أصيب سعودي وكويتي بإصابات خطرة، إثر حادثة تصادم وقعت أمس على طريق النعيرية - الخفجي عند أحد المرتفعات. ووقعت الحادثة بعد تجاوز قائد سيارة من نوع"جيب"سيارة أخرى، بيد أنه فوجئ بوجود سيارة"فورد"كويتية، وحاول تفاديها، ولكن محاولته باءت بالفشل، فاصطدم بها، ولشدة الاصطدام خرجت السيارتان عن المسار. وكان قائد"الجيب"عائداً من رحلة برية، بعد أن نصب خيامه في بر النعيرية، ويرافقه أربعة عمال آسيويين. وباشر الحادثة مرور النعيرية والدفاع المدني، الذي أخرج المحتجزين. ونقل ثلاثة من المصابين بواسطة الهلال الأحمر إلى مستشفى النعيرية. كما حضرت فرقتا إسعاف تابعتان للمستشفى، يرافقهما طاقم طبي، وقامتا بنقل باقي المصابين إلى المستشفى الذي أعلن مديره نايف الفاضل حال الطوارئ لاستقبال المصابين. وشهد الطريق نفسه منذ إنشائه قبل 30 عاماً، مئات الحوادث المميتة. ويشكل طريق النعيرية - السفانية، الذي يبلغ طوله 37 كيلومتراً، خطراً وشبحاً مخيفاً لمرتاديه، ممن يسلكونه يومياً للوصول إلى أعمالهم، خصوصاً موظفي"أرامكو السعودية"، التي شقت الطريق من أجلهم. وعلى رغم كثرة الحوادث، إلا أن الاهتمام به ما زال دون المستوى، سواء من"أرامكو"أو وزارة النقل. ولم يطرأ أي تحسن عليه، بل ساءت حاله، خصوصاً انه بقي خلال السنوات الماضية من دون صيانة، ما أدى إلى ازدياد نسبة الحوادث. ويطلق أهالي النعيرية على الطريق اسم"طريق الموت"، تعبيراً عن خطورته، لكثرة الارتفاعات والمنخفضات المفاجئة، تعقبها منعطفات مفاجئة، كانت هي السبب في الكثير من الحوادث الأليمة والوفيات، كما يفتقد اللوحات الإرشادية. ولا يتجاوز عرض الطريق ثلاثة أمتار، ومن دون"أكتاف"جانبية. ويزداد الأمر خطورة مع مرور الشاحنات الكبيرة، التي لا يكاد يتسع لها الطريق الضيق، وهي تعبر الطريق في شكل يومي، وبأعداد كبيرة، وبخاصة أنه طريق دولي، يقصده المسافرون من دول الخليج الأخرى ومنطقة الرياض والأحساء والخرج في طريقهم إلى دولة الكويت. كما يسلك الطريق المئات من سكان النعيرية العاملين في الخفجي والسفانية ورأس تناقيب ومنيفة للوصول إلى مقار أعمالهم. وتزداد أهمية الطريق في فصل الربيع، مع وجود آلاف المتنزهين الذين ينصبون خيامهم على امتداده، بحيث يستخدمونه يومياً أكثر من مرة. ويندر أن تجد بيتاً في النعيرية، إلا وله قصة مأساوية مع هذا الطريق، فهناك أم فقدت فلذة كبدها، وزوجة ترملت وأطفال فقدوا حنان وعطف آبائهم إثر وفاتهم في حوادث على هذا الطريق. وهناك رجال ونساء وأطفال وشباب وأولاد وبنات فقدتهم محافظة النعيرية، وبكت على فراقهم بعد أن جنى عليهم"طريق الموت". وقبل أيام استيقظت المحافظة على فاجعة وفاة ستة أفراد من عائلة واحدة على هذا الطريق. وقبل ذلك فُجعت في حادثة أخرى، ذهب ضحيتها ثلاثة أفراد عند أحد المنعطفات الخطرة، إثر احتراق السيارة. وتحول الطريق إلى هاجس يخيف الأمهات على فلذات أكبادهن، فالأم تعيش يومها في حال خوف شديد على أولادها. ومع كل صباح تودع الأمهات والزوجات أبناءهن وأزواجهن وقلوبهن تدعو لهم بالسلامة من أخطار هذا الطريق، ويبقين طيلة يومهن ينتظرن وصولهم، ومع رنين الهاتف يزداد خوفهن، أن يحمل الاتصال نبأ وفاة الابن أو الزوج.