يستضيف متحف معهد العالم العربي في باريس، معرض"الفصول العربية من بقجة"The Arab Seasons by Bokja لمصممتي الاثاث اللبنانيتين هدى بارودي وماريا هبري فريد. وبقجة هي كلمة تركية مستخدمة في الدول العربية لوصف القماش الذي يغلف مهر العروس. ويعتمد أثاث المصممتين اللتين افتتحتا صالة عرض لأعمالهما الفنية في منطقة الصيفي في وسط بيروت قبل سنوات، بعنوان"بقجة"، على القماش المطرز من آسيا والشرق الاوسط لصنع وتصميم فنهن للاثاث. حضرت افتتاح المعرض مديرة معهد العالم العربي السعودية منى خزندار التي قالت ل"الحياة":"اكتشفت عمل هدى بارودي وماريا هبري عندما زرت بيروت قبل ستة شهور. وبيروت مدينة كلما زارها الانسان يكتشف أموراً جديدة وإبداعاً جميلا. وهذه السنة نحتفل في المعهد بالعيد ال 52 لتأسيسه ولدينا معرض عنوانه"52 سنة من الابداع العربي"نريد أن نستقطب خلاله مبدعين وفنانين من الدول العربية كلها. ورغبت أن يكون لصاحبتي"بقجة"مكان مميز هنا، وعرض أعمالهما في المتحف حيث نعرض السجاد القديم ومشغولات يدوية مطرزة، خصوصاً انهما تعملان على إدخال التطريز والقماش القديم على الأثاث الجديد واختارتا"الربيع العربي"تيمة لمعرضهما". وصرحت بارودي:"نحاول عندما يطرأ حدث سياسي مهم تصويره من خلال عملنا. وعندما بدأت الثورة في تونس ثم في مصر، بدأنا بخريطتين للعالم العربي، إحداهما لما يعرف بالربيع العربي والاخرى الخريف". وأضافت:"تحولت تطريزاتنا الى ريشة نرسم بها عملنا. كل بلد شهد ربيعاً طرزنا عنه أهم رمز في ثورته. فنحن نرسم فكرتنا وننفذها بالتطريز". وتستقبل عجلات السيارات المغلفة بأقمشة وتطريز بارودي وهبري، الداخل الى معهد العالم العربي، مصورة كيف تتحول من أداة لسير العربات الى أداة للشغب وقطع الطرق وتلويث البيئة في لبنان. تشرح بارودي:"كثرت موضة حرق العجلات في لبنان. ومع كل توتر أمني يقطع شبان الطرق بإشعال النار في هذه الإطارات التي كادت تخنق الناس. فقررنا التعبير عن استيائنا من هذه المظاهر. ونالت فكرة هذه الاطارات المطرزة إعجاب كثير من اللبنانيين". عرضت المصممتان أعمالهما في دار"سوذبيز"للمزادات في لندن، وفي"بيرسي"في فرنسا، وفي ميلانو. وقالت بارودي ان القماش المستخدم قي"بقجة"يأتي من البلدان التي عرفت سابقاً ب"طرق الحرير". وتضيف:"لكننا توسعنا بفكرة انتقاء القماش، إذ بتنا نخلط القماش القديم بالجديد واصبح تصميمنا حواراً بين كل الثقافات". يذكر أن معرض"بقجة"المستمر حتى 13 كانون الثاني يناير، يضم سجادتين أساسيتين من وحي الربيع العربي والخريف، و31 قطعة مطرزة بشكل فني حرفي.
