يبدأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان اليوم زيارة رسمية لسورية تلبية لدعوة من الرئيس بشار الأسد، تستمر يومين، وهي أول زيارة لرئيس لبناني منذ انسحاب القوات السورية من لبنان عام 2005. وقالت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية في بيان أمس، ان المحادثات بين الجانبين اللبناني والسوري"ستتناول المواضيع ذات الاهتمام المشترك إضافة الى تطورات الأوضاع اقليمياً ودولياً". ويرافق سليمان وفد يضم وزير الخارجية فوزي صلوخ وعدد من المستشارين، كما ترافق الرئيس زوجته وفاء. ورأس سليمان أمس اجتماعاً ضم أعضاء الوفد المرافق ووضعت خلاله اللمسات الأخيرة على الزيارة. واطلع سليمان من صلوخ على بعض الملفات المتعلقة بالسياسة الخارجية وبموضوع الزيارة الرئاسية لسورية اليوم. وتناول البحث كذلك أوضاع الجالية اللبنانية في غينيا الاستوائية، وشدد الرئيس سليمان على وجوب إرسال وفد الى هناك للعمل على تطوير علاقة لبنان مع هذا البلد مستقبلاً. وتطرق البحث أيضاً الى التحضيرات للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، والتجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب وكذلك موضوع الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم التي دعا سليمان أطرافها الى وضع حد للتشرذم الحاصل والعمل على توحيد الجامعة لما فيه مصلحة الاغتراب ومصلحة لبنان. وتتركز محادثات سليمان في دمشق اليوم وغداً مع الرئيس بشار الأسد على خمسة ملفات لپ"وضع اسس صلبة"للعلاقات السورية - اللبنانية والتشاور في الأوضاع في الشرق الأوسط. ويتوقع ان يصدر في ختام القمة بيان مشترك يلخص نقاط التوافق بينها العمل على إقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين، للمرة الأولى منذ استقلال الدولتين. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية لپ"الحياة"ان العلاقات بين دمشق وبيروت"شأن ثنائي سيادي، لكن تحسنها سيؤثر ايجاباً في العلاقة مع أوروبا". واعتبرت مصادر سورية زيارة سليمان"أخوية". ويصل الوفد اللبناني، الذي يضم وزير الخارجية فوزي صلوخ ومستشارين رئاسيين من دون أي ممثلين لكتل نيابية، الى مطار دمشق في وقت متأخر من بعد الظهر، وينتقل الى قصر الشعب حيث تجرى مراسم الاستقبال الرسمية ويستعرض الرئيسان بشار الأسد وسليمان حرس الشرف مع إطلاق المدفعية 21 طلقة. ومن المقرر ان تعقد جلسة محادثات موسعة يحضرها وزيرا الخارجية صلوخ والسوري وليد المعلم ورئيس المجلس الأعلى السوري - اللبناني نصري الخوري. ويتوقع ان يقيم الأسد مأدبة عشاء رسمية تكريماً لسليمان. وعلم ان بياناً سورياً - لبنانياً سيصدر في ختام قمة الأسد - سليمان يقر المبادئ التي جرى التوافق عليها بين الجانبين، إزاء الملفات التي تتناول العلاقات الثنائية المتعلقة بإقامة علاقات ديبلوماسية وترسيم الحدود السورية - اللبنانية وضبط الحدود لمنع التهريب في الاتجاهين، وبحث ملف المفقودين السوريين في لبنان واللبنانيين في سورية، إضافة الى مراجعة الاتفاقات الثنائية الموقعة في المجالات الاقتصادية والتجارية. وكانت مصادر في المجلس الأعلى قالت لپ"الحياة"ان الاتجاه يسير نحو الإبقاء على المجلس الأعلى السوري - اللبناني وتعديل بنود في نظامه تتناقض مع إقامة العلاقات الديبلوماسية. وقالت مصادر سورية لپ"الحياة"امس ان دمشق"حريصة على نجاح زيارة الرئيس سليمان وأن ذلك سيرسي الأرضية لتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين". ولوحظ امس ان"الجمعية الأهلية السورية للمفقودين في لبنان"برئاسة هالة الأسعد كثفت نشاطاتها واعتصم أهالي المفقودين امام مبنى وزارة الداخلية وسلموا الوزير بسام عبدالمجيد مذكرة تتضمن حض المسؤولين"كي يتحملوا مسؤولية البحث عن رعاياهم ومخاطبة الرئيس اللبناني والحكومة اللبنانية للعمل بحثاً عن مصير المئات من المفقودين". وقدرت أوساط سورية عدد المفقودين منذ اندلاع الحرب الأهلية منتصف السبعينات بنحو 841 سورياً. وأوضحت الأسعد أمس ان المفقودين"اختفوا بطرق مختلفة كالقتل والقنص والاختطاف والتفجيرات ومنهم من اختفى بطرق غامضة أثناء الحرب الأهلية اللبنانية أو بعد اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري أو بعد خروج الجيش السوري من لبنان". وزادت:"بحسب شهود عيان هناك أشخاص دفنوا في مقبرة جماعية ووضعت كميات من الإسمنت فوق الجثث".