رحّبت مديرة أكاديمية الملك فهد في لندن سمية اليوسف بتبرئة محكمة بريطانية الأكاديمية من اتهامات بالعنصرية والكراهية وجّهها اليها أحد المدرسين السابقين، لكنها عبرت عن عدم رضاها عن الحكم بتعويض مالي للمدرس حتى وإن جاء على خلفية"قصور قانوني وفني". وكانت محكمة بريطانية أصدرت حكماً بدفع 70 الف جنيه، كتعويض مالي، الى المدرس السابق في الأكاديمية كولن كوك نتيجة"طرد تعسفي"لكنها برأت الأكاديمية من الاتهامات التي وجهها كوك اليها بالعنصرية والحقد وكراهية الأديان الأخرى غير الاسلام. وذكرت اليوسف في اتصال مع"الحياة"ان"الأكاديمية تدرس تقديم اعتراض على الحكم بالتعويض المادي للمدرس السابق لأننا نرى انه لم يقدم اثباتات مقنعة امام المحكمة". وعبرت عن رضاها على"حكم المحكمة بتبرئة الأكاديمية من الاتهامات التي ساقها المدرس كوك بالعنصرية والحقد وكراهية الأديان أو الحضارات الأخرى". وأضافت ان"الاعلام عادة ما يركّز على الأمور السلبية، لكن، وعلى رغم كل الضجة التي اثارها الاعلام البريطاني، فإنني آمل بأن تطوي الأكاديمية هذه الصفحة القاتمة وتكرس جهودها كافة والاصرار على المضي في رسالتها ونهجها وهو تنشئة جيل مسلم معتز بحضارته وهويته الدينية، على قيم التسامح واحترام الأديان والحضارات الأخرى، قادر على تمثيل بلاده ودينه خير تمثيل". وتابعت:"على رغم ان هذه الأهداف كبيرة إلا ان الأكاديمية مصمّمة على الاستمرار في هذه المسيرة خدمة للجالية العربية والمسلمة في بريطانيا". وكان المدرس كوك، الذي عمل في الأكاديمية منذ 1987 حتى العام الماضي، قدم شكوى إلى محكمة عمالية مطالباً بمنحه تعويضاً ب100 ألف جنيه استرليني بسبب"الفصل التعسّفي"، عقب ادعائه بأن بعض الطلاب مارسوا الغش أثناء امتحان الشهادة الثانوية العامة GCSE. لكنه توسع في شكواه متهماً الأكاديمية، نقلاً عن زميل له، بأنها تدرس كتباً تحضّ على كراهية اليهود والنصارى. وكانت مديرة الأكاديمية أصدرت بياناً أمس ردت فيه على ما أوردته صحيفة"التايمز"البريطانية في معرض تناولها حكم المحكمة وما ورد فيه من مغالطات، نفت فيه ان يكون"الغش أمراً منهجياً"كما أوحت الصحيفة في خبرها، موضحة ان"الحادث معزول نتيجة سوء فهم، وجرت معالجته مباشرة من خلال مراقبة الامتحانات". وأضاف البيان ان"الأكاديمية تشدد باستمرار على أهمية التفاهم بين الحضارات والثقافات والأديان، الأمر الذي ينعكس في المنهاج التعليمي للأكاديمية"مشيراً الى"التنويه بإنجازات الأكاديمية وطموحاتها بتهيئة طلابها للحياة في القرن الواحد والعشرين كمواطنين عالميين كما جاء في تقرير هيئة تفتيش المدارس التابعة لوزارة التعليم البريطانية اوفستد". وكانت هيئة التفتيش تفقدت أكاديمية الملك فهد الربيع الماضي، وخلصت إلى أنها"توفر تعليماً إسلامياً جيداً، وتعريفاً بالمؤسسات والمواطنة البريطانية"، وانها لم تلاحظ فيها أية مشكلات تتعلق ب"عدم التسامح"المزعوم.