سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفجير في منتجع سياحي قرب إسلام آباد وعمليتان ضد قوى الأمن شمال غربي البلاد . باكستان : عشرات القتلى والجرحى في "يوم دموي" شهد سلسلة هجمات رداً على اقتحام "المسجد الأحمر"
شهدت الاوضاع الامنية في باكستان تدهوراً كبيراً امس، اذ نفذ متشددون ثلاث هجمات اوقعت نحو 50 قتيلاً، استهدفت إحداها مركز تطوع للشرطة في بلدة ديرة اسماعيل خان جنوببيشاور عاصمة الاقليم الشمالي الغربي المحاذي لأفغانستان، اسفرت عن سقوط 29 قتيلاً بين العسكريين. واستهدف الهجوم الثاني دورية لقوى الامن في منطقة سوات شمال بيشاور، تسبب في سقوط 19 قتيلاً. اما الهجوم الثالث فطاول عمق البلاد في منتجع مري السياحي الذي يرتاده الاجانب قرب إسلام آباد، حيث سقط قتيلان مدنيان، نتيجة انفجار عبوة ناسفة وضعت في دراجة وسط احد الاسواق التجارية في المنتجع راجع ص 7. واتجهت اصابع الاتهام في الهجمات الثلاث الى المتشددين الموالين لمجموعة اصولية تحصنت في"المسجد الاحمر"، وسط العاصمة، الذي اقتحمته قوات الجيش الاسبوع الماضي، وقتلت عشرات المسلحين داخله واعتقلت عشرات آخرين. كما تزامنت الهجمات التي أسفرت عن سقوط 30 جريحاً على الاقل، مع اعلان قبليين متحالفين مع"طالبان"و"القاعدة"في اقليم شمال وزيرستان المحاذي للحدود مع افغانستان، انسحابهم من معاهدة سلام كانوا وقعوها مع الحكومة في ايلول سبتمبر الماضي. واعلن"مجلس شورى المقاتلين"القبليين في بيان اصدره في ميرانشاه البلدة الرئيسة في شمال وزيرستان ان"طالبان مضطرة الى إنهاء الاتفاق"، ما يجعل المسلحين القبليين في حل من تعهد بعدم تقديم المأوى لمقاتلين اجانب تابعين ل"القاعدة". وجاءت الهجمات الثلاث إحداها على الاقل يعتقد بأن انتحاريين نفذوها غداة هجوم انتحاري اسفر عن مقتل 18 عسكرياً باكستانياً في اقليم شمال وزيرستان، ما اثار مخاوف من حرب مفتوحة يشنها المتشددون على السلطات الباكستانية، والمنشآت العامة في البلاد. ونقلت تقارير اجنبية عن مصادر في الاستخبارات الباكستانية انها تشتبه في ان الرجل الثاني في تنظيم"القاعدة"ايمن الظواهري كان وراء التحرك الذي قادته مجموعة"المسجد الاحمر"تحت ستار الدعوة الى تطبيق الشريعة، ولكن بهدف فتح جبهة جديدة ضد القوات الاجنبية التي تقاتل"طالبان"في افغانستان. وأشارت التقارير الى ان القوات الباكستانية عثرت في"المسجد الاحمر"والمدرسة الدينية للبنات الملحقة به جامعة حفصة، على رسائل من الظواهري الى الشقيقين عبدالرشيد وعبدالعزيز غازي اللذين قادا انتفاضة"المسجد الاحمر"، قبل ان يعتقل الجيش احدهما ويقتل الثاني. وفي اطار تفاعلات اقتحام المسجد، عقدت الاحزاب الاصولية التي تشكل المعارضة في البرلمان الباكستاني، اجتماعاً في إحدى المدارس الدينية في راولبندي شمال إسلام آباد امس، للمطالبة بتحقيق قضائي في ما اعتبرته"مجزرة فظيعة"ارتكبها الرئيس برويز مشرف وقواته ضد"الطلاب"الذين تحصنوا في المسجد. في المقابل، أشاد الرئيس الباكستاني بالقوات التي شاركت في اقتحام"المسجد الاحمر"خلال حفلة تكريم أقامها الجيش للقوات الخاصة التي شاركت في الهجوم على المتشددين الذين تحصنوا داخله. في الوقت ذاته، كشفت حكومة الاقليم الشمالي الغربي عاصمته بيشاور التي يقودها تحالف الاحزاب الاصولية، ان الجيش يستعد لإرسال تعزيزات الى الاقليم في محاولة لتفادي التدهور الامني في المناطق التي تعتبر معاقل للمتشددين. وابدت حكومة الاقليم معارضتها لتلك الخطوة باعتبار ان من شأنها"الزج بالجيش في مواجهة مع الشعب". وتعليقاً على اعلان القبائل في شمال وزيرستان انسحابها من معاهدة السلام مع الحكومة، قال الناطق باسم الداخلية الباكستانية جاويد شيما ل"الحياة"إن القبائل"لم تلتزم ابداً الاتفاق الذي نص على عدم تقديم الدعم والمأوى الى مسلحي طالبان والقاعدة، ما حال دون التزام الجيش بسحب نقاط تفتيشه المخصصة للبحث عن المطلوبين والأجانب في المنطقة". وجاء ذلك رداً على تبرير المسلحين القبليين انسحابهم من الاتفاق بعدم التزام الجيش ببند سحب نقاط تفتيشه من المناطق القبلية. وفي واشنطن ا ف ب، اعتبر مستشار الرئيس الاميركي للامن القومي ستيفن هادلي ان الاتفاق الذي ابرمته اسلام اباد مع الاسلاميين المتطرفين في المنطقة القبلية"لم ينجح". وقال هادلي في مقابلة مع قناة"فوكس نيوز"ان"الرئيس مشرف يدرك ذلك ونحن ايضا. الرئيس مشرف يتخذ اجراءات لإعادة نشر قوات في المنطقة... ذلك مثير للقلق وهناك تجمع لطالبان وتدريبات"، مضيفاً ان تحرك مشرف ضد المتطرفين في المنطقة الحدودية"لم يظهر في الوقت الراهن انه مناسب". لكنه قال ان الرئيس الباكستاني"سيذهب الى أبعد من ذلك. اننا ندعوه الى المضي قدما ونقدم له الدعم الكامل لما يعتزم القيام به". وفي تصريح لاحق لقناة"ايه. بي. سي"، أكد هادلي ان الاستخبارات الاميركية سترفع الى الرئيس بوش خلال الاسبوع المقبل تقويماً جديداً للوضع في باكستانوافغانستان. وقال"انها طريقة جيدة لتذكيرنا بأن مكافحة الارهاب ستستمر طويلا".