهي تسبب آلاماً شديدة لهم تشبه آلام المخاض عند المرأة، وهذا الألم يشعر به الرجل لمدة يوم واحد، واستفاد كثير من الرجال من هذه الحبة". وعن رأيها في محال العطارة التي انتشرت بكثرة تفيد:"أنا لا أعيب على العطارين، ولكنني أعيب على الذين لا توجد لديهم خبرة في الأعشاب والعطارة، وهمهم الأول التجارة وجمع المال. فقد يفيد بعضهم في أمراض بسيطة كالمغص مثلاً، ولكن الأمراض الصعبة كالعقم وخلافه تحتاج إلى الخبرة والدراية". وتوضح أم محمد أن لديها خلطة سرية تحتوي على سبعة أعشاب رئيسة، كما أنها لا تبوح بأسرار مرضاها مهما كان السبب، باستثناء الحالات الضرورية. نسألها إذا ما كانت تذهب إلى الأطباء عندما تمرض فتجيب:"نعم، أذهب إليهم وألتزم بنصيحتهم بتناول الأدوية، ولكن لا أشفى إلا عندما أكوي نفسي". وتوضح:"لا أحد يحب أن يكوى بالنار، فالكي مؤلم ولكن منافعه كثيرة، لأنه يمتص المرض ويخرج من الجرح الصديد فيخف المرض". وتلفت إلى أنها لا تكوي نفسها، كذلك لا تحب أن يكويها أولادها، لذا علمت الخادمة طريقة الكي لتقوم هي بهذا الدور. وفي سؤال عن كيفية معالجة المريض بالكي أو بالأعشاب تجيب:"أولاً أسأل المريض عن مرضه، ومن الأفضل لو حمل معه تحاليل طبية أو أشعة، وأهتم بتتبع العروق والشرايين في جسمه لتحديد مكان الكي إذا كان يحتاج إلى الكي". وتشير إلى بعض الأمراض التي ليس لها علاج عند الأطباء، كعرق النساء والصداع والروماتيزم والعقم، وتلفت إلى أن بعض الأطباء يهابون الطب الشعبي ويخوفون مرضاهم منه، وبعض الأطباء، على العكس تماماً، يؤمنون به. وتذكر أم محمد أنها عالجت طبيباً في أحد الأيام"أذكر طبيباً مصرياً حضر إليّ وعالجته من صداع لم يجد علاجاً له في المستشفيات، فكويته وهو الآن بصحة جيدة. وتقوم أم محمد على حد زعمها بتعديل رحم المرأة عن طريق كاسات الهواء ثم تقدم التحاميل والأعشاب. وتحصل على الأعشاب اللازمة من صحاري السعودية ومصر وسورية ولبنان وتركيا والإمارات. وتقول إن أولادها هم حقل تجاربها، وهي تهتم بمعرفة فائدة الأعشاب قبل تجربتها على الآخرين. وتنصح بالابتعاد من السمنة وتناول الخضراوات والفاكهة بكثرة، والابتعاد من الأملاح. بدورها تؤكد استشارية علاج الألم والسمنة الدكتورة رزان بدراوي أنه لم يثبت علمياً أن للأعشاب أي دور في"التخسيس". وتضيف قائلة:"التخسيس مجال واسع جداً تكثر فيه الأقاويل والاختراعات، وأنا ضد أي شيء غير مدروس، لأن أي دراسة تثبت نجاحها يتم اعتمادها وتداولها بأمان، فهناك معايير وحدود حتى لا يتعرض الجسم للضرر". وتؤكد أنها ليست ضد استخدام الأعشاب في العلاج مستدركة أن الأعشاب ليست سحراً، ويجب درسها وتصنيفها علمياً.