تستكمل مساء اليوم منافسات الجولة الخامسة عشرة لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم بإقامة ثلاث مباريات مهمة، وتعتلي مباراة الشباب والأهلي قمة الأهمية وسط اشتداد صراع الصدارة، كما أن لقاء الاتفاق والهلال على ملعب الأول لن يخلو من الإثارة والندية، وفي المدينةالمنورة هناك تنافس من نوع آخر بين الأنصار والطائي من أجل الهروب من شبح الهبوط. الشباب - الأهلي يستضيف الشباب نظيره الأهلي في لقاء يتوقع له الإيقاع السريع منذ الدقائق الأولى في ظل الرغبة الشبابية بالتمسك بالصدارة والتطلعات الأهلاوية لتثبيت الأقدام داخل أروقة المربع الذهبي، وكلاهما يملك مقومات الكسب. الشباب يدخل المباراة ب 31 نقطة أعطته أحقية اعتلاء هرم سلم الترتيب، وهو أكثر الفرق ثباتاً من حيث الأداء وتحقيق النتائج الإيجابية إذ لم يتجرع مرارة الخسارة حتى الآن وخلال 14 جولة مضت ولديه محصلة تهديفية عالية بلغت 36 هدفاً، وهذا دليل على أن الأسلوب الذي ينتهجه مدربه الارجنتيني روميو يعتمد على الشق الهجومي في معظم فترات اللقاء، مستفيداً من حيوية ونشاط لاعبي الوسط بوجود الرائع نشأت أكرم على محور الارتكاز وإلى جواره بشار عبدالله مع تحركات الأخوان عطيف على الأطراف، ما يعطي الفرصة للمهاجم فيصل السلطان استثمار الفراغات الميدانية التي يتركها دفاع الخصم، كما أن حسين معاذ ذو نزعة هجومية ومشارك جيد في غالبية محاولات فريقه، ونظراً إلى قوة الوسط الشبابي نجد أن الوصول إلى المناطق الخلفية صعب وتنتهي هجمة الخصوم قبل تدخل الدفاع الشبابي. وعلى الضفة الأخرى يدخل الأهلي اللقاء ب 21 نقطة من خلال المركز الرابع وبمعنويات مرتفعة جراء الفوز الكبير في الجولة الماضية، على النصر بثلاثة أهداف من دون مقابل جعلت جماهيره تستبشر خيراً بعودة فريقها إلى سماء المنافسات، وبدأت بصمات مدربه الصربي موسكوفيتش تتضح، فالأداء الفني في تصاعد من مباراة إلى أخرى بفضل الاعتماد على الأسماء الشابة أمثال تركي الثقفي الذي قدم مستويات كبيرة وبات أحد العناصر الأساسية، إضافة إلى موسى معتز وأحمد درويش، كما يشارك في لقاء الليلة المهاجم الصربي داريانو للمرة الأولى إلى جوار المغربي جواد أقدار، وأصبحت الخطوط الأمامية في أحسن أحوالها الفنية إلا أن الفريق يعاني من ارتباك وضعف في خطوطه الخلفية. الاتفاق - الهلال وفي الدمام يحل الهلال ضيفاً ثقيلاً على الاتفاق، وعينه على مباراة الشباب لعل وعسى يتعثر في عقبة الأهلي، فيما يحاول أصحاب الضيافة الاتفاق التخلص من شبح الهبوط والتقدم خطوة نحو منطقة الأمان. الهلال الوصيف ب30 نقطة ويعاني الفريق من غياب تسعة من عناصره الأساسية لانضمامهم إلى صفوف المنتخب، وستكون المباراة الأخيرة لمدربه البرازيلي الكسندر، ويتابع الفريق مدربه الجديد كاندينو من المدرجات، استعداداً لتسلم المهام رسمياً، وسيعطي لاعبي"الأزرق"دفعة كبيرة، لتقديم الصورة التي تقنع المدرب بإمكاناتهم الفنية. ويتألق البرازيلي كماتشو في قيادة خط الوسط بمساندة سعد ذياب وسلطان البرقان، مع الاعتماد على الثنائي جيلسون وعبدالله الجمعان في خط المقدمة، ويفشل عبدالله مضواح وياسر إلياس في مساندة الهجمة والأكفاء بالمهام الدفاعية. أما الاتفاق فأوضاعه غير قابلة لأنصاف الحلول والفوز هو الخيار الوحيد إذا ما أراد باتريسو إبعاد فريقه باكراً عن معمعة الهبوط، فالفريق يمتلك 12 نقطة فقط جعلته في المركز الثامن، والمهمة لن تكون سهلة أمام الهلال الطامح للصدارة، ويدرك تماماً باتريسو صعوبة الفريق المقابل، وسيلعب بأسلوب التوازن وعدم المبالغة بالشق الهجومي من خلال قفل المناطق الخلفية والاكتفاء بالمهاجم صالح بشير وحيداً في خط المقدمة وتكثيف منطقة الوسط بأكثر عدد من اللاعبين بقيادة علي الشهري وإبراهيم المغنم وجمعان الجمعان. الأداء الاتفاقي شهد تطوراً ملحوظاً أثمر عن فوزاً مهماً أمام الحزم ما عزز حظوظ الفريق بتجاوز عثرته الحالية. الأنصار - الطائي بطموحات متشابهة يلتقي الأنصار والطائي على ملعب الأول، وكلاهما مهدد بمغادرة أجواء دوري الكبار، وإن كان الفريق الأنصاري بات أكثر المرشحين لحجز المقعد الأول نحو دوري الدرجة الأولى فليس له من النقاط سوى أربع نقاط ولم يتذوق لذة الانتصار وحتى الفوز لن يكفيه ما لم تخدمه نتائج الفرق الأخرى، والفريق يلعب بلا هوية فنية وسط تباعد حظوظه وغياب روح لاعبيه القتالية، ويعتمد الفريق على اجتهادات مصطفى هوساوي والبرازيلي كوستا ومحاولات محمد صالح في منطقة الوسط، ويفتقد لخدمات حارسه عمر إدريس الموقوف، ما يزيد تأزم وضع الحراسة كون مصطفى ملائكة الحارس الأساسي مرتبط في مهمة وطنية مع المنتخب الأول، كما يغيب المهاجم هاني الأحمدي لنيله بطاقة حمراء أمام الهلال. وفي المقابل يخشى الطائي وقوعه في دائرة الخطر، خصوصاً أنه تعرض لخسارتين متتاليتين أوقفت رصيده عند 13 نقطة، ما يجعل الفوز هو الحل الوحيد الذي يعيد توازن الفريق الذي غاب أمام الاتحاد وأبها في الجولتين الماضيتين، وينجح مدربه عمار السويح بالشق الدفاعي واستثمار الكرات المرتدة من خلال الإيعاز للسنغالي حمادجي بالانطلاق خلف الهجمات بمساندة فعالة من فهد العتيبي وفهد الغامدي. المباراة تحمل أهمية بالغة لكلا الفريقين، والأهمية تزداد لأصحاب الأرض، فالخسارة تعني تسلم الأنصار أول صكوك هبوطه.