نقل الإسعاف الطبي الطائر لجمعية الهلال الأحمر السعودي ظهر أمس ثلاث حالات طارئة، اثنتان مصابتان بأزمة قلبية وأخرى نتيجة حادثة مرورية، من مشعر عرفات إلى مستشفى النور التخصصي في مكةالمكرمة لتلقي العلاج. واستقبلت الحالات التي استغرق زمن إسعاف الواحدة منها نحو عشر دقائق، من قبل طاقم طبي قدم لها الرعاية الصحية والعلاجية. ووقفت"الحياة"على تنفيذ أول حالة إسعافية للعام 1427ه بواسطة إحدى مروحيات الإسعاف الطائر قبل صلاة الجمعة في مشعر عرفات، وذلك بإخلاء أحد الحجاج من مستشفى نمرة إلى مستشفى حراء في مكةالمكرمة حيث استدعت حاله الصحية توافر منظار فوري للمعدة والذي يتوفر في مستشفى حراء. وأكد المنسق لبرنامج الإسعاف الطائر عبدالحفيظ الشمراني ل"الحياة"أن الإسعاف الطائر لا ينفذ عمليات إخلاء من داخل المخيمات أو داخل المشاعر مباشرة، نظراً للازدحام الشديد، ولكن يقتصر دوره على إخلاء المرضى والمصابين في المستشفيات، الذين تتطلب حالهم الصحية نقلهم إلى مستشفيات أخرى ذات إمكانات أكبر وأكثر تطوراً لتلقي العلاج. وأشار الشمراني إلى وجود خطط طوارئ للتعامل مع حالات الكوارث أو الضرورات القصوى، عبر إخلاء الحالات المرضية والمصابة مباشرة من طريق الإسعاف الطائر إلى المستشفيات. ويتكون الفريق العامل حالياً في المشاعر من مروحيتين تعملان كنقاط للعناية المركزة، يعمل على متن كل منها ثلاثة أشخاص، هم الطيار المؤهل صحياً، والطبيب المختص بالطوارئ، والمعاون الفني. وأكد الشمراني أن الجميع حريص على الحجاج، لإكمال جميع مناسكهم ولا يتم نقلهم خارج المشاعر إلا في حال الضرورة القصوى. من جهته، أكد رئيس لجنة الخدمات الإسعافية في الهلال الأحمر السعودي الدكتور خالد الحبشي، أن الأوضاع الصحية بشكل عام كانت طيبة، سواء ليوم التروية أو يوم عرفات، مشيراً إلى أن جميع الفرق كانت مستعدة وفي حال تأهب كامل، وقال إن برودة الجو ساعدت كثيراً في عدم وجود حالات ضربات شمس كثيرة، أو في حدوث حالات إجهاد حرارية. وأكد الحبشي أن جمعية الهلال الأحمر السعودي جاهزة بجميع إمكاناتها ومراكزها وسياراتها وفرق الدراجات النارية والإسعاف الطائر لخدمة الحجاج. يشار إلى أن مشروع الإسعاف الطائر الأول من نوعه في السعودية لتوطين خدمات طائرة الإسعاف الطبي، التي من خلالها تتدخل الطائرات العامودية في مواقع الإصابات لنقل الحالات الحرجة مباشرة إلى مهابط الطائرات في المستشفيات، وتتكامل هذه الخدمة مع خدمة الإخلاء الطبي الجوي التي ينقل المرضى من خلالها من مستشفى إلى آخر، بحسب المتطلبات العلاجية للمريض المنقول. وتنشط جمعية الهلال الأحمر السعودي في خدمة الحجاج هذا العام بمتابعة مباشرة من رئيس الجمعية الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز، الذي حرص على جاهزية جميع الاستعدادات قبل موسم الحج، عبر زياراته التفقدية للمراكز الإسعافية في جميع المناطق السعودية، إضافة إلى المراكز الثابتة والموقتة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ومنطقة المدينةالمنورة.