أفادت دراسة بأن الأطفال الذين تتناول أمهاتهم وجبات سريعة أثناء الحمل أو الرضاعة، ترتفع احتمالات اصابتهم بزيادة في الوزن واختيارهم لنظام غذائي غير صحي ويصبحون بدناء في مراحل لاحقة من حياتهم. وأوضح الباحثون ان دراسات سابقة أظهرت ان الاطفال الذين يولدون لأمهات بدينات يصابون بزيادة في الوزن على الارجح الا ان الدراسة الجديدة التي أجريت على فئران من أوائل الدراسات التي تبحث نوعية السلوكيات التي قد تتسبب في العادات الغذائية غير الصحية. وقال نيل ستيكلاند، الباحث في الكلية الملكية للطب البيطري في لندن والذي عمل في الدراسة:"انها تشير الى وجود برمجة جنينية من أجل زيادة الوزن". وأضاف:"الأجنة يعتادون على هذه الوجبات السريعة أثناء الحمل. انها ليست مسألة جينات فقط، يمكننا اظهار صلة مباشرة بين ما تأكله الأمهات وتأثيره على الاطفال". وفي الدراسة التي نشرت في الدورية البريطانية للتغذية، أخذ الباحثون مجموعتين من الفئران الحوامل وأعطوا واحدة غذاء من الوجبات السريعة، مثل الكعك المحلي المقلي والفطائر الرقيقة والحلوى، وأعطوا المجموعة الأخرى حبيبات غذائية. واعتبر ستيكلاند ان المدهش هو عدم ظهور أثر يذكر على وزن الفئران عند ولادتها. وأوضح انه حين فطمت وجد الباحثون ان الفئران التي تغذت أمهاتها أثناء الحمل على وجبات سريعة، يزيد وزنها في شكل أسرع وكانت تتذوق الغذاء غير الصحي وتلتهمه. وقال ستيكلاند ان دراسة الفئران لها مغزى بالنسبة الى الانسان، لأن الآليات التي تتحكم في الشهية مشابهة لتلك الموجودة في كثير من الكائنات الحية. وتمثل البدانة مشكلة كبيرة في أنحاء العالم، إذ ترفع احتمالات الاصابة بأمراض مثل النوع الثاني من داء السكري وأمراض القلب. وتقدر منظمة الصحة العالمية ان نحو 400 مليون شخص في أنحاء العالم يعانون من البدانة، بينهم 20 مليون طفل دون الخامسة من العمر. وحاولت الدراسة أيضاً الوصول الى فهم أفضل لما يقود الشهية، وهي العملية التي تديرها مراكز في المخ وتستجيب لمؤشرات تخبرنا حين نجوع وحين نشبع. وأشارت الدراسة الى أن الفئران الصغيرة تفرط في تناول الطعام، لأنها كلما زادت كمية الطعام التي تلتهمها تثار"مراكز المتعة"في المخ بالأغذية السكرية وتحتاج الى كميات متزايدة من الطعام لبلوغ الدرجة ذاتها من الرضا.