في وقت يجتمع في القاهرة اليوم وفد من قادة حركة "حماس" مع رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان لمناقشة رد إسرائيل على اقتراح التهدئة التي تحاول مصر التوصل إليها في غزة، قالت مصادر في الحركة إنها سترفض أي شروط إسرائيلية"تعجيزية"للتهدئة، خصوصاً ربطها بإطلاق سراح الجندي الأسير في القطاع غلعاد شاليت. وسيطلع الوزير سليمان وفد"حماس"الذي يضم قيادات من الداخل والخارج ويرأسه نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الدكتور موسى أبو مرزوق، على الرد الإسرائيلي الرسمي الذي تلقاه خلال زيارته لتل أبيب الأسبوع الماضي. ويضم الوفد الذي وصل القاهرة أمس من قيادات الخارج عضوي المكتب السياسي محمد نصر وعماد العلمي، ومن الداخل القياديين الدكتور محمود الزهار وجمال أبو هاشم وخليل الحية. وقال مستشار رئيس حكومة"حماس"المُقالة الدكتور أحمد يوسف ل"الحياة"إن وفد الحركة"ذهب إلى مصر بصدر رحب، ولدينا استعداد كاف للبحث في سبل التوصل إلي تهدئة في قطاع غزة من أجل رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني". لكنه أكد"أنهم لن يستجدوا في سبيل ذلك". وأضاف:"إذا كانت هناك شروط تعجيزية لا يمكن قبولها فلن يرضخوا لأن لدينا خيارات أخرى وبندقيتنا مازالت مشروعة، وسنستكمل حقنا الشرعي في المقاومة". وأعرب عن أمله في"التوصل قريباً إلى اتفاق تهدئة في ضوء ما تم التفاهم عليه مع المصريين بإجماع فلسطيني"، موضحاً أن"التهدئة قضية انتهى التفاهم عليها وورقتها جاهزة بجميع تفاصيلها". واعتبر أن"ربط التهدئة بالإفراج عن شاليت هو قتل لها". وأوضح أن"استحقاقات ملف تبادل الأسرى تختلف تماماً عن مسألة التهدئة، وإسرائيل تعلم ذلك. والربط بين القضيتين هو قتل للتهدئة". واعتبر تلويح بعض المسؤولين الإسرائيليين بهذه المسألة باعتبارها شرطاً للتوصل إلى تهدئة،"استغلالاً وابتزازاً بغرض المماحكة والمماطلة". وشدد على أن"إسرائيل تعلم جيداً عدم إمكانية حلحلة هذا الملف تبادل الأسرى لأنه ملف صعب ومعقد، وهي غير جاهزة حالياً لتقديم الاستحقاقات المطلوبة مقابل الإفراج عن شاليت، كما لا تريد أن ترى أي إنجاز تحققه حماس". واعتبر أن"الكرة في الملعب الإسرائيلي بالنسبة إلى هذه القضية التي انتهى النقاش في شأنها داخل الحركة". ورأى أن"إسرائيل يمكنها أن تنهي هذه القضية في أيام إذا وافقت على قائمة الأسماء المدرجة لديها، لكن إذا أصرت على موقفها الرافض، فلا خيار آخر. وستظل هذه القضية عالقة، خصوصاً في ضوء عدم وجود مؤشرات لحل هذه المسألة". واستبعد أن تتمسك إسرائيل بإطلاق سراح شاليت، موضحاً أنه"ليس هناك إجماع إسرائيلي على ضرورة إقحام قضية شاليت في مسألة التهدئة". ولفت إلى أن"التهدئة الآن هي حاجة إسرائيلية. والإسرائيليون حريصون على تحقيقها ليتفرغوا لمعاركهم الداخلية"، مشيراً إلى أن"المسؤولين الإسرائيليين حالياً في حال تنافس، وهناك انتخابات وكبار الساسة أعينهم على من سيرث كاديما أو من سيفوز برئاسة الحكومة". وربط بين التوصل إلى التهدئة ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني. وقال:"لا معنى للتهدئة إذا لم يتم تشغيل المعابر"، معولاً على الموقف المصري في الضغط على جميع الأطراف من أجل تشغيل المعابر، خصوصاً معبر رفح، لأن"مصر هي العمود الفقري للأمة العربية وهناك علاقة إستراتيجية تربطها بالفلسطينيين... وهي لن تقبل أن تخسر سمعتها لإرضاء أي طرف لأن مكانتها القيادية في المنطقة على المحك".