تستكمل مساء اليوم منافسات الجولة الحادية والعشرون لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين بإقامة ثلاثة لقاءات مهمة، إذ يلتقي الهلال والاتحاد في أقوى المواجهات على ملعب الأول، وفي جدة يسعى الأهلي لتثبيت أقدامه في المربع الذهبي عبر شباك ضيفه أبها، وفي الرس يتطلع الحزم إلى تحقيق الحلم ومواصلة البحث عن المربع من خلال تجاوز عقبة الوحدة. الهلال - الاتحاد في أقوى لقاءات الجولة على الإطلاق وفي صراع من العيار الثقيل والثقيل جداً يتطلع الفريقان إلى مواصلة المشوار وعدم التفريط بأي نقطة مع اقتراب إسدال الستار على الأدوار التمهيدية، وكلاهما يملك عناصر الكسب في ظل وجود كوكبة من النجوم تزين أوراق المدربين، وعودة الدوليين تزيد من إثارة وندية موقعة الليلة والتي تصنف في حسابات الطرفين بمفترق طرق للبحث عن أفضل المراكز في أروقة المربع، فالهلال يقف في المركز الثاني وله 41 نقطة والفوز يجعله يفرده بالوصافة ويجعله قريباً من الصدارة في تعثر الشباب في أي من اللقاءات المقبلة، وعلى رغم تذبذب أداء الفريق الأزرق في الآونة الأخيرة وسقوطه في عين الإمارات إلا أن ذلك لن يؤثر في وضع الفريق في لقاء الليلة الذي يختلف تماماً في حسابات الطرفين، ومن المنتظر أن يشهد مستوى الهلال تحسناً كبيراً ولن يكون أمام المدرب البرازيلي كاندينو خيار سوى الفوز لتحسين صورته أمام محبي الفريق، بعدما تعالت الأصوات الزرقاء أخيراً مطالبة بسرعة تسريع إقالة كاندينو قبل ضياع البطولات، وهو مطالب بالاستفادة من إمكانات لاعبيه كما يجب، ومن المنتظر أن يعود خالد عزيز إلى منطقة الوسط إلى جوار البرازيلي كماتشو وعبداللطيف الغنام ومحمد الشلهوب، وسيشارك كامل الموسى إلى جوار أحمد خليل في متوسط الدفاع لتعويض غياب البرازيلي الموقوف تفاريس مع تحرك عبدالعزيز الخثران وتركي الصويلح على الأطراف، ويمثل الأخير نقطة ضعف واضحة ستقلق الهلاليين كثيراً كون المدرب الاتحادي سيجعل غالبية المحاولات الهجومية من جهة الصويلح لضعف لياقته البدنية وبعده عن أجواء المباريات إلا أن قناعة كاندينو بهذا اللاعب أصبحت معضلة في طريق مشوار الأزرق في منافسات هذا الموسم، فيما يملك خيارات عدة في خط المقدمة لوجود عدد من الأسماء البارزة المؤهلة لقيادة الهجوم الأزرق وإن كانت القناعة الفنية تخول المخضرم سامي الجابر وياسر القحطاني للتشكيل الأساسي منذ صافرة البداية. وفي المقابل يدخل الاتحاد المباراة ب 34 نقطة في المركز الثالث ويحاول مدربه الوطني أمين دابو تسليم المهمة للمدرب الجديد الفرنسي ميتسو بانتصار يسجل لدابو في صفحات العميد، وعودة الدوليين تساعده كثيراً في مهمته ولن يؤثر غياب السيراليوني محمد كالون كثيراً، فهناك أكثر من لاعب يستطيع القيام بواجباته الميدانية، خصوصاً المتألق دائماً محمد نور وهو القلب النابض وضابط الإيقاع الحقيقي وإلى جواره الجندي المجهول سعود كريري، كما أن تحركات مناف أبو شقير وسعد العبود ذات تأثير بالغ في الشق الهجومي ويساندان بفعالية، ولا شك أن الغاني البرنس تاغو كسب احترام الجميع وبات أحد العناصر المهمة وتأقلم بسرعة مع زملائه اللاعبين وهو نهّاز من الدرجة الأولى ويستفيد من أنصاف الفرص، ويظل خط الدفاع الاتحادي هو أبرز وأقوى خطوط الفريق بقيادة المنتشري والمولد. الأهلي - أبها تبدو المهمة الأهلاوية ليست بالصعبة للمحافظة على وجوده في المربع الذهبي كون خصمه أبها ليس له أي طموحات بنقاط المباراة بعد أن تأكد هبوطه بشكل رسمي ولم يتبق له سوى مباراة واحدة في دوري الممتاز، لذا كل المعطيات تؤكد تجاوز الأهلي محطة أبها وتثبيت الأقدام داخل المربع، وفوارق الإمكانات تقف في صف أصحاب الضيافة في ظل تألق المحترفين الأجانب الثلاثة المغربيان عبدالحق الريف وجواد أقدار والصربي دميانو، إضافة إلى حيوية منطقة الوسط بقيادة تيسير الجاسم وصاحب العبدالله إضافة إلى حيوية تركي الثقفي، ودائماً ما يلجأ المدرب الصربي نيبوشا إلى فرض الهيمنة التامة على منطقة المناورة مع توازن كبير بين الاندفاع الهجومي والمحافظة على الخطوط الخلفية، ونجد أن الهجمة الأهلاوية تحظى بمساندة فعالة من ظهيري الجنب محمد مسعد وحسين عبدالغني، وهذا يزيد من قوة الهجمة، خصوصاً أن هناك ثنائياً خطيراً في خط المقدمة متمثل بوجود الشاب مالك معاذ والصربي دميانو، ولعل الأول الأكثر قدرة على الوصول إلى مرمى الخصم من الأطراف كافة ونجح في مناسبات عدة من حسم المباراة لمصلحة فريقه. وعلى الطرف الآخر، يدخل الفريق الأبهاوي من باب تأدية الواجب فقط، وليس لهم أي طموح سوى ترك صورة طيبة في دوري الكبار ولا مجال للتحدث عن الأوضاع الفنية المتواضعة التي رمت بالفريق بالمركز الحادي عشر ب 13 نقطة، وحزم حقائبه رسمياً إلى دوري المظاليم وتأمل جماهيره بتقديم مستوى جيد في ختام مشواره في دوري الكبار. الحزم - الوحدة وفي الرس يتطلع أبناء الرس إلى تجاوز ضيفهم الوحدة والبحث عن تحقيق الحلم ببلوغ المربع الذهبي، فهذا الفريق الصاعد حديثاً عكس كل التوقعات ولم تقف طموحاته عند البقاء بين الكبار، بل سعى رجاله إلى إيصاله إلى دائرة المنافسة ونجحوا في ذلك وهو الآن مرشح لنيل إحدى بطاقات المربع وإن كان ذلك فيه شيء من الصعوبة كون الطريق الأهلاوي أسهل بكثير وأقرب بمراحل، إلا أن ذلك لا يقلل مما قدمه نجوم الحزم وحضور 29 نقطة ولا تزال الآمال قائمة، ويتألق المغربي صلاح الدين عقال في منطقة الوسط إضافة إلى العراقي قصي منير مع نشاط وحيوية في خط المقدمة بوجود الثنائي مسفر البيشي والبرتغالي مانويل، وتمتاز الخطوط الحزماوية بالأداء الجماعي والقتالية العالية طوال ال 90 دقيقة، وتزداد قوة الفريق عندما يلعب على أرضه وبين جماهيره. أما الفريق الوحداوي فاعتبر المباراة في حساباته هامشية كون النتيجة لا تقدم ولا تؤخر في موقعه على خريطة سلم الترتيب، والإدارة الوحداوية منذ فقدان فرصة المنافسة على المراكز الأربعة المتقدمة حاولت الاستفادة من إعارة اللاعبين للأندية الأخرى، ومن المنتظر أن يعطي المدرب التونسي لطفي البنزرتي الفرصة لبعض الأسماء الشابة للوقوف على مدى الاستفادة من خدماتهم في الموسم المقبل وستخلو القائمة الوحداوية من العنصر الأجنبي في هذه المباراة.