وزير الصحة حمد المانع ل "الحياة" : لم نسجل حالات وبائية أو معدية في موسم الحج ... وانهيار مبنى لؤلؤة الخير أثبت نجاح الوزارة

أكد وزير الصحة الدكتور حمد المانع، عدم تسجيل حالات وبائية أو معدية بين الحجاح خلال موسم الحج، مشيراً إلى أن اجراءات وقائية اتخذت وفق معايير عالية في جميع المنافذ الحدودية، لمنع دخول اشخاص مصابين.
ونوه إلى وجود اجراءات تمت بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، في مجال الامراض الوبائية خلال موسم الحج، لافتاً إلى انه تم تطعيم اكثر من 85 في المئة من المقيمين والحجاج، في المشاعر المقدسة والمدينة المنورة والعاصمة المقدسة، بلقاح الحمى الشوكية.
واعتبر حمد المانع أن حادثة انهيار مبنى لؤلؤة الخير، كانت اشارة تمثل حسن استعدادات وزارة الصحة في ادارة الأزمات والطوارئ، كما أوضح أن الوزارة استفادت خلال موسم الحج من خبرات 132 استشارياً زائراً من داخل المملكة وخارجها.
ونفى ان يكون اصيب بحال اغماء خلال حادثة جسر الجمرات، منوهاً إلى أن ما حدث هو تعثر وشعور بالإعياء بسبب تدافع الحجيج، اثناء ذهابه الى برج المراقبة في جسر الجمرات، للوقوف على اوضاع الطب الميداني.
وكشف عن فتح الوزارة تحقيقاً، مع 20 موظفاً من الفريق الطبي العامل في المشاعر خلال موسم الحج، تم رصدهم بعد ارتكاب مخالفات عدة، منها الحج اثناء العمل الرسمي، وكذلك الغياب. وفي ما يأتي نص الحديث:
كيف تقوّم مستوى الخدمات الصحية التي قدمت لحجاج بيت الله الحرام في موسم الحج هذا العام؟
- ان توجيهات القيادة كانت صريحة ومباشرة، بشأن تقديم افضل رعاية لكل حاج، ووزارة الصحة تبدأ في الاستعداد لكل موسم حج فور انتهاء الموسم الذي يسبقه، فتقوم جميع اللجان التحضيرية للحج في وزارة الصحة بتحليل البيانات والمعلومات في الحج المنتهي، للتعرف على الايجابيات والتوسع فيها، وتلمس السلبيات وتلافيها في الموسم الذي يليه.
وخير دليل على نجاح الخدمات الصحية التي قدمت للحجيج، اشادة وسائل الإعلام العالمية مثل رويتر، ووكالة الانباء الفرنسية، وال بي بي سي، والتلفزيون الكندي، والاميركي، وغيرها من الاذاعات والصحف ووكالات الانباء.
لوحظ استقطاب وزارة الصحة عدداً من الاطباء الزائرين من خارج المملكة، فما المغزى من ذلك؟ وما جنسياتهم؟
- وزارة الصحة تسعى بشكل جاد، الى رفع مستوى الاداء المهني الصحي في مختلف مرافق المنشآت الصحية في المشاعر المقدسة، بأكفأ الكوادر الاستشارية في مختلف الاختصاصات، المؤهلة علمياً وعملياً من الجامعات السعودية، ومن خارج المملكة من باكستان والاردن، إذ تولوا مهام عدة، من بينها الاشراف على برنامج تشغيل المستشفيات والمراكز الصحية، لتقويم ورفع مستوى الاداء المعمول به من خلال هذه المرافق، والاستفادة القصوى منهم في المستشفيات الموزعة في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة. وبلغ عدد الاطباء الزائرين 132 طبيباً في تخصصات عدة، معظمهم في طب العناية المركزة والتخدير والطوارئ.
ما آلية تعاونكم مع منظمة الصحة العالمية في مواسم الحج؟
- هناك تعاون وثيق بين وزارة الصحة السعودية، ومنظمة الصحة العالمية، في مجالات مختلفة، ويعتبر التعاون بين الوزارة والمنظمة، في مجال وقاية الحجاج من الامراض الوبائية ذا طابع مميز، من خلال طرق وآليات عدة، منها تزويد وزارة الصحة بالمعلومات والمستجدات العالمية حول الامراض المعدية، أو ظهور أوبئة في بلدان العالم كافة التي يفد منها الحجاج، اضافة الى التزود بأحدث المطبوعات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، ومساعدة الدول التي يفد منها الحجاج، قبل قدومهم لأداء مناسك الحج أو العمرة. ومن ذلك تعميم استخدام اللقاح الرباعي للحماية من الحمى المخية الشوكية على جميع الحجاج والمقيمين.
أكثر من مليوني حاج تجمعوا في مساحة جغرافية محدودة، ألم تسجلوا أي امراض وبائية أو معدية؟
- الحال الصحية لحجاج بيت الله الحرام كانت مطمئنة، ولم تسجل أي حالات وبائية او معدية، وكانت الاجراءات الوقائية المتبعة في جميع المنافذ ذات معايير عالية، متخذة كل الحسابات التي قد تظهر بغرض حماية الحجيج، ولو تم اكتشاف أي حال وبائية او مرض خطير يؤثر في الحجيج، سيتم منعها من دخول المشاعر المقدسة. كما قامت الوزارة بالتطعيم ضد الحمى الشوكية، لأكثر من 80 في المئة من الموجودين في المشاعر المقدسة، حجاجاً ومقيمين.
سيطر"فيروس"انفلونزا الطيور على تفكير العديد من الحجاج وأسرهم، كيف واجهتم هذه المعضلة؟
- في البداية، يجب ان نتفق على مسألة علمية مهمة، وهي ان فيروس انفلونزا الطيور لا ينتقل من انسان الى آخر، بل ينتقل من الطيور المصابة الى الانسان فقط.
كذلك"الصحة"أمّنت عقار"التاميفلو"بكميات كبيرة جداً، تماشياً مع الاجراءات الطبية للتعامل مع المرض، وبما أوصت به منظمة الصحة العالمية، بهدف حماية المملكة من أي وباء معد، عبر تشديد الإجراءات الوقائية لمنع دخول الفيروس، وعدم حدوث حالات مرضية بشرية في اوساط الحجاج، واحتواء انتشار المرض، وتقليل حالات الاصابات والوفيات والاضطراب الاجتماعي. كما تضمنت الخطة متابعة المستجدات الوبائية للمرض عالمياً، وعلاج المصابين بالمضادات الحيوية واسعة الطيف، ومضادات الفيروسات التي تستخدم في وقاية الاشخاص المعرضين.
ايضاً، الوزارة قامت بتجهيز وإعداد المختبر المركزي والمختبرات الاقليمية لفحص العينات فيها، وجميع هذه الاجراءات نالت استحسان منظمة الصحة العالمية، التي اشادت بهذه الاجراءات القوية.
شهد هذا الموسم حادثتين مؤسفتين، انهيار المبنى، وتدافع الحجاج عند جسر الجمرات، فما ابرز ملامح خطط الطوارئ التي تنفذها وزارة الصحة في موسم الحج؟
- تشترك وزارة الصحة مع جميع الجهات ذات العلاقة في الإعداد، ووضع خطة الطوارئ الصحية، للتعامل مع الحالات الطارئة التي قد تحدث في موسم الحج، بعد اعتمادها من رئيس لجان الحج العليا الامير نايف بن عبدالعزيز.
ويشمل دور الوزارة في تنفيذ خطط الطوارئ، تقديم الخدمة الطبية الفورية العاجلة، وفرز وتصنيف ضحايا الكوارث بحسب بطاقات الفرز الدولية، وادارة الاعمال الطبية في موقع الإخلاء الطبي، إضافة إلى توفير الفرق الطبية المستعملة من اطباء وهيئة تمريض وفنيين، والمشاركة في نقل المعايير داخل الإخلاء الطبي، بالتنسيق مع المديرية العامة للدفاع المدني، وجمعية الهلال الاحمر، طبقاً لبطاقات الفرز الدولية، وتوفير الادوية والمستلزمات الطبية، وتقديم العلاج للمصابين في المرافق الصحية.
كنتم في مسرح حادثة انهيار مبنى فندق لؤلؤة الخير منذ الدقائق الاولى، كيف وجدتم مستوى تطبيق خطة الطوارئ؟
- حضرت الفرق الاسعافية ورؤساء اللجان منذ الدقائق الاولى لوقوع الحادثة، وكانت هناك تقارير يومية حول مستوى تطبيق خطة الطوارئ، اثبتت ان جميع العاملين مدركون تماماً لادوارهم، ومهامهم على اكمل وجه، ما زاد من طمأنينة الاستعدادات على أرض الواقع.
ماذا عن ادارة الازمات في حادثة جسر الجمرات؟
- من بين اهم الاستعدادات التكتيكية والاستراتيجية في ادارة الازمات وخطة الطوارئ، جسر الجمرات، نظراً إلى ما لوحظ في الاعوام الاخيرة، من حدوث اكتظاظ كثيف للحجاج عند رمي الجمرات، ما تسبب في حدوث حالات دهس وسقوط.
وركزت وزارة الصحة على الطب الميداني، بتوزيع 50 سيارة اسعاف كبيرة مجهزة بأحدث التقنيات الحديثة، و70 سيارة اسعاف صغيرة تستطيع التحرك في ممرات المشاة للحجاج عند الحاجة، إضافة الى 40 فرقة طبية راجلة، تقوم باسعاف المصابين ميدانياً في الموقع نفسه، ونقلهم الى سيارات الاسعاف عند لزوم الامر.
والوزارة نقلت جميع المصابين البالغ عددهم 289 مصاباً في حادثة الجمرات، الى أربع مستشفيات، وفقاً للخطة المرسومة، إذ قدمت لهم الخدمات الطبية.
أشيع خبر إصابتكم بحال إغماء في حادثة جسر الجمرات، هل من ايضاحات حول ذلك؟
- هذا غير صحيح، لم أُصب بالإغماء، والحقيقة انني تعثرت في ظل الازدحام الشديد من الحجاج، وانا في طريقي الى برج المراقبة في جسر الجمرات، للوقوف على اوضاع الطب الميداني، فحصل تدافع شديد وشعرت بصعوبة في التنفس، وأحسست عندها بالإعياء.
الا ان ما حدث لي غير مهم ما دام في خدمة حجاج بيت الله الحرام، ولو اضطررت، سأقف برجل واحدة، في سبيل ان ينال كل حاج خدمة صحية مناسبة تقدمها الحكومة السعودية لكل مقيم ومواطن وحاج، خصوصاً ان وزارة الصحة قطاع خدمي يتطلب من مسؤوليه أن يتأكدوا بأنفسهم من طريقة سير العمل، وان تكون التقارير المرفوعة لهم رافداً وليست الأساس.
كم عدد القوى البشرية التابعة لوزارة الصحة العاملة في موسم الحج؟
هناك10200 موظف من مختلف الفئات من أطباء وصيادلة وتمريض وفنيين وإداريين، إضافة إلى مشاركة 600 طالب من المعاهد والكليات الصحية، ضمن إجمالي عدد القوى العاملة التي تتشرف بخدمة ضيوف الرحمن.
العدد كبير، ألم ترصدوا أي مخالفات بين هذا الكم الكبير من القوى العاملة؟
نحن لا ندّعي الكمال، فالكمال لله وحده، وهناك إدارة المتابعة والتقويم التي تعنى بمتابعة تطبيق اللوائح والأنظمة الرسمية المعمول بها. وتم رصد عدد من الموظفين لا يتجاوز عددهم 20 شخصاً من إجمالي 10200، ارتكبوا مخالفات متنوعة، منها القيام بالحج أثناء العمل الرسمي، أو الغياب. وقد تم فتح التحقيق معهم، للوقوف بموضوعية على الأسباب التي أدت للمخالفات الإدارية، ومن ثم تطبيق اللوائح والأنظمة.
كم عدد الحجاج المراجعين للمستشفيات والمراكز الصحية؟
-بحسب آخر الإحصاءات الصادرة عن غرفة عمليات الطوارئ في وزارة الصحة، بلغ عدد الحجاج المراجعين للمستشفيات والمراكز الصحية في العيادات واقسام الطوارئ نحو 500 الف في منطقة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة منذ بداية شهر ذي الحجة، إذ استقبلت المستشفيات119923 حالة، فيما راجع المراكز الصحية 37899 مريضاً.
والوزارة هيأت أربع مستشفيات و30 مركزاً صحياً في مشعر منى، لتقديم أفضل الخدمات الصحية، إضافة إلى ستة مراكز طوارئ في جسر الجمرات، لإخلاء ونقل أي حالات طارئة. كما دعمت مشعر منى ب 155سيارة إسعاف مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية، والكوادر المؤهلة للتعامل مع حالات الطوارئ، وُزّعت لتشمل جسر الجمرات.