موقف ميتروفيتش من مواجهة مانشستر سيتي    حقيقة تعاقد النصر مع جيسوس    نيوم يعلق على تقارير مفاوضاته لضم إمام عاشور ووسام أبو علي    رابطة العالم الإسلامي تُدين العنف ضد المدنيين في غزة واعتداءات المستوطنين على كفر مالك    رئيسة الحكومة ووزير الصحة بتونس يستقبلان الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية    لجنة كرة القدم المُصغَّرة بمنطقة جازان تقيم حفل انطلاق برامجها    ليلة حماسية من الرياض: نزالات "سماك داون" تشعل الأجواء بحضور جماهيري كبير    عقبة المحمدية تستضيف الجولة الأولى من بطولة السعودية تويوتا صعود الهضبة    "الحازمي" مشرفًا عامًا على مكتب المدير العام ومتحدثًا رسميًا لتعليم جازان    «سلمان للإغاثة» يوزّع (3,000) كرتون من التمر في مديرية القاهرة بتعز    فعاليات ( لمة فرح 2 ) من البركة الخيرية تحتفي بالناجحين    في حالة نادرة.. ولادة لأحد سلالات الضأن لسبعة توائم    دراسة: الصوم قبل الجراحة عديم الفائدة    ضبط شخص في تبوك لترويجه (66) كجم "حشيش" و(1) كيلوجرام "كوكايين"    أمير الشرقية يقدم التعازي لأسرة البسام    نجاح أول عملية باستخدام تقنية الارتجاع الهيدروستاتيكي لطفل بتبوك    صحف عالمية: الهلال يصنع التاريخ في كأس العالم للأندية 2025    مقتل 18 سائحًا من أسرة واحدة غرقًا بعد فيضان نهر سوات بباكستان    الهلال يحقق مجموعة من الأرقام القياسية في مونديال الأندية    إمام وخطيب المسجد النبوي: تقوى الله أعظم زاد، وشهر المحرم موسم عظيم للعبادة    12 جهة تدرس تعزيز الكفاءة والمواءمة والتكامل للزراعة بالمنطقة الشرقية    الشيخ صالح بن حميد: النعم تُحفظ بالشكر وتضيع بالجحود    تمديد مبادرة إلغاء الغرامات والإعفاء من العقوبات المالية عن المكلفين حتى 31 ديسمبر 2025م    بلدية فرسان تكرم الاعلامي "الحُمق"    مدير جوازات الرياض يقلد «آل عادي» رتبته الجديدة «رائد»    استشهاد 22 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    وزارة الرياضة تحقق نسبة 100% في بطاقة الأداء لكفاءة الطاقة لعامي 2023 -2024    رئاسة الشؤون الدينية تُطلق خطة موسم العمرة لعام 1447ه    ثورة أدب    أخلاقيات متجذرة    القبض على وافدين اعتديا على امرأة في الرياض    استمتع بالطبيعة.. وتقيد بالشروط    د. علي الدّفاع.. عبقري الرياضيات    في إلهامات الرؤية الوطنية    البدء بتطبيق"التأمينات الاجتماعية" على الرياضيين السعوديين ابتداءً من الشهر المقبل    نائب أمير جازان يستقبل رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة    الأمير تركي الفيصل : عام جديد    تدخل طبي عاجل ينقذ حياة سبعيني بمستشفى الرس العام    مفوض الإفتاء بمنطقة جازان يشارك في افتتاح المؤتمر العلمي الثاني    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي، ويناقش تحسين الخدمات والمشاريع التنموية    لوحات تستلهم جمال الطبيعة الصينية لفنان صيني بمعرض بالرياض واميرات سعوديات يثنين    ترامب يحث الكونغرس على "قتل" إذاعة (صوت أمريكا)    تحسن أسعار النفط والذهب    حامد مطاوع..رئيس تحرير الندوة في عصرها الذهبي..    تخريج أول دفعة من "برنامج التصحيح اللغوي"    عسير.. وجهة سياحة أولى للسعوديين والمقيمين    أسرة الزواوي تستقبل التعازي في فقيدتهم مريم    الإطاحة ب15 مخالفاً لتهريبهم مخدرات    وزير الداخلية يعزي الشريف في وفاة والدته    الخارجية الإيرانية: منشآتنا النووية تعرضت لأضرار جسيمة    تصاعد المعارك بين الجيش و«الدعم».. السودان.. مناطق إستراتيجية تتحول لبؤر اشتباك    غروسي: عودة المفتشين لمنشآت إيران النووية ضرورية    استشاري: المورينجا لا تعالج الضغط ولا الكوليسترول    "التخصصات الصحية": إعلان نتائج برامج البورد السعودي    أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الصحة بالمنطقة والمدير التنفيذي لهيئة الصحة العامة بالقطاع الشمالي    من أعلام جازان.. الشيخ الدكتور علي بن محمد عطيف    أقوى كاميرا تكتشف الكون    الهيئة الملكية تطلق حملة "مكة إرث حي" لإبراز القيمة الحضارية والتاريخية للعاصمة المقدسة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الوثائق" تحدثت عن إرسال صواريخ إلى "حزب الله" بسيارات إسعاف ...وعن مرض خامنئي وكراهية أردوغان لإسرائيل . الحصة الأكبر لإبراز المخاوف من ايران وانتقاد زعماء في ربع مليون وثيقة ديبلوماسية سرّبها موقع "ويكيليكس"
نشر في الحياة يوم 30 - 11 - 2010

كشف موقع"ويكيليكس"ربع مليون"برقية ديبلوماسية أميركية سرية"نشرتها خمس صحف عالمية كبرى هي"نيويورك تايمز"الأميركية و"لوموند"الفرنسية و"ذي غارديان"البريطانية و"باييس"الإسبانية و"دير شبيغل"الألمانية، وتناولت خفايا الاتصالات الديبلوماسية الأميركية في مرحلة تمتد بين عام 1966 وشباط فبراير الماضي.
وأكد الموقع رغبته في إبراز"التناقض"بين الموقف الأميركي الرسمي، وما يقال خلف الأبواب الموصدة، باعتبار أن الوثائق تفضح طريقة تعاطي الديبلوماسيين الأميركيين التي تبقى سرية غالباً مع عدد من القضايا، حساسةً كانت أم لا. واعتبرت"نيويورك تايمز"ان البرقيات"تقدم صورة غير مسبوقة للمفاوضات الخفية التي تجريها السفارات في العالم".
وفيما لم تتضمن الوثائق الجديدة معلومات مهمة وأسراراً، على غرار ما حصل لدى نشر الدفعتين السابقتين الخاصتين بأفغانستان والعراق، كشفت"نيويورك تايمز"انها اتفقت مع ادارة اوباما على عدم نشر الوثائق التي قد تعرّض اشخاصاً للخطر او تهدد الأمن القومي.
وركز العدد الأكبر من الوثائق على تخوف دول عدة من البرنامج النووي لإيران. وافادت وثيقة نشرتها صحيفة"لوموند"بأن"اسرائيل ابلغت الولايات المتحدة في كانون الاول ديسمبر 2009 ان استراتيجيتها للتفاوض مع ايران لن تنجح".
وجاء ذلك في مراسلة اميركية بين عاموس جلعاد مدير الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية وإيلين تاوشر مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية. وتضمن قول جلعاد إن"ديبلوماسية الرئيس باراك اوباما الخاصة بالتفاوض فكرة جيدة، لكن من الواضح جداً انها لن تنجح".
وكشفت وثيقة اخرى ان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قال لنظيره الفرنسي ارفيه موران إن"اسرائيل تستطيع شن هجوم عسكري على ايران من دون مساعدة الولايات المتحدة، لكن نجاح العملية غير مضمون". وأضاف:"أعتقد أن توجيه ضربة تقليدية من أي بلد لن يؤدي إلا الى تأخير خطط إيران لمدة تتراوح بين سنة وثلاث سنوات، لكنها ستوحد الشعب الإيراني الى الأبد في مواجهة المعتدي".
وكان غيتس لفت مرات في تصريحات علنية الى اخطار اي تحرك عسكري ضد ايران، داعياً الى فرض عقوبات اقتصادية وديبلوماسية للضغط على هذا البلد.
وتناولت وثيقة اخرى نشرتها"ذي غارديان"حصول ايران على صواريخ متقدمة جداً من كوريا الشمالية، وذلك من طريق الصين التي ابدت الولايات المتحدة خيبتها من قلة تجاوبها معها
وأوردت الصحيفة برقية ديبلوماسية عادت الى عام 2007، وعرضت فيها الولايات المتحدة على الصين تفاصيل تنفيذ 11 عملية تسليم لأجنحة صواريخ عبر مطار الصين، مطالبة بكين ب"رد مناسب"، وهو ما لم يحصل بحسب الوثيقة"لأن المسؤولين الصينيين اكدوا انهم لم يجدوا ادلة على نقل معدات حساسة عبر أراضيهم".
ونقلت البرقية استياء واشنطن من عدم تجاوب بكين، مشيرة الى ان واشنطن تتوقع زيادة"كبيرة جداً"في هذه النشاطات المخالفة لقرارات مجلس الأمن حول ايران وكوريا الشمالية، والقواعد التي حددتها الصين بنفسها على صعيد ضبط تصدير تكنولوجيا حساسة، مع العلم ان الصين هي الداعم الرئيس لكوريا الشمالية ومن كبار مستوردي النفط الإيراني.
وأشارت وثائق أخرى نقلتها"نيويورك تايمز"الى ان الاستخبارات الأميركية مقتنعة بأن ايران حصلت من كوريا الشمالية على 19 صاروخاً فائقة التطور مصممة على قاعدة نموذج صاروخ"آر - 27"الروسي، ويمكن ان يصل مداها الى اوروبا. واوضحت ان طهران"تعمل على امتلاك تكنولوجيا للتمكن من تصنيع جيل جديد من الصواريخ".
صواريخ الى لبنان
الى ذلك، تحدثت برقية ديبلوماسية اميركية اخرى عن استخدام ايران سيارات اسعاف تابعة للهلال الاحمر الايراني لإرسال اسلحة وعناصر من"الحرس الثوري"الإيراني الى"حزب الله"اللبناني خلال الحرب بين اسرائيل والحزب عام 2006.
وعادت البرقية الى عام 2008 وتستند الى مصدر إيراني في دبي ابلغ ديبلوماسياً اميركياً كتب البرقية ان عناصر من الهلال الاحمر الايراني شاهدوا في ايران"صواريخ تحمل في طائرات متوجهة الى لبنان الى جانب معدات طبية"، مشيراً الى ان الطائرة"كانت نصف مليئة قبل وصول المعدات الطبية"لنقلها الى الطائرة ذاتها. وأضاف المصدر الإيراني ان الإشراف على مستشفى للهلال الاحمر الايراني في لبنان نُقل الى حزب الله تنفيذاً لطلب من الأمين العام للحزب حسن نصرالله.
"الحرس الثوري"والعراق
الى ذلك، اظهرت وثيقة اصدرتها السفارة الاميركية في بغداد في نيسان ابريل 2009، ان واشنطن دققت بالتنسيق مع وزارة الخارجية العراقية منذ العام 2008، في اسماء الديبلوماسيين الإيرانيين الراغبين في دخول العراق قبل منحهم تأشيرات.
واكدت ان"التدقيق كشف احتمال ارتباط 8 من 35 ديبلوماسياً، طلبوا تأشيرات، بالحرس الثوري ووزارة الاستخبارات، من دون تأكيد عدم منحها". لكن وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي وصف الوثيقة بأنها"غير دقيقة".
وأشارت وثيقة صادرة في 13 تشرين الثاني نوفمبر 2009 الى جهود بذلتها طهران للتأثير في نتائج قبل الانتخابات الاشتراعية العراقية"بهدف زيادة الاتكال على مساعدتها حتى لدى أطراف سنية".
وأوردت ان"الأرقام ليست معروفة بالتحديد، لكن مساعدات ايران لعملائها العراقيين تقدر بين مئة ومئتي مليون دولار سنوياً، بينها سبعون مليوناً للمجلس العراقي الإسلامي الأعلى ومنظمة بدر".
كما اوضحت وثائق اخرى ان"الحرس الثوري"الإيراني"ينشط في شكل فاعل"في العراق عبر تنفيذ عمليات"تجسس تقليدية"، ودعم المجموعات"الأكثر عنفاً"، وان العراقيين وحكومتهم اظهروا في الأعوام الأخيرة مزيداً من النيات في رفض النفوذ الإيراني".
وأيضاً، تضمنت وثيقة نشرتها"ذي غارديان"أن رجلاً أميركياً مسناً في ال75 من العمر هرب من ايران إلى تركيا على ظهر حصان من طريق سلسلة جبال، بعدما صادرت طهران جواز سفره.
ونقلت الصحيفة عن الوثائق ان"حسين قنبرزاده، الأميركي الإيراني الأصل والمقيم في لوس انجليس، قرر زيارة اقاربه في طهران بطريقة عادية عام 2008، لكنه غادر ايران بوسائل نقل غير عادية".
وأضافت أن"قنبرزاده حسم الأمر بنفسه بعد منعه من مغادرة ايران لمدة سبعة أشهر ومصادرة جواز سفره وتجاهل المحاكم الثورية دعوات استئناف قرار منعه من المغادرة، وامتطى حصاناً استأجره من دليل وبدأ رحلة هروب محفوفة بالأخطار عبر الجبال الباردة شمال غربي ايران الى تركيا. وبعد أن اجتازها على ظهر حصان استقل حافلة ركاب".
وذكرت وثائق"ويكيليكس"أن قنبرزاده راجع القسم القنصلي في السفارة الاميركية في أنقرة في التاسع من كانون الثاني يناير 2009 طالباً المساعدة، وأدهش الديبلوماسيين الأميركيين لدى ظهوره أمامهم بصحة جيدة بعد رحلة الهروب الشاقة، وعانى فقط من أوجاع وآلام بسيطة نجمت عن سقوطه من على ظهر الحصان. وأضافت أن"قنبرزاده عزا مصادرة جواز سفره إلى سببين. اولهما الابتزاز وإجباره على دفع 150 ألف دولار لتسهيل مغادرته ايران، والثاني الضغط بعدما ابلغه مسؤولون ايرانيون أنهم يريدون ان يطلب من ابنائه المقيمين في لوس أنجليس التوقف عن الترويج في منطقة الخليج لفناني موسيقى البوب الإيرانيين الذين اعتبروهم معادين لطهران".
مرض خامنئي
وتحدثت وثيقة اخرى نشرتها"لوموند"عن تصريحات لرجل اعمال غير ايراني يعمل في آسيا الوسطى ويسافر كثيراً الى طهران عام 2009 أفادت بأن الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي مصاب بسرطان الدم في مراحله النهائية، ويمكن أن يموت خلال بضعة شهور.
وطبقاً للبرقية المؤرخة في آب اغسطس 2009 ان رجل الأعمال علم من أحد معارفه ان الرئيس الإيراني السابق علي رفسنجاني، وهو من منتقدي الرئيس محمود أحمدي نجاد وعبر عن تعاطفه مع الحركة الإصلاحية، قرر لدى علمه بمرض خامنئي ان يبدأ إعداد نفسه ليكون خليفته.
حرب غزة
وفي شأن الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة"حماس"نهاية 2008، كشفت وثائق نشرتها صحف اسرائيلية ان مصر وحركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضتا طلب اسرائيل دعمها في الهجوم العسكري على غزة.
وأوضحت ان وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك ابلغ وفداً من الكونغرس عام 2009 ان اسرائيل اجرت اتصالات مع مصر والسلطة الفلسطينية قبل شن عملية"الرصاص المصبوب"، وسألتهما اذا كانتا على استعداد للسيطرة على قطاع غزة بعد هزيمة"حماس".
واشارت الى ان"باراك تلقى رداً سلبياً، وهو امر غير مستغرب"، مضيفة ان"باراك انتقد ضعف السلطة الفلسطينية وعدم ثقتها بنفسها". كما اشارت البرقية الى ان اسرائيل ابقت"الحوار"مع كل من مصر وفتح خلال العملية.
الى ذلك، ابدى رئيس"الموساد"الاسرائيلي مئير داغان وجهة نظر اكثر سلبية حول القيادة الفلسطينية في برقية ديبلوماسية حملت تاريخ 26 تموز يوليو 2007، وان أي اتفاق نهائي لن يبرم مع الفلسطينيين.
وذكر موقع"ويكيلكس"ايضاً ان بعض الوثائق طلبت من ديبلوماسيين اميركيين جمع معلومات عن مسؤولين فلسطينيين وحماس، بينها ارقام هواتفهم وبريدهم الإلكتروني.
اردوغان واسرائيل
وفي وثائق قد تكون مربكة بالنسبة الى الولايات المتحدة خلال لقاءات مقبلة مع شركائها، نقلت إحداها عن ديبلوماسيين اميركيين في انقرة قولهم ان"رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يكره اسرائيل ببساطة"، وذلك تعليقاً على رد فعله العنيف على الهجوم الاسرائيلي الدامي على قطاع غزة.
وايد الديبلوماسيون نظرية السفير الاسرائيلي في انقرة غابي ليفي الذي اعتبر ان تصريحات رئيس الحكومة التركية العنيفة ضد اسرائيل نابعة من"عاطفته، وكونه مسلماً".
وقال السفير الإسرائيلي للديبلوماسيين الاميركيين المعتمدين في العاصمة التركية:"من وجهة نظر الدين، اردوغان يكرهنا والاحتقار الذي يكنه ينتشر في بلاده".
ونسب السفير تدهور العلاقات بين اسرائيل وتركيا الى شخصية رئيس الوزراء التركي، الناشط الاسلامي السابق الذي يترأس حكومة اسلامية محافظة منذ عام 2003.
انتقادات لزعماء العالم
وفيما نال قادة آخرون حصتهم من هذه الوثائق الديبلوماسية، وصفت إحداها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه"نزق ومستبد"في تعامله مع معاونيه.
وقال ديبلوماسي اميركي عن رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلسكوني إنه"غير مسؤول ومغتر بنفسه وغير فاعل كزعيم اوروبي معتدل"، وآخر بأنه"ضعيف نفسياً وسياسياً"، مؤكداً ان سهراته العامرة حتى آخر الليل لا تدع له وقتاً للراحة، وهو ما اضحك برلسكوني كثيراً بحسب وسائل الإعلام الإيطالية.
وأوردت برقية ان"المستشارة الألمانية أنغلا مركل تخشى المجازفة، ونادراً ما تبدي سعة أفق"، واصفة وزير خارجيتها غيدو فيسترفيليه، بأنه"مثلي معلن، وشخص شديد الحيوية، لكنه يفتقر الخبرة في المجال الديبلوماسي".
وشبهت السفارة الأميركية في موسكو الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف بأنه"روبن صديق باتمان الذي يقوم بدوره بوتين"، في اشارة الى الكومبارس الشاب لبطل الرسوم المتحركة.
وافادت برقية اخرى بأن"الزعيم الليبي معمر القذافي يعتمد بما يشبه الهوس على نواة صلبة صغيرة من اهل الثقة، ولا يستطيع السفر من دون ممرضة اوكرانية ممتلئة الصدر. كما يشعر الزعيم الليبي بالخوف من التحليق فوق البحار او صعود إلى طبقات مبنى مرتفع.
ونقلت صحيفة"نيويورك تايمز"ان القذافي غضب من الاستقبال الذي خصص له خلال زيارته نيويورك عام 2009 ومنعه من نصب خيمته وزيارة موقع"غراوند زيرو"حيث وقعت اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2011 خلال مشاركته في اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، فامتنع عن الوفاء بوعد قطعه بتسليم روسيا كمية من اليورانيوم موجودة في بلاده.
كذلك، نقلت"ذي غارديان"عن الوثائق ان محافظ بنك انكلترا المركزي ميرفين كينج اتهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون ووزير المال جورج اوزبورن"بالسطحية"، وان الولايات المتحدة صدمت لما وصفته الصحيفة"بالسلوك الفظ"للأمير اندرو عضو الأسرة المالكة في بريطانيا حين يكون خارج البلاد.
افغانستان وباكستان
وفي تسريبات اقل اثارة عن افغانستان، اكدت وثائق ديبلوماسية اميركية ان ديبلوماسيين اميركيين ينظرون الى احمد والي كارزاي شقيق الرئيس الافغاني على انه"فاسد الى حد كبير وضالع في تهريب المخدرات"في جنوب البلاد فيما وصف حميد كارزاي بأنه"ضعيف".
وأوردت"نيويورك تايمز"ان الولايات المتحدة حاولت سراً منذ عام 2007، لكن من دون جدوى، سحب يورانيوم عالي التخصيب من مفاعل نووي في باكستان تخشى ان يجرى تحويله لصنع"سلاح غير شرعي".
واشارت وثائق سرية اميركية اخرى الى ان واشنطن طلبت من مندوبيها التجسس على مسؤولي الامم المتحدة، وجمع معلومات حول"اسلوب عمل وطريقة اتخاذ القرار"لدى امينها العام بان كي مون، فيما رفضت المنظمة الدولية التعليق على صدقية الوثيقة.
تسريبات "ويكيليكس" مصدرها نظام اتصال إلكتروني يُسمح ل 2,5 مليون موظف أميركي بدخوله
افادت مجلة"دير شبيغل"الألمانية ان المراسلات الديبلوماسية التي نشرها موقع"ويكيليكس"مصدرها نظام اتصال تستخدمه وزارتا الدفاع والخارجية الأميركيتين.
وأوضحت ان قسماً من البرقيات الديبلوماسية مصدره نظام"سيبرنت"سيكرت انترنت بروتوكول راوتر نيتوورك الذي يملك حوالى 2,5 مليون موظف في القطاع العام الأميركي حق الوصول اليه، من خلال اجهزة كومبيوتر معتمدة في دوائر رسمية تتغير آليات الدخول اليها كل 150 يوماً تقريباً.
واضافت ان"الوثائق المصنفة سرية للغاية لا تعبر شبكة"سيبرنت"، لكن حوالى 850 الف اميركي يستطيعون الوصول اليها، علماً ان تسريبات"ويكيليكس"تتعلق ب 251 الفاً و287 وثيقة ارسلها ديبلوماسيون اميركيون الى واشنطن و8 آلاف مذكرة ارسلتها الحكومة الأميركية الى السفارات.
ومن بين الوثائق التي نشرت 6 في المئة فقط، اي 15 الفا و652 برقية ديبلوماسية، مصنفةٌ"اسراراً دفاعية"، بينها 4 آلاف و330 وثيقة"يُمنع تسريبها الى غرباء"، ونحو 40 في المئة من الوثائق مصنفة"سرية"، فيما غالبية الوثائق لا تحمل اي سمة تمنع نشرها.
وباستثناء الوثيقة التي يعود تاريخها الى العام 1966، فإن غالبية الوثائق الديبلوماسية ارسلت بين عام 2004 ونهاية شباط فبراير 2010، وهو التاريخ الذي توقف فيه مصدر"ويكيليكس"عن تزويد الموقع بالوثائق لاسباب مجهولة.
وأبدت المجلة الالمانية حذراً شديداً من الوثائق المسربة، لانها لا تعلم الظروف التي تمكن فيها مخبر موقع"ويكيليكس"من نسخها، ولا اذا كانت الوثائق تمثِّل كامل المراسلات الديبلوماسية الصادرة، ام انها تقتصر على"وثائق مختارة بحسب معايير نجهلها".
الى ذلك، يمكن تفسير غياب وثائق مصنفة"سرية للغاية"، بأن مخبر موقع"ويكيليكس"عجز عن الوصول اليها، او انه لم يرغب في ذلك، لقطع الطريق امام امكان كشف هويته.
واذا كانت المراسلات الديبلوماسية مفهومة لدى الجميع لان كتابتها لم تتم بشكل عاجل، لكن دقتها تبقى غير مؤكدة. واوردت مجلة"دير شبيغل"ان"كتبة الوثائق لم يتوانوا عن نقل ادنى تسريبة او همسات في الاروقة الديبلوماسية، وصاغوها معتقدين بأنها لن تنشر قبل 25 سنة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.