اجرى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي جلسة محادثات مساء أمس مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تناولت ملفات المنطقة والعلاقات الثنائية، بعد وصوله الى الدوحة من الرياض حيث اعلن عن"عقود ضخمة"ستوقعها شركات فرنسية مع السعودية في الاسابيع والشهور المقبلة. راجع ص2 و3 ويرافق ساركوزي في جولته التي تشمل ايضا دولة الامارات العربية عدد من الوزراء ووفد يضم نحو عشرين من مديري كبار الشركات الفرنسية، وعلى رأسهم مديرة مجموعة"أريفا"النووية ومدير مجموعة"توتال"النفطية. ومن المتوقع ان يتم التوقيع في الدوحة على اتفاقات عدة تشمل تسليم قطر معدات كهربائية بنحو نصف بليون يورو. كما سيتم التوقيع على بروتوكولي اتفاق في مجال الطاقة. وعقد ساركوزي فور وصوله الى العاصمة القطرية اجتماعا مع ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل خليفة ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، قبل ان ينتقل للقاء الامير ويعقد معه اجتماعا ثنائيا تلته حفلة عشاء أقيمت على شرفه. وفي باريس، قالت صحيفة"لوموند"الفرنسية في عددها اليوم انه من المقرر ان توقع فرنسا ودولة الامارات مذكرة تفاهم لاقامة أول قاعدة بحرية فرنسية دائمة في الخليج لمناسبة زيارة ساركوزي. واوضحت ان هذا الاتفاق يندرج في سياق اتفاقية الدفاع الموقعة بين البلدين في كانون الثاني يناير 1995، بعد عام على اتفاق مماثل مع قطر. واشارت الى ان القاعدة التي ستقام قبالة السواحل الايرانية"لا يمكن على الارجح ان تصبح عملانية قبل عدة شهور". وتعذر على الفور تأكيد الخبر من مصادر رسمية فرنسية. محادثات الرياض وكان مصدر فرنسي مطلع قال ل"الحياة"إن المحادثات التي أجراها ساركوزي مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، عززت الشراكة الفرنسية - السعودية على الصعيد السياسي، خصوصاً في القضايا الساخنة في المنطقة وعلى الصعيد الثنائي العام. وكان ساركوزي أبلغ الصحافيين بأنه يأمل في ان تسفر جولته في الخليج عن صفقات تبلغ قيمتها نحو 40 بليون يورو. وأضاف المصدر أن الملك عبدالله خاطب ساركوزي بقوله:"انك جواد جموح". وكان سبق للملك عبدالله أن خاطب ساركوزي بهذه الكلمات عندما التقيا في باريس بعيد تسلم الرئيس الفرنسي منصبه. ورد الرئيس الفرنسي بالقول إن"الحصان الجموح جاء يطلب التشاور مع القائد العاقل". وأشار المصدر إلى أن أجواء التقارب سادت في كل الملفات التي تناولها البحث، حتى أن ساركوزي قال علناً إن"العاهل السعودي كان على حق بشأن سورية وأنا اؤيد رأيه". وأكد الرئيس الفرنسي دعمه وتأييده لخطة الجامعة العربية للحل في لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت، وانه يعلق أهمية بالغة على استقلال لبنان وصيغته التعددية. وفي كلمة ألقاها أمام مجلس رجال الأعمال السعوديين - الفرنسيين، قال ساركوزي:"لست الرئيس الذي سيتخلى عن مساعدة لبنان الذي يحتاج إلى استقلاله". وتساءل:"هل رأينا يوماً ما في تاريخ بلد رئيساً للبرلمان يغلق المجلس ويأخذ مفتاحه معه، مانعاً اياه من حق الاجتماع؟". واضاف ان للبنان الحق في السلام والأمن والاستقلال"فلنحل المشكلة بسرعة بحيث يتم انتخاب رئيس بأسرع وقت مع حكومة وفاق وقانون انتخابي عادل، فماذا ننتظر؟". وبالنسبة الى إيران، رأى ساركوزي ان على القادة الايرانيين ان يفهموا ان السباق على التسلح النووي ليس الحل وان هناك قوانين دولية ينبغي احترامها. وأضاف ان ايران بلد كبير له ثقافة عريقة، وايضاً شعب كبير يحتاج الى النمو والسلام والأمن"فليعملوا للحصول على قدرة نووية مدنية وليس القدرة النووية العسكرية". وأكد ان فرنسا تريد التحدث حول كل هذه المسائل مع السعودية ومع مصر ومع الأردن، وانها لا تريد مواجهة بين الغرب والشرق"لأنها ستكون قاتلة". وعلمت"الحياة"ان ساركوزي قال للعاهل السعودي انه يؤيد وحدة العراق وقيام حكومة موحدة، من دون أجانب ليضمنوا أمنها. وأكد للملك احترامه الكبير للاسلام والتزامه أن تكون ديبلوماسية فرنسا تجاه السعودية والشراكة بين البلدين مبنية على افعال وليس فقط على خطابات. ومن جانبه أكد العاهل السعودي ان بلاده مستمرة في التعاون مع فرنسا على الصعيد الاقتصادي، وانها ستشتري معدات عسكرية فرنسية تحتاج اليها. وفي ما يتعلق بالسعودية بالتحديد، تحدث المسؤولون الفرنسيون عن ان الزيارة يمكن ان تؤدي الى عقود في مجال النقل، تصل قيمتها الى عشرة بلايين يورو، معظمها تخص قطارات عالية السرعة وعقوداً في مجال الطيران، تصل قيمتها الى 1.5 بليون يورو، وطلبيات لمشاريع المياه والكهرباء، تصل قيمتها الى ستة بلايين يورو.