أظهرت دراسة أميركية ان الاطفال الذين يعيشون في احياء فيها تلوث مروري كبير، يكون حاصل ذكائهم أقل، ويحققون نتائج اسوأ في اختبارات الذاكرة، مقارنة بالاطفال الذين يستنشقون هواء أنقى. وقالت الدكتورة شاكيرا فرانكو سوجليا من كلية هارفارد للصحة العامة في بوسطن والتي رأست إعداد الدراسة، ان تأثير التلوث على الذكاء يشبه التأثير الذي شوهد في الاطفال الذين كانت أمهاتهم يدخنن عشر سجائر في اليوم اثناء فترة الحمل او في الاطفال الذين تعرضوا للرصاص. واضافت سوجليا وفريقها في"الدورية الاميركية لعلم الاوبئة"انه على رغم إتمام دراسة تأثير التلوث على صحة شرايين القلب والجهاز التنفسي في شكل مكثف، فلا يعرف الكثير عن الطريقة التي قد يؤثر بها استنشاق هواء قذر في الدماغ. وربط الباحثون بين مقاييس عدة للوظائف الادراكية وتعرض الاطفال للكربون الاسود وهو احد عناصر المادة التي تخرج في شكل خاص من عادم السيارات، لا سيما التي تعمل بواسطة الديزل. وكلما زاد تعرض الاطفال للكربون الاسود كلما قلت نتائجهم في اختبارات للذكاء. وعندما اخذ الباحثون في اعتبارهم تأثير تعليم الوالدين واللغة المستخدمة في المنزل والوزن عند الولادة والتعرض لدخان التبغ ظلت الصلة كما هي. وربطت الدراسة بين التعرض لتلوث حركة المرور وعدد من التأثيرات الضارة الاخرى، وانه من دون الابتعاد عن المناطق ذات الحركة المرورية الكثيفة ليس في وسع الناس الكثير ليفعلوه للحد من هذه التأثيرات. وتشير الدراسة الى ان التلوث المروري ربما يؤدي الى تأثيرات ضارة من خلال التسبب في التهاب واضرار تأكسدية للدماغ. ويدعون الى إجراء مزيد من الابحاث في شأن تأثير التلوث على نمو الذكاء في الاطفال وعلى التدهور الادراكي بالنسبة الى الناس من مختلف الفئات العمرية.