قالت مصادر فلسطينية ل "الحياة" امس ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد استقبل امس في قصر الشعب الرئاسي السوري على هامش زيارته الى دمشق عددا من قادة المنظمات الفلسطينية في شكل جماعي وثنائي لحضهم على"تجنب الخلاف ونبذ التفرقة والعمل على الوحدة الوطنية الفلسطينية". وكان اول الذين التقاهم الرئيس الايراني وفد حركة"الجهاد الاسلامي"برئاسة رمضان عبدالله شلح وحضور نائبه زياد نخالة. واوضح مسؤول في"الجهاد الاسلامي"ل"الحياة"ان اللقاء الذي استمر نحو ساعة تناول"الملف الفلسطيني واهمية الوفاق". ونقل المصدر عن احمدي نجاد قوله بضرورة"توافق الفلسطينيين للخروج من المأزق الذي هم فيه"وانه شجع"حماس"و"فتح"على"ضرورة حل المشاكل بالحوار وبضرورة عدم الانقسام وتجنب الخلافات لأن المستفيد الوحيد منها هو العدو". وعاد احمدي نجاد وعقد جلسة من المحادثات مع الرئيس بشار الاسد، قبل ان يعقد لقاء مع وفد من حركة"حماس"برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وحضور نائبه موسى ابو مرزوق وعضو المكتب السياسي محمد نصر. واوضحت المصادر الفلسطينية ان"حماس"شرحت وجهة نظرها ازاء التطورات التي حصلت في الفترة الاخيرة عندما"اضطرت الى حل المشكلة الامنية"بالسيطرة على قطاع غزة وانها"ترى الحل الوحيد بالعودة الى الحوار"مع اشارة الى استعدادها الى اعادة المقر الرئاسي في غزة وباقي مقرات الاجهزة الامنية بعد اعادة هيكلتها في اطار حل سياسي عام. واختتم احمدي نجاد اللقاءات الفلسطينية بجلسة موسعة ضمت قادة باقي المنظمات بينهم مسؤول الخارج في"الجبهة الشعبية"ماهر الطاهر والامين العام ل"الجبهة الشعبية - القيادة العامة"احمد جبريل وزعيم"الجبهة الديموقراطية"نايف حواتمة ومنظمات اخرى. وتتراوح مواقف هذه المنظمات بين"الدعم الكامل"الذي تقدمه"القيادة العامة"الى"حماس"وبين تحميل مسؤولين اخرين المسؤولية لكل من"حماس"و"فتح"على اساس انه"لم يكن هناك داع كي تلجأ حماس الى الحل الامني"وبوجوب توقف الرئيس محمود عباس ابو مازن عن"التصعيد والعودة الى الحوار". وانتقد مسؤول احدى المنظمات في حديث الى"الحياة"امس تصرفات"كتائب القسام"على الارض، مع اشارته الى ان الرئيس عباس"يريد استغلال ما حصل كي يعزل حماس نهائياً عبر الاستقواء بمنظمة التحرير الفلسطينية". ونقلت مصادر ايرانية عن احمدي نجاد قوله في لقائه مع وفد"الجهاد الاسلامي"ان"الدفاع عن المقاومة الفلسطينية من واجبات ايران"، وان الظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني"معقدة والانتصارات الكبرى تأتي دائما من رحم الصعوبات والازمات الكبرى". وزاد الرئيس الايراني في لقائه مع شلح:"ان اسرائيل فقدت هيبتها وفلسفة وجودها بسبب الهزائم الكبرى التي تلقتها في السنوات الاخيرة، لذلك هي تسعى الى استعادة هيبتها وتعويض خسارتها"، مشيرا الى ان"الفتنة"الاخيرة بين"حماس"و"فتح"هي من"صنع اسرائيل، لانها تسعى الى حسم القضية الفلسطينية حسب مخططها للتفرغ لمؤامرات اخرى تحيكها ضد ابناء المنطقة".